سؤال:
بعض الشباب عندما يعملون في مهن من هذا النوع يشعرون بالدونية ويشعرون أن مكانتهم في المجتمع تقل وتأثيرهم بين الناس يضمر، فهل هناك رابط بين وظيفة الإنسان وعمله وبين تأثيره ومكانته في المجتمع؟
الجواب:
لا عبرة بالعمل ولا عبرة بالوظيفة ولا عبرة بالمنصب إنما العبرة بالأخلاق، فلئن يكون الإنسان متحلياً بالأخلاق الحسنة متقياً لربه سبحانه متحرياً مرضاته حريصاً على طاعته ممارساً العبادة وهو مع ذلك يعمل ليعف نفسه في الأعمال الدنيا خير من أن يكون صاحب منصب كبير وجاه وفير وقدر عزيز ومكانة عظمى بين الناس ومع ذلك هو عاصٍ لله سبحانه وتعالى غير متحلٍ بالأخلاق الفاضلة وإنما يتصف بالأخلاق المذمومة، هكذا يُفرق بين الناس إنما هو الأخلاق وأحب الناس إلى الله سبحانه وتعالى أحاسنهم أخلاقاً لا أعظمهم مناصبا.
سؤال:
إذا كانت امرأة تراسل رجلاً متعلماً صاحب دين عن طريق الانترنت تسأل عن مسائل متعلقة بالدين دون علم أهلها هل هذا يعتبر من الخلوة؟
الجواب:
السؤال عبر هذه الأجهزة ليس هو من الخلوة في شيء، ولكن على أي حال أنا أقول لابد من أن يكون هذا أمراً مضبوطاً ومأموناً لأن كثيراً من الناس يتظاهرون بمظاهر الدين ثم لا يبالون بعد ذلك أن يضعوا فخاخاً للنساء ويؤدي ذلك إلى أمور خطيرة جداً، اطلعنا على الكثير من تصرفات هؤلاء الذين يتظاهرون بمظاهر الدين ثم يتحولون إلى ذئاب، فعلى المرأة أن تكون شديدة الحذر حتى لا تقع في فخ ويؤدي الأمر إلى أن تصل إلى حالة لا تحمد عاقبتها، فعليها أن تتقي الله في هذا، وأن تحافظ على عفتها.
وعفة الرجل وعفة المرأة هي من أهم الأمور، ولكن عفة المرأة هي أشد أهمية لأنها إن لم تبالِ بعفتها كان ذلك عاراً عليها وعلى أسرتها وعلى عشيرتها وعلى مجتمعها، فلذلك كانت المحافظة على العفة من أهم الواجبات سواءً على الرجال أو النساء، ولكن ذلك أكد بالنسبة إلى المرأة بسبب ما ذكرته، ولذلك نجد في القرآن الكريم النص الصريح على تحريم قذف المحصنات والوعيد على ذلك ومشروعية الحد على قذف المحصنات (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إلا الذين تابوا...) (النور: 4)، وكذلك بالنسبة إلى الوعيد يقول الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور: 23)، ما ذكر قذف المحصنين ولا يعني هذا جواز قذف المحصنين وأن قاذف المحصن لا يقام عليه الحد، ولكن ذكر قذف المحصنات لأجل ما في ذكر المرأة بما يؤدي إلى انتهاك عرضها عار كبير يجب أن الناس أن يتشددوا في اتقائه وأن تشتدد في دفعه ومحاربته.
فعلى أي حال المرأة مطالبة بأن تكون شديدة اليقظة، محافظة على عرضها، فإن العرض والدين هما أغلى شيء في حياة الرجل وحياة المرأة.
سؤال:
رجل أراد أن يتزوج من فتاة علم عنها أنها ذات خلق ودين لكن بعد أن رأوها رأوا أن فيها سمرة فلم يوافقوا أن تكون هذه المرأة زوجة له، ما قام هو به أنه عرض عليهم جواباً قمتم بالإجابة على سؤال مشابه، وهو الآن يحملهم إثم عدم الموافقة، وهم يطلبون كلمة منكم هل في هذا هم مخطئون أو لا؟
الجواب:
ليس لهم أن يعترضوا، وليس لهم أن يحولوا بينه وبين الزواج بمن أراد الزواج بها، والسمرة ليست عيبا، وعلى الناس أن يتقوا الله وأن يزنوا الأمور بموازين الحق (وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) (البقرة: 221) (وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ) (البقرة: 221)، وعلى الإنسان أن يتقي الله تعالى في ذلك.
