بالأمس كانت حياتي كالأزهار الباسمة ..
كانت بالأمس في يدي كالحلم الجميل ..
كانت طفلة تدندن على راحة يدي ..
تتلو أناشيد المنى .. وتتغنى بأغاريد الحياة ..
تلمس أطياف الشمس برمشها ..
وتبعث الأمواج الباسمة بشعرها ..
بيضاء ناصعة يدها وثغرها ضحوك كزهر الربى ..
مياسة بلهوها كعرائس الفردوس ..
تخجل منها العذارى الخالدات ..
عرائس الشعر البديع ..
طفلة صغيرة .. كبيرة بنقاء قلبها ..
تلمس من قيثارة الأحلام بيدها أوتار الغزل !
فراشة تطير ترفرف .. عذبة مثل الأمل !
/
واليوم أمست كأعماق الكهوف الواجمة ..
حزينة ..
متوشحة بالسواد ..
تعزف ألحان اليأس ..
تقتل الطيور في قلبها ..
تطفو الشمس بدمعها ..
وتزرع في أيامي الليل !
ثم تقول :
" انني كنت ارسم احلامي
ومدينتي التي طالما تمنيت ان اسكنها لرجل اعمى
وإنني كنت اصف مشاعري لرجل أصم "
رجل أعمى اسكنتيه في ليلك الدامس لم يبصر النور ..
لم يعرف بأن للحياة نهار !
ولم يدرك بعد ألحان الربيع بأن قصف الرعود ..
اتعبت أذناه !
أعمى ..
أصم ..
فقط في عالمك !
في سجنك المظلم ذوي الرعود !
/
أما آن لقلبه أن يجد السلام ..
عند طفلة الأمل الذي أسكنها راحة يده !
ذلك الملاك الجميل الذي كسى وجنتيها ثوب الزهر ..
ودندنة في هدوء كلمات السكون ..
وزرعته بعينيه نور النهار ..
لرجل عشق الحياة بمفهوم السلام !!
أختي العزيزة ..
ها هي خربشات قلمي تسجل سمو كلماتك .. وجمال لحنك .. كم من الممتع أن أقرأ هذا التميز فقد امتزج اللحن الحزين بهمسة الأمل !
تحياتي وتقديري لك ..
 |
|