تتميز بأنها ليلة غير ذات قر ولا فر
* إذا أخذنا بلفظة الحديث: (فالتمسوها) هل يدلّ هذا على أنّ لِليلة القَدْر علامات معيّنة يستطيع أن يَتعرّف عليها الإنسان؟
- حقيقة الواقع هناك كلام في هذا، فأهل التحقيق مِن المفسِّرين يقولون بأنّ هذه الليلة لو كانت لها مميِّزات مادية معروفة لكانت معروفة للناس الذين يَسهرون هذه الليلة أو الذين يَسهرون ليالي رمضان ولا ينامون بحيث يمكنهم أن يُشاهِدوا ما قيل بِأنه يَتجلّى فيها وما يَحدُث فيها مِن الأمور الخارِقة للعادات، وهذا أمر غير معهود، ولو كان ذلك لاشتهر ذلك اشتهارا عظيما ولَتبيّن للخاص والعام بحيث تتناقله الألسن جيلاً بعد جيل مع تظافر الدلائل التي تدلّ عليه، ولكن أنّى ذلك وهذا لم يَحصل.
ومِن الناس وهذا قول عوام الناس مَن يقول بأنه تَحدُث أمور خارقة للعادات وتنقلب فيه الأمور رأسا على عَقِب ويُشاهِد الإنسان فيه الكثير الكثير.. هذا غير صحيح.
ومِن العلماء مَن يَستنِد إلى رواية رُويت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنّ ميزة هذه الليلة بأنها ليلة غيرُ ذاتِ قَرٍّ ولا ذاتِ حَرٍّ.. أي إن كانت ليلة في الليالي الشاتِيَة فهي ليست شديدة البرودة وإنما بَرْدُها معتدِل، وكذلك إن كانت في الليالي الصائِفَة فهي أيضا غير شديدة الحرارة وإنما يكون جوها معتدِلا، و- أيضا - جاء في الحديث أنّ شمسَ غُدْوَتِها تَطْلُع وهي ليست ذاتَ شُعاع، ولكنّ الحديث لم يَصح.
التوبة على أي حال مقبولة
* شخص كان يفعل المعاصي وكلما ارتكب المعصية تاب وهكذا استمر يفعل المعصية ثم يتوب، ثم إنه طلب من ربه أن لا يقبل منه توبة إن هو عاد إلى تلك المعصية، ثم عاد مرات، ثم تاب بعد ذلك توبة نصوحاً ولم يرجع، هل تقبل توبة هذا؟
كان جديراً بهذا الرجل أن يسأل الله سبحانه وتعالى بأن يوفقه للتوبة النصوح التي يقلع فيها عن كل غي، ويزدجر فيها عن كل معصية، ويستقيم فيها عن كل اعوجاج. هكذا كان الواجب عليه، ولم يكن حرياً به أن يسأل الله تعالى بأنه إن عاد إلى تلكم المعصية أن لا يقبل منه توبة، ما باله تبلغ به الحماقة إلى هذا القدر.
التوبة على أي حال مقبولة من كل عاصٍ مهما كان عصيانه إن نصح في توبته لله تبارك وتعالى، وذلك بأن يتوب توبة صادقة من أعماق نفسه ويلتزم بكل ما تستوجبه التوبة.
فالله سبحانه وتعالى بيّن أن مغفرته للتائبين حيث قال (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طـه: 82)، وبسط الله تعالى فضله لعباده حيث دعاهم إلى أن يتوبوا من معاصيهم ولو كانوا أغرقوا في هذه المعاصي، وأسرفوا على أنفسهم في ارتكابها، وأوعوا في جيوبهم من الموبقات ما أوعوا، الله تبارك وتعالى فتح لهم أبواب التوبة ودعاهم إلى هذه التوبة، ورحب بهم إن تابوا عندما قال (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الزمر:53-58)، فالعبد يؤمر بأن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحا، وأن يسارع في هذه التوبة، وأن لا يتلكأ عنها مهما كانت خطاياه، إن تاب توبة صادقة نصوحاً فإن الله يقبل توبته.
هذا وبسبب هذه المناسبة أرى مما ينبغي أن نذكر أركان التوبة التي لا بد منها، فالتائب يؤمر بأشياء:
أولاً أن يندم، إذ التوبة الندم، من لم يندم فليس بتائب، فهي الركن الأعظم من أركان التوبة، وذلك بأن يتمنى أن لو استقبل من أمره ما استدبر حتى لا يقع فيما وقع فيه.
والأمر الثاني: الإقلاع عن المعصية، فإن من كان مصراً على معصيته مرتكباً لها ليس بتائب.
والأمر الثالث: أن يعقد العزم على عدم العودة إليها كما لا تعود الألبان إلى ضروعها التي خرجت منها.
والأمر الرابع: أن يستغفر الله تبارك وتعالى لأن الله أمر بالاستغفار، فالله سبحانه وتعالى حض على الاستغفار في مواضع عديدة من كتابه الكريم وذلك مما يدل على وجوب الاستغفار، كيف وقد قرن الله سبحانه وتعالى بالاستغفار الخير كله، وتوعد على تركه، فلذلك كان الاستغفار من أركان التوبة التي لا بد منها.
فإن تاب الإنسان هذه التوبة فيما كان بينه وبين ربه سبحانه وتعالى فإن توبته مقبولة.
أما إذا كان ذلك فيما بينه وبين عباد الله بحيث ظلم الناس فيما يتعلق بأموالهم أو ما يتعلق بدمائهم أو ما يتعلق بأعراضهم فإنه في هذه الحالة لا بد من أن يتخلص فيما بينه وبينهم، والله تعالى أعلم.
لا
تقول بعض النساء أنه في يوم الجمعة لا يجوز للمرأة أن تصلي الظهر إلا بعد رجوع الرجال من صلاة الجمعة، فهل هذا صحيح؟
لا، الظهر كسائر الصلوات إنما نيطت بوقت معلوم، فإذا دخل ذلك الوقت فقد شرعت الصلاة، والله تعالى أعلم.
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|