شكرا على الترحيب أيها البرئ
ظل الوسيم في ذلك المكان البارد وحده بعد أن استسلمت بل تخليت عن وسيمي الانيق بعد ان اخذتني صاحبة الإزار الأبيض إلى جنتها التي كانت في آخر أيام إزهارها
بعد مرور شهر من لقائي بالوسيم
كان يوما ربيعيا اتجهت فيه كعادتي إلى المدرسة ولا زالت أيام تَرَافُقنا سويا في ذلك الطريق القصير والذي استحال ممرا طويلا اراجع فيه الذكريات واجتر فيه الاحداث
اجل ما زلت اذكر بسمته كل صباح وتشابك ايدينا تلك اليد الناعمة الي تغوص فيها يدي الصغيرة
مازلت اذكر ناداته لي بحلوتي
ها أنا أمر على بائع الكعك نظرت إلى تلك الواجهة المزينة بأشهى أنواع الكعك ونظرت الى كعكتي المفضلة وهمست لها : استسمحك عذرا كعكتي فالوسيم لم يأتي اليوم ليهديك الي !!
واصلت مسيري ... ما به الطريق طال اليوم..!؟ تراها مجرد هواجس وتخيلات ...؟! هاهو ذا بائع الحلوى ... كان صديقا للوسيم وكان يعطيني حلوى لذيذة كلما مررنا به وسلمنا عليه
دخلت المدرسة ... جلست في مكاني وبدأت المعلمة بإلقاء الدرس وعلى غير عادتي لم استطع التركيز ... انقضت الساعة الأولى وانا على هذه الحال، ووصلت ساعة التربية الإسلامية لكن الهي ماذا نسيت ..!! نسيت ان اذاكر...ماذا اقول لمعلمتي...؟! الوسيم لم يذاكر لي!؟ عذر اقبح من ذنب.....!
وما هي إلا لحظات و جاءت صاحبة الإزار الأبيض...
ما الذي جاء بها...؟ موعد الــgـوتي "اللمجة" لم يحن بعد ...! لم تصل العاشرة...! لكن لابأس فمجيئها وانشغال المعلمة معها سيمنحني وقتا للمراجعة ....... يا سلام !
شرعت في حفظ الآيات لكن سرعان ما التفتت المعلمة إلي واشارت على لأحضر!!!
يا الهي لم اكمل حفظ ال5 آيات الأولى !! يا ويلتي ستكون الفلقة جزائي سيضحك الجميع على حين أنزع نعلي لانال ضريا يدمي الارجل و الأمرّ أن عقابي سيزيد من زعل الوسيم علي فبمجرد ان يسمع عن هذا سيرفض ان يسامحني...
نظرت في عيني صاحبة الإزار الأبيض فقالت :هيا يا عزيزتي! الوسيم في انتظارك.. اسرعي فأنت لا تريدين التأخر عليه ...أليس كذلك؟
لم تكن بخير احسست هذا من نبرة صوتها لكن ما يهم الان ان الوسيم طلب اليها احضاري تشبثت بردائها وقلت بعفوية : إذا هو سامحني!؟
قالت: نعم يا حبيبتي .. اجمعي أداوتك وأسرعي لنذهب اليه حالا.
دخلت القسم بسرعة و انا انادي زميلتي سوهيلة "سوهيلة"، "سوهيلة" !! أرأيت لقد سامحني !
ساعديني في حزم تلك "البومبا" ( القنبلة = المحفظة الثقيلة ).
ساعدتني في لملمة الأدوات وضعت المحفظة على ظهري واسرعت الى صاحبة الإزار الأبيض " انا جاهزة مامي هيا بنا"
امسكت المعلمة بيداها وجهي السعيد وقبلتني بحرارة ..كانت عيناها تشع حزنا ..!
ما بها ألم تعلم بأني سأرى الوسيم ..؟ لعلها لا تعلم مدى حبي له وانه سيعفو عني ؟؟
اكيد!
خرجنا من المؤسسة مسرعتين ركبنا سيارة كانت بانتظارنا و في طريقنا كنت اغني اغنية كرتون اعتدت مشاهدته مع الوسيم كانت كلماتها كالتالي : أبي الحنون أبي الحنون أينما تحل أينما تكون........." و أخرى علمتني إياها معلمتي :"عاد أبي للدار في آخر النهار، قبلته كلمته وقلت أبتاه ........" وكلي فرح بهذا اللقاء.
توقفت السيارة، ها نحن ذا وصلنا قالت صاحبة الإزار الأبيض. نزلت من السيارة وقلت:" لكن هذا ليس المكان الذي كان فيه !! هل قرر المكوث في بيت أخي الكبير ؟ أمممممممم اذن يحبه أكثر مني! ليس عدلا! ليس عدلا! "
دخلنا البيت فوجدنا جمعا من النساء ينحن ويبكين ما ان رأينني حتى زادت نوبة البكاء حدة!
سألت ما بالهن يبكين هكذا؟!
غريب أمرهن .. رحن يقبلنني كن يتناقللني صرت انتقل من حجر واحدة الى حجر الاخرى و الكل يقول ما شاء الله "خلاها عروسة صغيرة" "ايه ضرك عندو ما يفخر يموت مهني"
وانا غارقة في حيرتي هل جنت النساء؟
حتى وجدت نفسي في حضني جدتي الغالية قبلتها وقلت اخبرتني مامي انه لم يعد غاضبا مني نعم هو يحبني اكثر من الصادق بالرغم من انه اراد المجيء الي بيته!
يحبني .. لذلك استدعاني .
"لن يغضب منك مجددا حلوتي لا تقلقي " قالت ميمة(جدتي)
انت متأكدة ..... رائع
لكن اين هو جدتي ؟ اخبريه اني اتيت ..
قالت انظري وراءك
ما ان نظرت وجدت ملفوفا أبيضا كان يتوسط القاعة
قلت لها: ميمة أهو نائم؟
ياااااااااااااااه! سيغضب مني مجددا لأني صرخت ولم أتوقف عن الصياح و الضحك !
أخبريه يا جدتي أني لم اقصد" لم تجب و انفجرت باكية و هي تحضنني بشدة ..
ثم اردفت : إنه نائم، صحيح هذا طفلتي
لكنه لن يستيقظ الان ، لقد تعب كثيرا في الآونة الأخيرة لذا سينام طويلا قبليه حبيبتي قبليه
نظرت إليه وضعت يداي على خده
"لن ازعجك في نومك حبيبي تاكد!
ما هذا خداه باردان!
جدتي هل أحضر له الدثار الأحمر ؟ انه اثخن من هذا ، وهو افضل لكي تسخن أطرافه ووجهه فهو يشعر بالبرد" قلت لجدتي
اجابت" لا يا حبيبتي سيغطيه عمك وخالك لاحقا هو يريد هذا"
وبعد مضي نصف ساعة جاء المنتظران عمي وخالي
وخلاه بعيدا
(بابي نشوفك من بعد الدفتر راه عندي بابي، خدمت مليح هاد الفصل)
لم يرد علي!!!!!!!
________________
كانت تلك اخر قبلة
كانت باردة
لكن لا ازال احس حرارتها في شفاهي يوم قبلت خدك وسيمي
علمتني اشياء عدة
لكنك لم تعلمني
كيف افارقك
لم تخبرني عن هذا اليوم
احبك ايها الغالي
واسأل الله ان يجعلني الابنة البارة بك
رحمك الله
وغفر لك
ولجميع موتى المسلمين
آمين
|