[2]
صُبحٌ ومساء ووجهٌ هارب
هذا الصّباح ثمةَ عصفور ينقرُ زجاجَ شُبّاكي، بعدما خنقتُ غرفتي لأيامَ عدةٍ من هواءٍ طلق و أشعةٍ تتراخى على فراغاتي، هل كنتُ أعتقدُ حقًا أن العزلةَ ستمنع تسرّب ما بقيَ من حواس!، التاريخُ واجمٌ على الجدارِ منذ زمن، منذُ أن فقدتُ وجهي لم أقطع أوراقَ الروزنامة، يا إلهي ، كم مرّ من الزّمن إذن وأنا في هذا القبرِ البارد؟ أهو أسبوع ، أسبوعان ، شهر ، ثلاثة ، أبدو كائنًا باهتًا معلقًا على مشجبٍ عتيقٍ صدأ، تراهُ كم سيلبثُ قبل أن يُسقطَ بي! ، أصبحتُ أثقلَ من ذي قبل، دماءٌ سوداء تتخللُ أوردتي ، ووليدٌ كوجهِ الليلِ يكبرُ في رحمي، وأوراقٌ كثيرة مبعثرةٌ حولي، ووجهٌ هارب!
من يعلمني كيفَ أقتفي وجهًا هارب وأعودُ لجمعه مرّة أخرى، تُرى متى تُغادرنا وجوهنا ؟ هل سئمت حقًا أجسادنا البالية!، كم أتمنى فقط أن اختفاء وجهي ليس إلا لعبةً اسمها الغُميضة وحين أتعبُ من البحثِ ولا أجده يأتيني مُبتسمًا لانتصاره، أيعقلُ حقًا أنّ من يمتطي الرّيح لا يعود ! ، ماذا عن وجهي الذي تناثر مع الريح ساعة انكسارٍ وتشظي ألن يعود؟، وأنا التي اعتادت كلّ مساء الوقوفَ على شُبّاكها منتظرةً إياه ،ألن تبعثه السماء بعد صلواتِ حزنٍ ودعاء، وموجٍ عاتٍ من الدّمعِ أرهقني!
هذا المساء سأتركُ شُبّاكي مفتوحًا أيضًا فربما يفاجئني الصّبح بعودته!
::
::

اسم العميل: وداد
رقم العميل: 001
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان
::
::
|
|