كما يريدني الحبّ .. أكـون !
لم يكن الحبّ حادثًا عاديًّا حتى أخرج بعد الاصطدام به دون خدش
كان أنت .. بكلّ متناقضاتك، وبعوزِ مناعتي ضدّك !
كان الدّهشة التي بعثها الله في وجهينا كما تُبعث نبوة في وجهِ نبيّ ، كان الوحي
الذي شقّ صدرينا واغتسلَ الرّوح وأودع في أضلعنا كائنًا يتضخّم في الجوف كلّما
اتسعت منافذ الحياةِ في عينيك، وامتدّ الكون مستديرًا منّي .. و إليّ !
كانَ الحبّ ذلك القدر الذي رُسم في خارطةِ كفّينا كـ نقشٍ قديم يحمل عمر حضارةٍ
أكون أنا نصفها ويكون نصفها الآخر كفّك، كان موسم غناءٍ تطلقُ حناجر
العصافير فيه أغانٍ مجنونة، أغانٍ تأتي بأنغام وألحان يتوحد معها النّفس شهيقًا
وزفيرًا ! ، كان منامًا يخرج من قزحية العين كلّما غفونا ، يربك القلب ، ويجعل
للجسد رائحةَ الشّوق وللأصابع بوصلة تشير حيثُ المدائنِ كنّا ونكون ..
كنّا للحبّ وجهه، ذاكرته، عاشقان حملا في صدريهما صلاة شوق، محرابًا يمضي
فيه الـولع تجهده بـلا انتهاء، كنّا مختلـفين ومتشـابهين في الـوقتِ ذاتـه كـنّا نحن
بتـضارب الحياة، وبـعد المـشرق والـمغرب تتأرجح بين يـدينا الشّـمس، ويـولد من
أضلعنا الفجر، كـنّا السماء حـين تبتسم وحـين يملؤها البكاء، ووقـت الخصام كان
الحبّ يُملي على عينينا القصيدة تتبعثر عـلى وجهـينا تغرس أصابعها في الرّوح
وتغمرنا عشقا وحبا، ونصبح ممتلئين بنا أكثر فأكثر !
كنـتُ أنـا معـجزةً تخـلقُ بـين يديـكَ مـادّة أخـرى، وامـرأة ً أخـرى يفـتعلُ الحـب ّ فـي
ذرّاتها وجهك ! عصـفورة تريد أن تحلّق ولا تنتهي، ساحرةً صغيرة تحيل الأشياء
على يديها فتبدو أكثر جمال ، طفلة تخبر دميتها عنك عن أول قبلةٍ خاطفة
سرقها الشّارع منّا، عن أول معطفٍ اختبأت فيه إثر ليلة باردة وكان عطرك يخترق
رئتيها دون رحمة، كنتَ الدّف الذي يحيل لثغتها لحرفٍ سليم، للغةٍ تكاد تتفجر في
عينـيها ودمـائها، كنـتَ مـورفينًا تدمنه الـرّوح يجعـلني طـفلةً تـجرّ غـطاءها خلفها كـلّ
ليـلة باحثةً عن وجهك لـ تختبئ ..!
::
::

اسم العميل: وداد
رقم العميل: 001
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان
::
::
|
التعديل الأخير تم بواسطة وداد ; 04-05-2012 الساعة 06:20 AM.
|