في بداية نقاشي أتقدم بجزيل الشكر وعظيم التقدير لأختي الفاضلة مراسي الأحزان ..
وأنا أقرأ نقاشكم الرائع واستلهم من نقاشكم الأفكار خطر خاطر بذهني عن أنواع العباءات النسائية لم أقرأه ربما أخجل أن أدخل في هذا البرج النسائي لما يحتويه من شؤون نسائية نحس بالإحراج من تصفحه ولكن .. !
شدني الفضول لأقرأ فمررت بموضوع عن أشكال العباءات وموضوع آخر اللباس الجيشي وغيرها وكأن قامت الحرب وفرض علينا التجنيد الإجباري !
معذرة أخواتي سأتخذ طريقاً مغايراً لكي ننقاش الموضوع بجميع جوانبه ونقلبه على كيفما نريد ونشتهي حتى نستطيع أن نخرج بقناعة تفيدنا كلنا بما إننا نواة المجتمع الفتيء . ربما تثور النساء عليّ ربما تصفني بالجنون أو تصفني بأنني بعيد عن عالم الواقع ، ربما يقلن بأنني شخص كلاسيكي تقليدي لا أتماشى مع مظاهر المجتمع الحديث والنهضة العالمية بما يسمى العولمة .وصهر مجتمعاتنا العربية الإسلامية لنتماشى مع أفكارهم الديموقراطية التي تعتصر أجسادنا وأفكارنا حتى آخر قطرة دم حرة ثائرة على ما نراه من لباس الفتاة المسلمة ذات العزة والإباءة الفتاة الحرة المتمسكة بدينها والمضحية من أجله بكل ما هو نفيس إن عيني لتدمع لها !
أخواتي العزيزات .. إن المصارحة قد تكون مُرَّة الطعمِ ؛ لكن نتائجها محمودة وقد ذُقنا شُؤم دفن الأخطاء باسم المجاملة ، فآمل أن يتسع صدركِ لسماع ما أقول.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، فقالوا يا رسول الله : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى »
فهل أنتن أخواتي الطاهرات من تأبن دخول الجنة ؟؟؟!!!
والعياذ بالله ..
لنترك قليلاً حالتنا النفسية المتشربة بالتحدي للنقاش ، لنرمي كل ما قلناه خلفنا .. ممكن تأخذن نفس عميق ، وبكل هدوء نفس وطمأنينه تتأملن ما سوف أقوله !
ممكن .. ؟
أكيد ممكن لأني لن أنتظر كثيراً لما ما سوف أقوله من أهمية كبيرة يهم كل مسلمة تخاف الله عز وجل ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بغض النظر من هي ومن تكون ؟؟؟ وبغض النظر ما يفرضه مجتمعها وأهلها . تصرفاتنا تأتي من قناعاتنا وطالما لم نقتنع بالشيء لن ننفذه قدر المستطاع وإن أجبرنا على ذلك ، أليس كلامي صحيحاً ؟
هل أخذتن نفس عميق ؟ مسموح أخذ كوب ماء بارد ، وغسل الوجه إذا أحسستن بالإرهاق حتى يكون لديكن قدرة على التأمل فيما سوف أقوله ، فقط لمدة دقيقة !
. . .
الآن ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ ، علي رُؤُسُهنِّ كأسنمةِ البُختِ ، العنوهُنَّ فإنهن الملعونات »
ومعنى كاسيات عاريات أي كاسيات في الصورة ، عاريات في الحقيقة ؛ لأنهن يلبسن ملابس لا تستر جسداً ولا تخفي عورة ، فالغرض من اللباس الستر فإذا لم يستر اللباس كان صاحبه عارياًَ. وهذا ينطبق تماماً على كل الملابس الضيقة والمفتوحة. ومعنى على رؤوسهن كأسنمة البخت: أي يصففن شعورهن من فوق رؤسهن حتى تصبح مثل سنام الجمل .
وقال الله تعالى : " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يُؤذَين " وهذا أمر صريح من الله تعالى بالحجاب وأتى في صورة أمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأهميته ، فلو لم يكن الحجاب الشرعي أو الزي الإسلامي ذا أهمية كبيرة -كما يظن البعض - فهل يأمر به الله على هذا الشكل؟ وإذا كان الظاهر غير مهم فهل يأمرنا ربنا بأشياء غير ضرورية ؟!!
