سلام عليكم
اريد شرح وكتابة تعليق عن القصه وتحليل اتمنى اجد الرد غدا مع الشكر للجميع
القصه الطوفان
الخطاب المزروعي (من مجموعته < لغة الأمكنه>)
رأيت أن البرج الذي يقع في أول القرية يندك كالرماد،وأحسست ،وأنا أشاهد في نفس اللحظة الغبار المتطاير من البرج المندك أن المطر توقف وحولت نظري الى الجبل الذي يقع جنوب البرج يتصدع ويتفجر فأحسست بالخوف وكدت أن أبكي ،قلت: لعله حلم مزعج ، ودون أن التفت الى النفاق أو أسأله ، طبعا هذا يضاف الى علومه الأخرى وهذا سقط منه سهوا لكثرة علومه ، أجابني وكأنه يعرف ماذا أريد أن أساله : لا ليس حلما أنه فعلا كذالك كما ترى فقلت :اذا ان القيامه قامت .. يالله ، وأخذت أهرول ، طبعا في هذه اللحظه ، احتفى النفاق ولم أعره أي اهتمام ، ووجدتني وسط الشارع والعمارات تذوب والطوفان يعم المكان المكان، حاولت أن أصل الى البيت لكني لم أستطع أن أهتدي اليه ، وكاني فقدت الذاكرة ووجدت الماء يشكل له مجرى من خلال الشارع وكأنه نهر عظيم يحمل كل شيء أمامه حتى الناس فرأيت الناس يتعلقون بجذوع وقطع بلاستيكية ويحاولون أن ينقذوا أعز الناس لديهم ، وفجأه وجدت أمي أمامي ؛ وكنت قبلها على خصام معها لأشياء تافهة في الحياة اليومية ، احتضنتها وفعلت هي كذالك ، وبدأت أبكي ، حتى تغفر لي ، فبكت ساعتها ، أيقنت أنها عفت عني وسامحتني ، التفت الى جانبها فوجدت أختي التي تصغرني بسنوات قليله وهي وأجمة تشاهد الموقف وتسجل بعينيها الحالمتين منظر الناس وهم يصرخون ويبكون ، فقدتهن الى شي ما يقفان عليه ، صار الماء يحملنل ...
ونحن لا نعرف الى أين سيلقي بنا ، جالت في خاطري القيامه مره أخرى ، قلت : حتما الى سدرة المنتهى ، تذكرت ساعتها زوجتي وابنتي ، سألت امي وأختي عنهما فلم يجيباني ، أولم تكونا على معرفة بالجواب ، صرت أبحث عنهما ، وأنا لا أعرف أين أجدهما ، فلقد نسيت البيت كما قلت ، وامحى كل شيء من ذاكرتي ،حتى النفاق لم أره بعدها ، جننت وأنا أبحث عنهما ، لمحتهما ولكنهما اختفيتا كالبرق .. وبعد أن استوينا على الذي نقف عليه خوفا من الغرق ، وأنا أعرف ماهيته والماء يزداد ارتفاعا ، حتى ارتفع بارتفاع جبل قريتنا العظيم الذي يطاول السحاب ،نزلت فجأة صاعقة على منزل ! كما نشاهده أسفلنا ، فدكه حتى أنه احتفى (العجيب أن امرأة كانت به ) لم تصبهاالصاعقه ، سوى أن رأسها ارتطم بالارض وبدأت تحبو وتصرخ وهي عمياء وصماء ، فتأكدت أنها عمتي . قلت : اذا هذا بيتنا ، ولكن كيف أصل اليها؟ قلت لمن حولي : سنرفعها.
تعالى الصراخ (احتجاجا) أننا سنغرق، فالناس زادت ولن يتحمل هذا الشيء الذي يحملنا المزيد والا غرقنا جميعنا ، سمعت صوت امراة : لا لن نحملها دعوها تموت. التفت اليها : فوجدتها احدى قريباتنا ، نادت أمي على جارتنا الكسيحة بأن تحمل عمتي من هنام وتحتفظ بها في منزلها (وكأنها تحفه ثمينة) وكأننا متـكدون بأننا سنرجع مرة أخرى الى قريتنا الجميلة ذات يوم (وها نحن مشردون بلا قرية ولا شجرة تأوينا من الحر والقر ).
كان كل شيء يختلط في رأسي :الى أين ؟! وهل نحن في حرب ؟ فلقد كان العسكر ينتشرون في كل مكان والعمارات كلعب الأطفال تتساقط والجبال تتطاير، رأيت صبيا كان بينهم غرب بيتنا ، يطلق النار من مسدس أبيه الذي سمعت أن ابيه يخفيه دون تصريح فهب العسكر اليه ولكن بعد لحظات تركوه يفرغ ما في بطن المسدس من رصاصات محدودة فتطاير الدخان مع الرصاصات فوجدت نفسي أتماهى مع ذلك الدخان وصرت أتبخر وكأن شيئا لم يكن ..
الريحان
بعد ملايين السنين وبعدما أصبحت زهرة الريحان ، ها أنا ذا أتذكر كل شيء (أتذكر قريتي الجميلة) فلقد كنت مغروسا في حوش بيت متواضع ،طليت جدرانه بالأبيض .من يقترب من البيت في الصباح الباكر سيواجهه صوت نباح الكلب الرابض أمام البيت وزقزقة العصافير ، وصراخ امرأة تأمر ابنتها الوحيدة بالنهوض وغسل وجهها وري الأشجار في الخارج ، فكنت أراقب البنت وهي تتململ في فراشها من النافذة التي غرست أسفلها لأقول لها بلغتي الميتافيزيقية : صباح الخير حبيبتي .. فتخرج رأسها من الشباك لتشمني .. وأنا أبكي من الداخل فهي لا تعلم ان أباها أصبح زهرة ريحان في حديقة منزلهم ستذبل يوما ما ان لم تجز كما حدث للقرية!
|