أختي الغالية نورنور ان ضياع الابناء في هذا الزمان انما هو ناتج عن التفكك الاسري ان الكثير من العائلات تعاني من التفكك فالروابط الاسرية بينها ضعيفة نعم هناك أب وأم وأخ وأخت ولكن هي مجرد أسماء لا أكثر أن الأسرة المثالية تقوم على أساس المحبة والمودة والالفه والانسجام والاحتواء لمشكلات جميع الاطراف ولكن ما نجده عند معظم الأسر هو انشغال الأب في أعماله انشغال الأم بمشاريعها الخاصة وهي الصديقات والتبضع وحضور الحفلات وغيرها أما الطفل فيبقى مهمشا لا يوجد من يمسح دمعته أو من يحتوي ألمه لا يوجد من يحدثه ويفهم مشكلاته ونيجة لهذا الجفا نجد كثير من الأطفال يتحولون الى أطفال عدوانين وذلك نتيجة لافتقادهم للحضن الدافئ وللمسة الحنون ان هذه المعاملة الجافه تؤثر سلبا على الطفل وخصوصا في فترة المراهقة وهذه من أخطر المراحل التي يمر بها الأبناء والتي يحتاج فيها الابناء الى من يحاورهم ويراقبهم ويوعيهم ونتيجة للاهمال يبدأ المراهق بابراز شخصيته فاذا لم يجد من يأخذ بيده في البيت فانه يتجه الى البيئة المحيطة فالولد لا يجد امامه سوى الرفقة سواءا أكانت صالحة ام طالحة أما الفتاة فتتجه الى أقرب الأشياء الهاتف الذي يعتبر السبب الرئيسي في دمار الكثير من الفتيات.
أختي الغاليه أن الضياع يكون سببه عدة عوامل
1- التفكك الأسري :- انشغال الأب والأم انعدام الأمان والحب بين افراد الاسرة الواحدة فكل ما يحتاج اليه الطفل ليس الطفل وحسب بل نحن كبشر الدفء حنان الأم والأب أن نجد من يفهمنا ويحتوينا ويعلمنا الصواب والخطأ ومن وجهة نظري فان انشغال الاب او الام لا يعفيهم من القيام بواجبهم الرئيسي تجاه الابناء فماذا سيخسر الاب ان اعطى جزء من وقته لابناءه وكذلك الام فهم الدعامة الاساسية لبناء جيل بناء غير هدام
2-انعدام الحوار بين افراد الأسرة:- هذا ما يفتقر اليه الكثيرين فمن المستحيل ان نعلم ما يدور في ذهن ابنائنا الا اذا حاورناهم وعرفنا طريقة تفكيرهم وميولهم ومشكلاتهم فالحوار هو اهم الاسباب لنجاح الاسرة
3-الشخص نفسه:- من الصعب ان نحمل الأب والأم كامل المسؤلية في ضياع الأبناء وانحرافهم لانه هناك بعض الاهالي يحسنون تربية ابناءهم ولكن ميول بعض الابناء وشخصياتهم هي ما تدفعهم الى الانحراف فنفس الانسان هي ما تقوده الى فعل الخير والشر فالانسان مخير لا مسير
4- الرفقة السيئة:- فالرفقة السيئة لها دور كبير في الجر الى الهاوية فاذا لم يجد الشاب او الفتاة من يوجههم الى الصواب فرفقة السوء لا محالة ستجرهم الى الضياع ولقد شبه الرسول علية افضل الصلاة والسلام رفقاء السوء بنافخ الكير
5- البيئة المحيطة والمجتمع:- فاذا نشأ الانسان في بيئة عدائية لابد وأن تظهر العدوانية على سلوكه وأفعاله
والكثير الكثير من العوامل ولكن في النهاية الانسان هو من يصنع نفسه وشخصيته ومستقبله وحتى وان كانت كل الظروف في بيئته سوداء مظلمه يبقى هناك شعاع من النور ينبع من داخله لينير دربه ويعلمه ما هو الأفضل والمناسب ليحيا حياة بعيدة عن المعاناة والالم والمشاكل
في الختام اعذريني غاليتي على الاطاله
بارك الله فيك وابعد عنك كل ما يكدر خاطرك وجعل السعادة رفيق دربك ان شاء الله
|