[3 ]
صباحٌ بلونِ وجهي وطعم المطر
سقط المطرُ اليوم، كنتُ تحته كمن حُرّر لتوه من أزلام صمته وراح الشّوق والحنين يحركه، نسيتُ كل ما حولي والمطر يغتسلني، كنتُ بحاجةٍ ماسة لبهجةٍ تضجُ الحياة في أوردتي، كان المطرُ هديةً إلهية بعد صلواتٍ كثيرة لعودةِ وجهي ولملمتِ أجزائي وكل ما فقدته، فتحتُ فمي كالأطفال وتلمظتُ قطرات المطر، وأشعر كأن جنانًا باتت تتفجّرُ في أحشائي الآن، أيكونُ ميلادُ الدفء قد حل ! وشتاءُ اليتمُ رحل؟، كل ما أعرفه الآن أن ثمةَ أيادٍ كثيرةٍ تضمني وتطوقني ورخاءٌ غزيرٌ جدا يبللني، ونسماتٌ باردة تنعشني وتحييني.
كانت تلك اللحظاتُ لي فقط، عشتها بقلبٍ ووجهٍ وجسد، وسبائك ماءٍ قفزتُ عليها كطفلةٍ أنشدت أغنيةَ المطرِ وهي تبتسم، وثمةَ انعكاسٌ لوجهها العائد في كل لحظة.
::
::

اسم العميل: وداد
رقم العميل: 001
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان
::
::
|
|