منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - أحْلام فترة الـْنـَقاهـَة ( كِتَاب )
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 22-10-2006   #5
 
الصورة الرمزية ســــحاب








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : ســــحاب بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ســــحاب غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

يسرد محفوظ عبر « أنا » الراوي حيناً و يلجأ حيناً آخر إلى فعل القصّ التقليدي، فيروي عن نفسه و كأنه بطل الحلم ثم يروي قصة يكون بطلها شخصاً آخر. إنها التقنية القصصية يستخدمها محفوظ ببراعته التي لم تنل منها الشيخوخة مثلما نالت قليلاً من لغته أو عصبه اللغوي.

يبصر نجيب محفوظ نفسه مثلاً على درّاجة، جائعاً يبحث عن مطعم شعبي. و عندما يجد أحد المطاعم يكتشف أنه « خربة » مملوءة بالنفايات. أحياناً يبصر نفسه في محطة « الترام » منتظراً قطاراً يفوته، أو في المطار أو المكتب أو المستشفى... و أطرف أحلامه ذلك الذي وجد نفسه خلاله في جنازة لا يعرف أحداً من المشيعين فيها ولا الميت نفسه. يبصر أخته و قد أصبحت غريتا غاربو الممثلة الشهيرة، و يبصر سيد درويش و شكوكو و ريّا و سكينة... و في حلم قاتم يبصر جثمان أخته يتحول جثمان الفتاة التي يحبّها... إنها أحلام حافلة بالمصادفات و المفاجآت و الخوارق، فيها من العبثية ما فيها من السخرية السوداء: رجل يدخل شقته و يكتشف أنها ليست شقته، أستاذ ميت يتصل بتلميذه هاتفياً، عروس توقفها الشرطة في ليلة العرس، موتى يطلّون برؤوسهم... على أن أحلاماً عدة تصبح أقرب إلى الكوابيس التي تقضّ مضجع « الحالم » فيقول: « خيّل إليّ أن شخصاً يتبعني ». هذه « المطاردة » تتردد في بعض الأحلام مذكرة بـ" كوابيس " الكاتب فرانز كافكا.

يصعب فعلاً حصر « أحلام » نجيب محفوظ التي بلغت في الكتاب مئة و ستة و أربعين حلماً، فهي قصيرة و خاطفة و مملوءة رموزاً و إشارات أو علامات. و إن لم تكن تحتل مرتبة متقدمة في نتاجه الهائل فهي تمثل مفاتيح مهمة للأبواب الكثيرة التي يحفل بها عالمه الروائي الضخم، علاوة على كونها نصوصاً سرديَّة تكشف ما توارى في دخيلاء محفوظ و أعماق لا وعيه.

 

ســــحاب غير متصل   رد مع اقتباس