أيها الليل الحزين البائس ..
هذه إحدى همهمات قلمي الحزين .. خاطرة من ضمن كتاباتي القديمة أحببت أن أشارك بها .. كلمات الأنين ، التي تتلوى بالألم .. حروفها أعين أحرقتها الدموع .. ومعانيها صورة لشخص من سديم أسود مزقته أسهم الأحاسيس الحزينة ..
القلم الحزين
أيها الليل الحزين البائس .. يا أبا البؤس .. يا ليلتي التي سربلت صفاؤها بالسحب الساكنة .. يا نار صدري المتأجج بالآهات .. يا حزناً يحضنني بلهيب الألم المر .. ويبخر أدمعي ويكتم الآهة في نفسي ..
حزين أنا ولا يبدد حزني فرح العالم السعيد ولا ضحكات الأمل الضحوك في حدائق السعادة المقدسة .. ولا أناشيد الرعاة الذي يهدهد الأشجار الكسلى .. فتهتز في انسجام غريب في عبيق النغمات الحزينة .. أوجاع قلبي تدمي الصخور فتبكي لها الجبال الصامتة مدى الدهور .. فيثير في نفسي ذكرى حياة لفتها كآبة الدهر الكئيبة ..
فتصفر أوراق الغابات الأسطورية فتصبح تتعرى بنواح المفجوعة بألم المرارة فيا ألم يلم بي يقذفني في أتون الجحيم .. كرهت النَفَس الذي يتردد في نفسي .. وكرهت قلبي الذي ينبض .. كرهت عيناي التي ترى النور .. كرهت الابتسامة .. وكرهت نشيد السكون .. ونزف الشجون .. كرهت عرائس الأمل العذب .. كرهت حياتي التي تتلوى من ألم البؤس الباكية مخضلة بدمع العيون ..
آه يا أيامي التعيسة .. آه من الألم العظيم الذي يدمدم في جنبات أضلعي .. أيام تمضي .. وتمضي بكل حزنها .. شقاؤها .. وأنا أنتشي بالألم والمأساة يسطرها قلمي الحزين في أعماق الورق الكئيب .. فيرتجف توجعاً من هول الكلمات الباكية الحزينة .. فها أنا أعود لميلاد الألم ليكبر ألمي في جو الكآبة ويقوى .. تغذيه مشاعر متأججة من الآهات .. وبراكين الغضب .. وحمم الدموع ..
عالمي كئيب غريب .. بلا أزهار !
وبحاري صامتة .. بلا أمواج !
وسماء مظلم .. بلا نجوم !
وحياة بلا لون .. ولا شكل !
عالمي غريب .. عجيب ..
به محيطات الدموع ..
وطيوره الكئيبة الباكية ..
يعم فيه البكاء !
وغاباته السوداء !
تنتشر في جنباتها الأساطير ..
وقصص العذاب ..
فأنا وقلمي الحزين أسطورة حزن تتناقله أشجار الغابة السوداء .. أسطورة الحزن العجيب !
 |
|