منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - شجرة البلوط المقدسة ومصيرها المأساوي في مدينة ماربورغ الخضراء
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 23-08-2011   #2
Banned







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 2105
  المستوى : د .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهولد .عدنان الطعمة عبقريتك تثير الذهول
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :د .عدنان الطعمة غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 


كنت امشط المنطقة وأسير إلى القرى والمدن الصغيرة التي تبعد عن شجرة البلوط المقدسة .


كانت هذه الشجرة بالذات ضخمة ومرتفعة جدا و منظرها يسر الزائرين والناظرين


لها و الجالسين تحت ظلالها الوارفة على المصطبات العامة .


وكنت أشاهد الأطفال يلعبون في الساحة المزدانة باللون الأخضر و الزهور


أوتحت أو فوق أغصان شجرة البلوط .


وكانت أمهات الأطفال يجلسن على المصطبات .


تبعد شجرة البلوط عن الطريق حوالي 20 مترا .
رتبت المصطبات العامة من قبل بلدية المدينة على شكل دائرة كبيرة أمام شجرة البلوط .


و في وسط الدائرة يلعب الأطفال ، كما أن بعضهم كان يتسلق شجرة البلوط


إلى أعاليها أو يجلس و يتعلق على أغصانها الغليظة والمتينة الطويلة .


و بالقرب من شجرة البلوط المقدسة يوجد موقف لست أو سبع سيارات .


كنا نوقف سيارتنا بالقرب من هذه الشجرة المباركة و نسير على الطريق لساعة



أو ساعات وكنا نعطف نحو الطرق الجانبية إلى الغابات الأخرى أو نسير إلى بئر


أليزابيت التي تبعد حوالي كيلومترين تقريبا .
فوجئنا ، زوجتي وأنا ، في صيف عام 1997 عندما قرأنا في صحيفة مدينتنا


اليومية ماربورغر أبورهسيشه برسه أن شجرة البلوط قد أحرقها أطفال مدرسة .

ذهبنا عصر ذلك اليوم للإطلاع عليها فوجدناها محروقة من الداخل ، حيث كان


جوفها فارغا أسودا كلون الفحم , وكانت رائحة الدخان تتصاعد من جوفها .

حزنت كثيرا وتألمت على قيام أحد الأطفال أثناء اللعب بحرقها .


قلت لزوجتي دعينا نستلق و نصعد وندخل إلى جوفها .


و نتيجة للحرق تكونت فتحات إحداها تشبة القلب ، قلب الإنسان ، يا سبحان الله .

نزلنا إلى داخلها ، حيث انتابني شعور غريب مزيج بالحزن و الأسى ،
إلتقطت لجدرانها من الداخل عددا من الصور . ثم خرجنا منها وبدأنا نتطلع إليها
من كافة الجوانب ، وكنت ألتقط صورا لها . إبتعدت عنها بمسافة خمسن مترا
إلى الفرع الأول على جهة اليسار ، فيا دهشتي حين فتحت عيني ونظرت لها ،
حيث شاهدت القسم المحروق منها الفحمي اللون يبدو وكأنها سيدة إنسانة .
و بعد عودتنا إلى المدينة ذهبت بسرعة و سلمت فلمين لغرض تحميضهما وطبع الصور .
و في اليوم التالي إستلمت الصور ، و قررت رسم إحدى لقطاتي التي تبدو فيها السيدة.
و بعد يومين سافرت بسيارتي إلى شجرة البلوط للقيام بالسير لمدة ساعة ،
إلا أني فوجئت بأن أطفال المدرسة كتبوا إلى شجرة البلوط المقدسة تعزيات
لأنفسهم وإلتماسات منها أن تغفر للطالب الذي احرقها ، وقد علقوا الرسائل
في مظروفات حولها بشكل حزام مكون من خيط أو حبل غليظ .
سعدت جدا بهذه المبادرة العفوية اللطيفة من الأطفال بطلب العفو والمغفرة
من الشجرة ، وفتحت إحدى الرسائل و قرأتها حيث أعربت الطفلة أو الطالبة
عن أسفها وحزنها العميق وطلبت من الشجرة الغفران والعفو .
كادت دموعي تنهمر عندما قرأت تلك الكلمات العاطفية الحزينة . للأسف الشديد
لم أصور الرسالة ولم آخذ على الأقل رسالة واحدة معي إلى البيت لكي احتفظ بها .

وفي اليوم التالي دعوت إحدى الشاعرات الألمانيات و أمها إلى تناول طعام الغداء .
و بعد الغداء أخذتهما معي وسافرنا إلى منطقة سونن بليك لمواساة و زيارة
شجرة البلوط . دهشنا جميعا عند قراءة كل الرسائل .

ومنذ صيف عام 1997 و ليومنا هذا ألتقط لهذه الشجرة المقدسة صورا في كل فصول السنة .
و بالجدير بالذكر دهشنا ، زوجتي وأنا ، بأن اغصان الشجر كانت تنمو من
الجانبين و من القمة ، على الرغم بأن جوف الشجرة كان فارغا كما ذكرت أعلاه .
إخترت بعض الصور القديمة التي التقطتها منذ عام 1997 المطبوعة على


الورق و عملت لها سكننج و عدلتها ببرنامج الفوتوشوب .
لذا أرجو المعذرة عما إذا كانت ألوان بعض الصور ا خافتة .


إلتقطت صورا لها قبل أيام ، حيث شاهدنا بأن الشجرة قد ضعفت و جفت
و اضمحلت تماما ، حيث قلنا لها الوداع يا شجرة البلوط .

تقبلوا مني فائق ودي و تقديري

د . عدنان


ألمانيا في 23 آب 2011

 

د .عدنان الطعمة غير متصل   رد مع اقتباس