امرأة كانت لعدة سنوات تدفع زكاة ذهبها من تاريخ استلامها للمهر ثم عملت بأن زكاة ذهبها من تاريخ عقد القران، فماذا تفعل الآن هل تغير موعد حلول دفع الزكاة، وماذا عليها عما سبق؟
الجواب:
نحن قلنا بأن الزكاة إنما تجب عليها عندما تستحق ذلك المهر وقد بلغ النصاب على أن يكون إما نقداًً سُلّم إليها وإما أن يكون في ذمة وفيّ مليّ وقد حضر وقته فمنذ بداية ذلك الوقت تكون الزكاة واجبة عليها.
في شهر رمضان الكريم هناك مظهر جيد مظهر الإفطار الجماعي، كان الناس فيما مضى يعتادون على الفطر الجماعي في المسجد، وقد دفع ذلك أهل الخير إلى أن يثمّروا هذه الفرصة فيوقفوا وقفاً خيرياً للإفطار، هذا المظهر الطيب اختفى نسبياً بعض الشيء في بعض المناطق بدعوى الحرج من الناس.
هل هناك قيمة معينة للفطر الجماعي في المسجد من مثل الأجر أو مصلحة معينة؟
الجواب:
يكفي قيمة ذلك ما يغشاهم وهم يجتمعون جميعاًً في مكان واحد لا فرق بين قويهم وضعيفهم ولا بين غنيهم وفقيرهم ما يغشاهم من هذا الشعور الذي يجعلهم يحسون بالأخوة الإيمانية، كما أنهم ينتظرون الساعة التي يكون فيها الفطر وهي ساعة فرحة، يشتركون في هذه الفرحة (للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عندما يلقى ربه)، فيشتركون في هذه الفرحة العاجلة، وهم يرجون أن يشتركوا في الفرحة الآجلة، ينتظرون الفرحة الآجلة بلهف وبشغف، فهذا يكفي بنفسه قيمة على أن يد الله مع الجماعة، إذا اجتمعت الجماعة كان في اجتماعهم خير، وكان في اجتماعهم إحساس بكل واحد منهم بأنه عضو في هذا المجتمع، وأن المجتمع له حقوق عليه كما أن له حقوقاً على هذا المجتمع.
السؤال:
رجل أحس بألم في عينه فوضع لها دواء دهني مرهما قرابة الساعة الرابعة فجراً وأحس بطعم الدواء في حلقه صباح اليوم التالي، فما حكم صيام ذلك اليوم؟
الجواب:
حقيقة الأمر المرهم نوعاً ما يختلف عن القطرة، لأن المرهم جامد ولربما أحس لكن من غير أن تسيل عينه إلى الداخل، يمكن أن يكون الإحساس إنما بسبب سريان طعم هذا المرهم من المكان الذي هو فيه، وما لم يتبين له أنه ولج إلى جوفه شيء فلا نقول بلزوم القضاء عليه، أما إن تبين أنه ولج إلى جوفه شيء فعليه القضاء، ولكن مع هذا ننصحه ألا يفعل ذلك إلا في الليل فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.
والعين يمتد أثر ما يقع فيها لا سيما إن كان سائلاً فإنه سرعان ما يلج إلى الحلق ومن الحلق إلى الجوف، فلذلك كان الضرورة أن يتجنب الإنسان التقطير فيها، وينبغي أيضاً أن يتجنب وضع حتى نحو المراهم فيها خشية أن يتسرب شيء منها إلى داخل الجوف لأنه من الممكن أن يذوب هذا المرهم مع الدمع ويصل إلى الجوف فذلك أمر محتمل، والله تعالى أعلم.
انني اعاني من نوبات نفسية واتناول الحبوب المهدئة لاجل العلاج غير اني توقفت عن الحبوب بسبب صيام شهر رمضان مما جعلني اطلق زوجتي طلاق الثلاث وانا في حالة غير طبيعية، فهل يثبت الطلاق بذلك؟
الجواب
طلاق الثلاث دفعة كالثلاث المتفرقات على الراجح تبين بها المرء فلا تحل لمطلقها إلا أن تنكح زوجا غيره نكاحا صحيحا لا تدليس فيه، فإن كنت واعيا عندما طلقتها بالثلاث بانت منك بها. وان كنت غير واع لاثر نفسي او نحوه فالطلاق غير واقع، وكذلك ان قصدت طلقة واحدة فزلت لسانك ونطقت بالثلاث عن غير قصد فهي طلقة واحدة، ولا تمنع من مراجعتها ان كانت غير مسبوقة بطلقتين من قبل والله اعلم.
