هذا المساء أشعر برغبةٍ في محوِ كل مساءاتِ تموزِ المبللة
والعودةَ من جديد إلى بيروتَ والاختباءِ بين أصابعها ، المساء في بيروت أغنية غجرية
وصخبُ بحارةٍ لا ينكفئون توقًا لشربِ الأراجيل والغناء والاختباء والاقلاع
وكأنّ المساءاتِ دون سماءِ بيروت محض توائم تعود لنسخ نفسها مرّة تلو أخرى..خاليةً من الاثارة والجمال
هل أحببت بيروت لأني أحبك ولأنها احتضنتك في لحظاتكَ الأولى
أم أحببتها لـ صخرةِ الروشة التي جمعتنا طفلينِ حافيينِ يذهلهما حجم ما يرانه
أم لأننا نتقن لكنة البيروتين وتتشابه وجوهنا ووجوهم لهذا تحبنا المدينة ونحبها !
دمائي خاليةٌ من السُكر والامنيات، ووحدها بيروت من تعرفُ كيفَ ترضي أنثىً مثلي
تقيمُ الأرض ولا تقعدها وتفتح أصابعها ليتناسلَ عطرها في رئتي ...!
بيروت البيضاء جميلةٌ كـ الحلمِ أنتِ
.
.
الحبُ البيروتي جاء كرجلٍ مغرٍ جداً وكانت امرأةً يدهشها الشّعور، فتكاثرت في أحشائها أعشابٌ
جديدة كثيفة الهذيان والخدر! الحب في قلوبِ العذارى دائمًا ملاكٌ أسطوري ووجهٌ يشبه قُبلةً
سماوية وأغنيةً حالمةً على شفاهِ الليل، وصباحٌ لا ينكفئ توقًا للحياة ،وحياةً صافيةً جدًا كالماء!
::
عشية 16 / تموز
الساعة 9
::
::

اسم العميل: وداد
رقم العميل: 001
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان
::
::
|
|