طيلة علاقتنا اللامتناهية، كنت تلميذتك المبهورة بروعة دروسك.. قابعة في الطاولة الأولى..
فاغرة الفم وكل خلايا جسدي آذان صاغية..
كنت أدون على أوراق الذاكرة كل شاردة.. و أرسم خطا سميكا تحت كل واردة..
كنت أدون لون عينيك.. عدد أهدابك.. طعم أنفاسك.. رقة بسماتك..
و درجة ملوحة عباراتك..
أرسم بالألوان بصمات شفتيك على كل حرف ..
وفي قمة صمتك كنت أقرأ كلاما كثيرا.. كلاما جميلا.. تدلي به عيناك الثرثارتان..
و يفضحك صمتك.. فالسكوت علامة الرضا..
صامت لكنك في الأعماق تشتعل رضى و قبولا..!
قبعت في مدرستك عاما.. قرنا.. ألف عام..
وبعد ألف عام وجدت نفسي في السنة الأولى حب أو في السنة الأولى عبث
لم اعد أفرق بينهما..
أعذرني -يا أستاذي الفاضل - إن أنا بقيت في السنة الأولى مدة ألف عام..
فرغم نباهتي -باعترافك- ورغم ذكائي.. ورغم دهائي..
ورغم مواظبتي على كل دروسك..
أعدت السنة الأولى ألف مرة مثل أي تلميذ فاشل!
ألف عام أراجع الدروس.. أدقق النظر.. اقرأ بين السطور.. أفحص عن كثب بالمجهر
الإلكتروني.. بعيون القلب و ليس بعيون البصر..
ولم أدرك لحد اليوم اللون الحقيقي لقلبك..
أعذرني إن لم افقه درسا واحدا من دروسك فأنت رجل من زمن المساحيق..
زمن العدسات اللاصقة..
زمن الأظافر الإصطناعية والأهداب المستوردة!
مشاعري سماء يطال للوصول إليها ...لا أرضا يداس عليها
جزائرية حرة |
|