إذن من تخالف شرع الله وروسله ، ماذا نطلق عليها ؟
تأملن في قول الله عز وجل : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنةِ إذا قضى الله ورسولُه أمراً ، أن يكون لهم الخِيَرةُ من أمرهم ، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً "
من تعص كلام الله عز وجل ، ماذا ستكون ؟ ألا تكون ضلت ضلالاً مبيناً كما قال الله عز وجل ؟
ألا يفترض من منكن أخواتي العزيزات أن تكونن من قال الله فيها : " إنما كان قول المؤمنين إذا دُعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون "
أخواتي الطاهرات ..
إننا في عصر يصهر فيه الإسلام وتقتل فيه القيم وتهدر كرامة المرأة تحت قدم التحرر والإنفتاحية حتى صارت بلا قيمة ، كيف نرضى بعز غير عز الإسلام ؟ !
أخواتي ..
إن فيما أوضحته لكن ما يكفي لإقناعكن بالمنطق السليم الذى لا إلتواء فيه ؛ بأن اتباع شريعة الله تعالى لا يضمن لك بلوغ مرضاة الله فحسب ، بل هو يضمن لك إلى جانب ذلك تحقيق أسباب سعادتك الدنيوية كلها ، وما عند الله لا يُنال إلا بطاعته . أمَا وقد تبين لكن كل ذلك ؛ فقد آن لكن أن تنهضن للإستجابة لحكم مولاكن العظيم ، وأن تصطلحن مع الله عز وجل بعد طول نسيان وتنكر له ، ودعكن من انتقاد الناس وحسابهم ، فإن حساب الله غداً أشد وأعظم . تَرَّفعن عن السعي إلى مرضاتهم وتحقيق أهوائهم فإن التسامي إلى مرضاة الله أسعد لكن وأسلم ، ولسوف تجدن وأنتن تعزمن على الرجوع إلى صراط الله من يحاول أن يرهق مشاعركن تخديراً تحت وطأة هذه التقاليع التي أحاطت بكن ،كما تحيط خيوط العنكبوت بضحيتها الحبيسة.
تذكرن قول الله تعالى : " يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذين "
وستجدن من يُذَكِّركن بجمال هذه الدنيا ، ومغريات الإرتواء من لذَّاتها وزينتها ، ولكني أذكركن بخطورة عقابها وجسامة ما ينتظركن من آثارها .
حتى إذا جائهن الموت تخطّفَهن وهن على هذا الحال ، فينقلبن إلى الله تعالى وقد تحول انغلاق عقلهن وقسوة قلبهن إلى ندم يحرق الكبد ، وقت لا ينفع الندم ولا رجوع فيه إلى الوراء. وقد عبر الله تعالى عن هذه العقوبة وسببها بقوله : " ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكِنَّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبدا "
وتذكرن بأنكن مصدر فتنة وخطر على الرجال ..
تذكرن ذلك دائماً ..
تذكرن ألف مرة !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما تركت بعدى فتنة أضَّر على الرجال من النساء »
فاعلمن أنه ما من شاب يُبتلى منكن اليوم بفتنة تُغريه ، أو تُشغل له باله ، وكان بوسعكن أن تجعلنه فى مأمن منها ، إلا أعقبكن منها غداً نَكالٌ من الله عظيم .
أستميحكن أخواتي عذراً فإنني جئت بأسلوب مغاير لأسلوب نقاشكم ربما لتنويع أساليب النقاش أو ربما موضوع النقاش أكبر من أن يؤخذ بهذه البساطة !
سنتابع هذا النقاش وأتمنى من الفاضلة مشرفة برج النقاش أن تستخلص من هذا النقاش بعض النقاط المفيدة والتي اتفق عليها الجميع .
شاكر لكن أسلوبكن الراقي في النقاش كما أشكر جريح الذكريات على مصارحته فنحن أيضا لن نجاملك فالويل الويل من يجاملك على حساب البديهيات فالحقيقة لا تتبدل !
 |
|