أغنية شعبية راقصة (قصة قصيرة )
أغنية شعبية راقصة
كانت تقلب بعض الأوراق على مكتبها الأنيق ... دلفت ببطء ، بعد أن حملت يدي على طرق الباب طرقا لطيفا ، حينها صافحت عيني ابتسامة منها ، جعلتني اقبل عليها ولحظة فرح تتراقص في صدري .
ألقيت عليها التحية .. فردت بهدوء وكالعادة ابتسامة حالمة تطوق فمها الذي لم أجد له لونا ..
جلست على اقرب كرسي لطاولتها وأنا ارتب كتيبات كن في يدي ، تزامن ذلك مع ترتيب أفكار تزاحمت في ما اسميه ذهني ..
احتضنتها عباءة بلون الليل .. مزركشة الأطراف ، كانت العباءة تغطي المنطقة الممتدة من كتفيها إلى أخمص القدمين ، لم أكن أطيل النظر إليها ، لخجلي ولبقايا البرزخ الذي كان بيني وبين ذلك الجنس من البشر والذي لازمني سنوات عدة ..
ارتفع فوق رأسها شاطئ بحر في ليلة كان القمر فيها مورد الخدين ومع ذلك فقد كسا تلك الأمواج لون فضي ، وبريق خافت يلمع من منارة تسمرت فوق صخور صلبه .. ومجموعة من النجوم المتناثرة التي لم استطع إن أحصيها مع أن بروازا ذهبيا لامعا غطى بعضها بلونه ..
ترى لماذا وضعت هذه الصورة في هذا المكان بالذات مع انه توجد صور أخرى جميلة موزعة في أرجاء مكتبها ؟؟ ولماذا أمامي ؟؟ ولماذا اليوم بالتحديد ؟؟
لا بد من وجود قاسم مشترك بينها وبين الصورة ؟!
ربما لأنها تحب البحر كثيرا وقد جمعتهما ذكريات الطفولة ، أو لربما هي صلبة كتلك الصخور ..
هذا كله لا يهم ..المهم أني أحبها ..المهم أني اعشقها ..ولا جلها سأحب البحر مع أني أخافه ..وسأحب القمر مع أني لا أراه في معظم الأيام ، وسأحب الصخور مع أنها فتحت لي نفقا في راسي في يوم من الأيام ..
- نحن هنا ..فاجأتني قائلة .
صحوت من غفوتي وبدأت انتشل أفكاري التائهة .. لحظة مرت كان الصمت فيها كبشا أريق دمه على أعتاب قربان ..
- نعم .. لقد مررت بالقرب من المكتب فأحببت إن القي عليك السلام ....و .....و... لأشكرك على ما قدمته لي من نصائح في اليومين المنصرمين ..
- لا شكر على واجب ....
استعجلت في الاستئذان والخروج بسرعة من مكتبها ، في حين أسعفتني ذاكرتي بعبارة كنت ارددها عندما تنتابني مثل هذه الأفكار ..
-( أنت وجهك وجه.. حب وعشق ) ؟؟!!
واصلت طريقي وأنا أدندن بأغنية شعبية راقصة ..
تمت
فارس الحصن
 |
|