منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - خيمة الباشا العثماني الفاخرة غنيمة حرب معركة بلغراد 1717
الموضوع
:
خيمة الباشا العثماني الفاخرة غنيمة حرب معركة بلغراد 1717
عرض مشاركة واحدة
خيمة الباشا العثماني الفاخرة غنيمة حرب معركة بلغراد 1717
13-06-2014
#
1
Banned
مؤهلاتك بالحصن
عدد نقاط تميزك بالحصن
:
2105
المستوى :
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
الحالة :
!..
رسائلي ..!
من مواضيعي
******>
0
مغامرتنا و رحلتنا إلى منجم ميركيرز بعمق 800 مترا تحت الأرض
0
خـطــــار - قصائد حب
0
عمّي يبيّاع الورد - قصائد حب
0
ليست حدود لإبداعات أطفال مدينة أوبربوتسن بولاية ريتن جنوب تيرول في إيطاليا
0
زيادة حموضة الجسم الدائمة تسبب الأمراض
خيمة الباشا العثماني الفاخرة غنيمة حرب معركة بلغراد 1717
خيمة الباشا العثماني الفاخرة غنيمة حرب معركة بلغراد 1717
د . عدنان جواد الطعمة
في زيارتي الأخيرة لزوجتي الكريمة الراقدة في المستشفى بقرية راينهاردس هاوزن
التابعة لمدينة باد فيلدونجن من 29 مارس لغاية 1 أبريل 2014 سافرت بسيارتنا إلى
مدينة باد فيلدونجن عند فترة الظهر لتناول طعام الغداء في مطعم إسمه بيت السمك .
و بعد تناول الغداء ذهبت إلى مقهى مقابل كنيسة المدينة القديمة لشرب الشاي و القهوة .
و بعد خروجي من المقهى دخلت الكنيسة لكي أطلع على بنائها و لوحاتها و تماثيلها
الكثيرة وكان شعور في داخلي ينبئني بالعثور على أثر إسلامي أو عربي فيها .
لأن حدسي قوي و قد تعودت بالقيام في رحلاتي و اسفاري حول العالم بزيارة متاحف
ومكتبات وكنائس ومعاهد واقسام الجامعات لغرض البحث عن تراثنا ومخطوطاتنا العربية
و الإسلامية وآثارنا المخزونة في هذه المتاحف والمكتبات . وفعلا وفقت عدة مرات في
رحلاتي بالعثور على مثلا : جرة غرناطة في متحف سانت بيتر أوردنج أو مخطوطات أو ساعات شمسية و غيرها .
وعندما دخلت كنيسة مدينة باد فيلدونجن Bad Wildungen إشتريت كراسا صغيرا
بالألمانية عن تاريخ هذه الكنيسة حاملا معي كامرتي . كان رجل طاعن في السن
يمشي بجانبي ، وفجأة خاطبتنا سيدة مشرفة وملمة عن تاريخ بناء و تطور هذه
الكنيسة و سألتنا عما إذا كنا نرغب بالإستماع إلى تاريخ بناء هذه الكنيسة . أجبتها فورا
بنعم . بدأت تتحدث السيدة عن تاريخ بناء الكنيسة و عن الألتار وعن التماثيل و غيرها .
وفجأة تحدثت عن زوجة أحد الرهبان أو الأساقفة الذي قتله العثمانيون في أحد المعارك
. وقالت السيدة المتحدثة لنا أن هذه السيدة طلبت من ا الكنيسة البروتستانتية أن
يصمموا تمثال المسلم العثماني و العفو عن العثمانيين الذين قتلوا زوجها . ثم تحدثت
السيدة عم وجود متحف في هذه المدينة خاصا بغنائم الحرب في معارك العثمانيين .
لفت انتباهي هذا الموضوع و سألتها أين يوجد هذا المتحف الذي يضم غنائم الحرب
العثمانية الثمينة . أجابتني أنه موجود في قصر فريدريش شتاين . لم يكن لدي أي
علم عن هذه الغنائم وعن هذا القصر ، وجهت إليها سؤالي كيف يمكنني الذهاب إليه
بسيارتي ؟ أجابتني أنه فوق جبل خارج مدينة باد فيلدونجن . شكرتها وخرجت من
الكنيسة و توجهت إلى سيارتي وقدتها نحو القصر المقام على الجبل الشاهق .
