وعليكم السلام ورحمة الله وبركـاته
سأشارككم بهذه القصة التي هي متسلسلة الأحداث وقد كتبتها منذ فترة بعيدة ...
ابْتَعِدُوْا عَنِّي فَإِن عَيْنَي حَاسِدُه
نَجُوْب عَالمْا ً لا نَتَحَكَّم بِه قَدْر الَوَجَوْد فِيْه
نُسَلْسَل الأيَّام عَلَى ضَوء حَقِيْقَة تتخللها ضَحَكَات الأصْحَاب مِن كُل حَدَب ِ وَصَوْب ، أَخَذْنَا مِنْهَا الْنَّقَاء وَالْصَّفَاء مِن الْقُلُوْب فَكَانَت اقْرَب للأخَوّيّة الَّتِي لا يُمْكِن هَدَمَهَا بِوَاقِع عَيْنِي الْحَاسِدّة لَهُم بِدُوْن أَن تُدْرِك ذَاتِي حَقِيْقَة مَا فَعَلْتُه ، فَتـُضْحِك مَعَهَا الأصْحَاب ، لِتَبْقَى ذِكْرَيَات عَيْنِي الْحَاسِدّة فِي ظِل ِ قُلُوْبِهِم الْنَّقِيَّة ...
( 1 )
نَمْشِي وَ ضَوء الْقَمَر ِ يُنِيْر الْدَّرْب ، بَعْد أَن تَرَكْنَا كَوْمَة الْكُتُب الْدِرَاسِيَّة الَّتِي لا تَنْتَهِي فِي غُرْفَة أَسَمَيْنَاهَا غُرْفَة الْعُزَّل الْدِّرَاسِي ، نُثَرْثِر حَتَّى نَصِل إِلَى مَطْعَم ٍ فَاخِّر أَشَد مَا يُعْجِبُنِي فِيْه هُو الْلَّبَن الْمُلَبَّد بِالْثُّوْم حَتَّى يَخْمُل عّقْلِي الْمُرْهِق مِن ظَل الْدِّرَاسَة ، بَعْد أَن أَخَذْنَا الْعِشَاء نَعُوْد مُجَدَّدَا ً إِلَى شُقَّة الْعُزَّب حِيْنَهَا كَان صَاحِبِي يَشْرَب ُ وَهُو يَمْشِي ! فَقُلْت لَه : اشْرَب الْمَاء وَأَنْت َ جَالِس فَرَد وَهُو يَضْحَك مِن قَوْلَي : عـــادي ! وَمَا زِلْت ُ أَنْظُر إِلَيْه وَهُو يَشْرَب وُفُوْر دُخُوَلَنَا إِلَى الْشُّقَّة تَعَثَرت أَرْجُلُه بالدرجة لَيَرِد عَلَي : أَبْعَد عَيْنُك الْحَاسِدّة عَنِّي ! فَقُلْت : هَذَا جَزَاء الَّذِي لا يَأْخُذ بِالنَصِيحَة ، بَعْد بُرْهَة ٍ مِن الْوَقْت دَخَلْنَا الْشُّقَّة فَأَخَذ يُثَرْثِر لِلأصْحَاب : بَيْنَنَا صَاحِب الأعْيُن الْحَاسِدّة الَّذِي أَسْقَطَنِي أَرْضَا ً ، لِيَرُد عَلَيْه أَحَدُهُم : تَسْتَأْهِل سَقْطَة يَوْمِيَة لأفْعَالِك الَّتِي لا تَنْتَهِي مَعَنَا ! ، انْتَهَت الْلَّيْلَة وَالْضَّحِكَات لا تَنْتَهِي بِفِعْل عَيْني الْحَاسِدّة .
( 2 )
انْتَهَي يَوْمِي الْدِّرَاسِي فَذَهَبْت مُهَرْوِلا لأَدَاة الصَّلاة ِ فِي جَمَاعَة لا أَنْكَر بَانِي تَأَخَّرْت قَلِيْلا ً وَالْسَّبَب الْدِّرَاسَة ، صَلَّيْت الصَّلاة بِجَانِب رَجُل مُسْبِل وَذِهْنِي مُعَلَّق ُ فِي إِسْبَالُه قَائِلا ً : هَدَاه الرَّب مَا إِن قَام الإمَام ُ مِن رُكُوْعِه تَبِعْنَاه فَأَقمْنَا مِن رُكُوعَنَا إِلا أَن الْحِيرَة الَّتِي صَادَفَتْنِي هُو تَعَثَر الْمُسْبِل بِإِزَارِه فَأَوْشَك عَلَى الْسُّقُوط ... سَامَح الْرَّب عَيْنَي الَّتِي لَم تُقْصَد !
( 3 )
بَعْد صَلاة ِ العَصر نَجْلِس لاستماع ِ بَعْض الْفَتَاوَى الَّتِي تِفِيْدَنَا فِي حَيَاتَنَا الْيَوْمِيَّة وَلِمُدَّة لا تَزِيد ُ عَن الْرُبع ِ سَاعَة ، وَفِي آَخِر الْرُّكن ِ مَن الْمَسْجِد رَجُلان لا يَكِلان ِ عَن الثَّرْثَرَة فِي مَلَذَات ِ الْحَيَاة وَمَا فِيْهَا وَفَكْرِي مُشَتَّت بِفِعل أَصوَاتهمَا وَأَنظُر إِلَيهِمَا كُل حِين ، فَجأَة يَرِنُ هَاتِف أَحَدُهُمَا مُسَبِبَا ً إِزْعَاجا ً أَكثَر ، بَعْدَهَا خَرَجَا مِن الْمَسْجِد وَقلْت : الْحَمْد الْلَّه الآن سَأَسْتَمِع لِلْفَتَاوِى بتَركّيّز وَهُدوء .
( 4 )
كُنَا فِي زِيَارَة ِ لِمسقط فَقَصدُنَا مَرْكَز تِجَارِي ضَخم ، وَبِه تجْمَع ُ هَائِل مِن جِنسِيَات ٍ مُختَلِفَة مِن النَّاس ، تَسوْقنَا أَغْلَب الأقسَام ِ المَوجُودَة ، وَمَا إِن أَوْشَكنَا لِلخُرُوْج مِن ذَلِك المَركَز حَتَّى مَرَّت بِجَانِبِنَا فَتَاة تَلْبَس ُعَبَاءَة طَوِيْلَة تَجُرُّهَا جَرّا ! فَقُلْت ُفِي ذِهْنِي : هَل هَذِه مُوَضَة مِن مُوَضَات ِالعَصر! وَمَا إِن أَوْشَكَت تِلْك الْفَتَاة عَلَى الْخُرُوج حَتَّى أَتَى أَحَد الأَشْخَاص وَمَن دُوْن قصد وَطْأ عَلَى عَبَّأْتُهَا الْطَّوِيْلَة لِيَحْدُث مَا حَدَث لَهَا مِن إِحرَاج .... فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : عَيْنِي بريئة ُ بريئة !
البراء