الفقر والشجاعة
لطالما سمعنا عن إقتران الفقر بالشجاعة لأسباب متعددة ربما لأنها كانت مترسخة في أذهاننا أو للاكتسابنا لها
فأصبحنا نتداول ذلك النعت بيننا دون أن نستوقف أو نستدل عن هذا الأمر الذي استوحيناه من قصص خرافية أو أساطير لازالت قابعة في الذاكرة لكن الشيء الذي استجد في ذلك هو الحوار الذي دار بين بطلي هذه القصة
قصة الفقر والشجاعة
اليكم ذلك الحوار أتمنى أن يروقكم
الفقر: .... مابك أيتها الشجاعة هل تستعرضين عضلاتك علي أم ماذا ؟ هل نسيتي من أكون ؟
الشجاعة: ما الذي تقوله ؟ وكيف أنسى ذلك ؟ وأنت القهر بعينه.
الفقر: ذكرت صفة واحدة من صفاتي هل أذكرك بالبقية أم تعلمينها
الشجاعة: أجل أفقهها كلها وتكفيك عبارة قالها بحقك عمر بن الخطاب وصدق بها القول " لو كان الفقر رجلا لقتلته " فكيف لي أن أضيف وصفا عن وصف صحابي جليل
الفقر:هكذا إذن تبا لتلك الواو التي جمعت بيننا من المعتوه الذي قام باقتراح تلك الفكرة المريبة
الشجاعة: قد أزعجك كلامي ما قلت إلا حقيقة مريرة كفاك انكارا لها
الشجاعة: أما عن تلك الواو التي لعنتها فهي التي أعلت من شأنك وجعلت لك مكانة لم تكن لتحلم بها
الشجاعة: لقد نلت شرف الإقتران بي أيها المخادع
الشجاعة: هل تنكر أنني نعت لكل بواسل الكون وأنت الذي تدعي استنكارك لإتصافي بك وتلغي أي روابط بيننا.
يقولون أحسن وسيلة للدفاع عن النفس هي الهجوم ما مبرراتك هيا أطلق العنان ولا تتردد ما الذي تحمله ضدي
الفقر: أجل تكلمي وتكلمي .. في الكلام لن يغلبك أحد تنفعك جرأتك لكنني لا أتحدث لغتك أنا متسلح بالقوة والطغيان فهما أضمن سلاح للبقاء على قيد الحياة. فما قولك ؟
الشجاعة: لقد كنت قاسيا بما فيه الكفاية والآن حان الوقت لكي تندثر من الوجود.
الفقر: .. قد أضحكتني ومن الذي سيحظى بشرف مسحي من على الوجود.. أنت؟ .. لا تكوني ساذجة
الشجاعة: لا تقلل من شأني يا هذا واعلم أنك تتحدث مع قمة العنفوان .. شخت أنت وأكل عليك دهرك وشرب ومازلت كما أنت غطرسة وتكبر لامثيل لهما.
الفقر: ويحك هل تعلنين الحرب علي أم ماذا؟
الفقر: أنصحك بالإنسحاب قبل بدايتها وإلا ستندمين أشد ندم أنت ومن حولك من دعاة الشجاعة
الفقر: اذا ظننت أنك وحلفاءك ستنتصرون علي فأنت مخطئة .. من الذي سيهزم من؟.. أنا .. الفقر الذي كتم على أنفاس البشرية منذ بدايتها ولم يترك منها أحدا إلا أذاقه من مرارة كأسه.
الفقر: أنت وهمة لن تستطيعي القضاء علي بسهولة لأنني ممنع ضد كل ذلك
الفقر: اذا ظننت أنك ستقدرين علي بحبك للمغامرات وبركوبك للمخاطر والصعاب وبتباهيك بإزالة الخوف من على وجه الأرض فأنت تحلمين انهضي واستفيقي من سباتك كفاك خيالا .. تأثرت بقصص أبطالك البواسل فوصلت لدرجة الهذيان
الشجاعة: رويدك رويدك .. ها قد أصبح لك لسانا وأصبحت تجيد
النطق والكلام
الشجاعة: ماذا عن تربصك بفرائسك المسكينة في صمت
الشجاعة: ماذا عن غرس أنيابك وأظافرك بأجساد الأبرياء دون أن تحدث أي ضجة
الشجاعة: لست سوى مصاص دماء ينتظر حتفه. وإن لم أقض عليك أنا فالشفقة حالت دون ذلك وليس لأنني أقل قوة منك .. هذا ما تريده لقد أصبحت أتحدث مثلك لغة القوي يأكل الضعيف .. قانون الغاب .. هذا ما يتلذذ به أمثالك.
الشجاعة: لكنك ستنصت إلي للنهاية شئت أم أبيت سيأتي ذلك اليوم المشهود وعندها لن تستطيع الفرار ولا أنت هارب من الأقدار في لحظة تطفأ فيها كل الأنوار حينها ستلتفت من حولك لتجد ركاما من الأسربة .. ذاك حول تلك قوة ذلك طغيان وتلك قسوة .. وعندها ستنقلب عليها لعنة الواو التي أثارت غضبك في يوم من الأيام .
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم ارحم جدي وأسكنه فسيح جنانك |
التعديل الأخير تم بواسطة هدى ; 12-06-2007 الساعة 12:19 AM.
|