السائل يقول: رجل أصيب بمرض في خلال ثلاث سنوات وبما أن هذا المرض قد أثر عليه في عقله وأصبح خفيف العقل وفي خلال هذه المدة - الثلاث سنوات - لم يصل ولم يصم ولم يوص بشيء مما خلفه، وحيث أنه ترك ضاحية وبيتا هل يكون على الورثة شيء يقومون به من صيام أو صلاة أو أي شيء؟
الجواب
إن كان فقد عقله سقط تكليفه وما على الورثة تجاه ما ضاع عليه من العبادات شيء. والله أعلم.
لقد كثر النقاش في ثبوت دخول الشهر بالحساب الفلكي، فما الحق في ذلك ؟ وهل لشخص في بلد ما أن يخالف صوم جيرانه من البلدان المجاورة؟
الجواب
نيط أمر الصيام والإفطار بالرؤية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته). ويقول كذلك: (لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما).
وهناك روايات متعددة تصب في هذا المصب نفسه، وهي بأسرها دالة على أن الصيام والإفطار إنما هما منوطان بثبوت رؤية الهلال، هذا والرؤية أمرها ميسر، فإن كل أحد يمكنه أن يرى الهلال بنفسه إن كان بصيرا، وأن يقبل شهادة من قال برؤيته إن لم ير ذلك بنفسه، فأمرها معروف لدى الخاص والعام من الناس، يشترك فيه الرجل والمرأة والصغير والكبير والذكي والغبي والجاهل والعالم، لا فرق بين أحد واَخر فيه، ولذلك يسر الله سبحانه وتعالى الأسباب التي يناط بها الصيام والإفطار، فكان التعويل على الحساب الفلكي فيه ما فيه من المجازفة، ويتبين ذلك من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (نحن أمة لا نكتب ولا نحسب)، وهذا يصدق على أكثر الناس وإن وجد فيهم من يحسب ويكتب، ولكن تراعى حالة عوام الناس الذين لا يستطيعون الكتابة، أما الحساب فأمره أصعب، فلا بد له من المتخصصين في هذا المجال، وعامة الناس لا يمكن أن يكونوا في مستوى أولئك المتخصصين في علم الفلك، فلذلك نرى الاعتماد على ما دل عليه الشرع من رؤية الهلال أو الشهادة العادلة أو الشهرة التي لا يشك معها في رؤيته، ولكن عندما تفشى في الناس الكذب وقول الزور وكثرت الادعاءات في أمر الأهلة، نرى أنه لا مانع من أن يكون الحساب الفلكي وسيلة لمعرفة صحة الشهادة من خطئها، حتى ترد الشهادة عندما يكون هنالك يقين باستحالة رؤية الهلال، كما لو إذا شهد الشهود بأنهم رأوا الهلال في يوم غيم، بحيث يدرك الكل بأن رؤيته متعذرة فهذه الشهادة ولو صدرت من عدول هي مردودة، وإذا ما شهد الشهود بأنهم رأوا الهلال في غير مطلعه في غير الأفق الذي يرى منه فلا ريب أنها شهادة باطلة، ولو كان الشهود عدولا، وعندما يثبت ثبوتا جازما بأنه تتعذر رؤية الهلال في ذلك بحسب ما يقتضيه علم الفلك، فالتعويل على ذلك في رد هذه الشهادة أمر ليس فيه أي حرج، هكذا نرى ونعتمد، هذا وإذا ثبتت الرؤية في بلد لزمت أهل البلدان المجاورة التي لا تفصل بينها وبين البلد الذي رؤي فيه الهلال مسافة تختلف معها المطالع، وهو معنى ما جاء في النيل: (والبلاد إذا لم تختلف مطالعها كل الاختلاف وجب حمل بعضها على بعض )، والله أعلم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|