بعد أن صلينا الجمعة قام أحد المسافرين ليصلي العصر فصلينا وراءه سنة الجمعة ولكن البعض لم يصل السنة مع الإمام الذي يصلي العصر في الجماعة بل إنه جلس في الصف في مكانه والآخرون قاموا يصلون بأنفسهم سنة الجمعة في الصف نفسه. وبالتالي أصبحت الصفوف غير منتظمة منهم القاعد والقائم والراكع. ما حكم صلاة هؤلاء جميعاً؟
أولاً قبل كل شيء أنا أرى أن هؤلاء المسافرين الذين يحرصون على جمع الصلاتين كثيراً ما يسببون مشكلات متنوعة، ويسببون فوضى لا تقف عند حد، لذلك أنا أنصح بأن يتركوا جمع الصلاتين في مثل هذه الأحوال إلا لضرورة لا محيص عنها، أما أن يعتبروا ذلك عادة كما هو شأن الكثير من الناس فهذا أمر فيه ما فيه، نحن نرى كثيراً من الأحيان ترتبك الصفوف وتكون الفواصل في الصف الواحد، هؤلاء اثنان أو ثلاثة يصلون بأنفسهم، وهناك في نفس الصف اثنان أو ثلاثة يصلون بأنفسهم من غير أن يلتحم الصف، ومع أمور أخرى تحدث ومنها المرور أمام المصلين وإيذاء المصلين ومضايقة المصلين، هذه أمور كلها تحدث ارتباكاً كبيراً، وأتألم كثيراً عندما أشاهد مثل هذه الأحوال، فأنا أدعو الأخوان إلى ترك الجمع بين الصلاتين إلا لضرورة لا محيص عنها.
أما في مثل هذه الأحوال ما هو الداعي للجمع، ما هو الداعي؟ إنما الأمر يفضي إلى الإفساد، إفساد الصلاة على الناس، ولو كانت هذه سنة متبعة فإن السنة تترك إن ترتبت عليها مضرة، فكيف مع أن السنة بالنسبة إلى المقيم في المكان أن يفرد الصلاة، وبالنسبة إلى الجاد في السير هو الذي يسن له أن يجمع بين الصلاتين.
والفضل للمقيم في الإفراد *** والجمع للمجد في الترداد
ما هو الداعي إلى هذا؟ ومع هذا أيضاً نرى أن الكثير من الناس عندما يجمعون بين الصلاتين يصلون مثلاً المغرب والعشاء معاً ثم يبقون مكانهم إلى صلاة العشاء لأجل المحاضرة أو لأجل غير ذلك وعندما يؤذن للصلاة يكونون هم في المسجد مع أن الخروج من المسجد بعد التأذين للصلاة من الجفاء، فمن خرج من المسجد فيعتبر عاصياً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلّم .هذه من المخالفات العجيبة ، وعندما يكون هنالك ضرر لا محيص عنه عليهم أن يعلم بعضهم بعضاً وأن يجتمعوا في مكان واحد بحيث يكونون في صف واحد أو في صفوف متراصة في مكان واحد لا يفصل بينهم أحد، ومع هذا كله يحرصون على أن لا يمروا أمام المصلين، وأن لا يقطعوا على الناس صلاتهم، المرور أمام المصلي فيه تشديد كبير في السنة (لأن يقف أحدكم أربعين خريفاً خير له من أن يمر بين يدي المصلي لو كان يعلم ما في المرور بين المصلي)، فكيف وهم يمرون بين أيدي المصلين من غير مبالاة، هذه أمور عليهم أن يراعوها، وأن يحرصوا على المحافظة على السلامة فيها. هذا التصرف الأهوج الذي يتصرفونه .ثم ما الداعي لهذا المقيم أن يصلي السنة مع هؤلاء، لا أقول بمنع ذلك، لكن ما الداعي إلى ذلك، إنما هو تشجيع على الجمع بين الصلاتين ونحن نختار ترك التشجيع عليه. والله تعالى المستعان.
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|