صديقي الحبيب/ البعيد
أتعمد استخدام ياء الملكية في رسائلتي لأذكرني بقربك، بأن ارتباطا كبيرا ومتينا يجمعنا رغم هذه القطيعة وهذا الحنين، ودعني لا أتحدث عن الحنين مرة أخرى، لأن كلانا يعرفه جيدا ويعايشه في كل دقيقة تمر، لأن تلك الرجفة في عيني كل منا كانت شوقا، شوقا صامتا ينسل إلى أعماق القلب ويوجع. لن أتحدث بعد الآن عن أية وحشة أو عذاب.
سأحدثك عن آخر مشهد في فيلم " اسطنبول الحمراء " الفيلم المربك الذي لم أفهمه جيدا وربما بسبب الارهاق والتعب لأنني كنت أشاهده بعد صلاة الفجر وبعد سهر ليلة كاملة، المشهد الذي يقرر فيه البطل السباحة في المضيق رغم أنه كان يعرف أنه لن يتمكن من عبوره سباحة، هل هكذا ينهي الانسان حياته بعدما يدرك خسائره، وأنه لم يعد أي شيء ينتظره، هل نحتاج دائما لأشخاص / أشياء لندرك قيمتنا، لتغذي هذه الأنا وتشعرنا بالتزام -قد يكون وهميا - بضرورة الاستمرار ، رغم كل شيء أرى أن قرارا مثل هذا في منتهى الشجاعة.
أخبرتك أنني قد أقدم على شجاعة مماثلة لو خسرت كل شيء .. تذكر ؟
رغم أنني أردت كتابة شيء جميل يجعلك تبتسم، لكنني كما ترى لم أكتب إلا شيئا سوداويا .. حسنا أهو الاكتئاب من جديد ؟
أعتني بنفسك
أحبك .
15/ رمضان .. ولا زال الزمن واقفا على قلبي كأول يوم.
::
::

اسم العميل: وداد
رقم العميل: 001
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان
::
::
|
|