دخلت القصر بعد شراء بطاقة الدخول بثلاثة يوروات ثم سألتني السيدة إذا كنت تريد
أن تصور المعروضات فعليك أن تدفع خمسة يوروات و توقع على إستمار ة بأنك لا تنشر
هذه الصور في كتاب . ثم قالت لي ولا يسمح لك إستعمال الفلاش لأن ضوئها يؤثر على
ألوان المعروضات . ثم ذهبت إلى سرداب عميق لمشاهدة اللوحات و المعروضات
الخاصة بفريدريش شتاين ثم عدت وصعدت إلى قسم متحف غنائم الحرب العثمانية .
وأمام المتحف شيت الخيمة العثمانية ، فهي فعلا تحفة فنية وفاخرة في منتهى الجمال
و البهاء . سبق أن قام الفنيون الألمان بترميم هذه الخيمة وحياكة ما هي مفقود منها
لمدة ثلاث سنوات ، حيث تبرع أهالي مدينة باد فيلدنجن بدعم هذا المتحف و تمويل
نفقاته و أسست جمعية خاصة به .
وقفت أمام هذه التحفة النادرة التي أهاجت أفكاري و مشاعري بلا حد وتخيلت المعركة
المأساوية و قتل أكثر من عشرين ألف مقاتل من المسلمين ومن المسيحيين أربعة آلاف
شخص . لكني دهشت كثيرا من صناعة هذه الخيمة و تزيينها بنقوش بديعة وألوان
جذابة سحرتني للغاية و تمنيت لو أنام فيها ليلة قمرية أراجع فيها عظمة الفن الإسلامي
وأتخيل ليست الحرب بل جمال صناعتها و حياكة وتطريز نقوشها و تزييناتها . وهكذا
راودتني أفكار رومنسية جميلة منها مثلا : إقامة حفلات فيها للأجيال مثلا خطوبة
و زواج أو ختان الصبيان أو في أعيادنا الإسلامية أو في الرحلات إلى البادية سواء للصيد
أو للسمر والإستراحة .
أنا شخصيا أكره كل الحروب منذ أن قرأت كتبنا التاريخية عن حضارات وادي الرافدين
و االبابليين والآشوريين ثم حروب التتر و المغول وغيرها من الحروب المتتالية في
مناطقنا في الشرق الأوسط و غيرها ، لأن كل حرب تحرق الأخضر مع اليابس والحرث
والنسل . هذه للأسف الشديد مآسينا نحن البشر عامة . إلتقطت لهذه الخيمة عشرات
الصور بدون فلاش و بدون حامل للكامرة وعلى وجه السرعة . وفي يوم الأول من هذا
الشهر قمت بزيارة المتحف للمرة الثانية و أعدت إلتقاط الصور لها بكل هدوء .
وتاريخ هذه الخيمة النادرة يعود إلى يوم 16 آب 1717 عندما هجم الأمير أويجين
Prinz Eugen فجأة في هذه الليلة على القوات العثمانية ودارت معركة عنيفة
حاسمة حتى الساعة العاشرة صباح اليوم الثاني مني الجيش العثماني بهزيمة
و خسارة فادحة قتل منه 20 ألف مقاتل و تم الإستيلاء على غنائم كثيرة و معدات
حربية و أهم خيمة الباشا الفاخرة هذه .
و لسوء حظ القوات العثمانية بأن إحدى قذائف المدفع الألماني أصابت مخزنى البارود
والمتفجرات والقذائف في يوم 14 آب 1717 أدى إلى تفجيرات رهيبة وحريق قتل
بسببها ثلاثة آلاف حارس عثماني قوي مدجج بالسلاح ، الأمر الذي أدى إلى حدوث
فجوة كبيرة وكارثة عامة في الجيش العثماني ، إغتنم الأمير اويجين هذه الفرصة
وشن هجوما مدمرا كاسحا في مساء 16 آب 1717 .حيث حرر بلغراد من السيطرة
العثمانية وأن الجيش العثماني إستسلم وانسحب .
و بعون الله سأقوم بزيارة المتحف للمرة الثالثة لإلتقاط أجمل الصور للخيمة و للقطع
الحربية الفنية و بقية الغنائم والهدايا و القطع الأخرى التي تم شراؤها .
تفضلوا بقبول مني فائق ودي واحترامي
د .عدنان
ألمانيا في يوم الجمعة ، الموافق في 13 حزيران 2014
د .عدنان الطعمة
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع د .عدنان الطعمة المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها د .عدنان الطعمة