خريجو الشهادة العامة بين الموافق والمعارض لنتائج مركز القبول الموحد
التخصصات الأدبية المطروحة أكثر من العلمية
خريجو الشهادة العامة بين الموافق والمعارض لنتائج مركز القبول الموحد
تحقيق: أحمد بن خميس الجابري
كل منا له طموحاته وأحلامه الخاصة التي يضعها نصب عينيه.ويرسم له طريقه الخاص للوصول إلى أهدافه ، وأحلامه هذه. فيصبح الحلم حقيقة تتربع على أرض الواقع بفضل التوكل على الله ، وروح المنافسة الشريفة، والجد، والاجتهاد، والمثابرة التي نبذلها من أجل أن نصنع لنا مستقبلا ناجحا حافلا بالمزيد من الانجازات والعطاء.
ولكن كثيرا ما نتفاجأ بالعديد من العقبات والعثرات التي تحول بيننا وبين تحقيق حلمنا فنتغلب على بعضها ويبقى البعض الآخر حاجزا صلبا يصعب علينا تجاوزه، لأن هناك جهات مختصة ومعنية بهذا الأمر أكثر منا وليس في أيدينا فعل شيء آخر سوى القناعة والخضوع والرضا بالأمر الواقع شئنا أم أبينا به. وقد أعلن مركز القبول الموحد عن أسماء الطلاب الحاصلين على المقاعد الدراسية المطروحة لهذا العام (2008/2009) في مؤسسات التعليم العالي الحكومية منها والخاصة.
لكن الطلاب كانوا بين الموافقين والمعارضين لهذه النتائج فمنهم من أحس بالظلم. وعدم الرضا عن النتائج التي أعلن عنها مركز القبول الموحد مقارنة بالمعدلات التي حصلوا عليها في الشهادة العامة.
وجاءت تساؤلات هؤلاء الطلاب مختلفة ومبهمة تؤكد على عدم اقتناعهم ورضاهم بالنتائج التي أعلنها مركز القبول الموحد حيث قال احدهم .. لماذا لم يتم قبولنا في أي من المقاعد المطروحة مع العلم أننا حصلنا على معدلات أعلى من زملائنا المقبولين.
وقال آخر لماذا لم نحصل على الرغبة الأولى من رغباتنا مع أننا مؤهلون للحصول عليها.. وكيف يحق للطالب المتفوق والحاصل على نسبة 90٪ القبول في أكثر من تخصص وفي المقابل كثيرا ما نجد هناك طلبة حصلوا على نسبة 85٪ ولم يقبلوا في أي تخصص أو جهة حتى اللحظة لمواصلة مشوارهم ما بعد الشهادة العامة فيها.
طموح البعثات الخارجية
في صدد هذا الموضوع قال الطالب محمد سويلم الكلباني الحاصل على نسبة 80٪: في بداية الأمر كان طموحي الحصول على بعثة خارجية لدراسة الهندسة، وأن لم يحالفني الحظ لألتحق بكلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس. ولكن شاءت الأقدار أن ترسم لي طريقا ليس بالبعيد عن حلمي، صحيح جاءت النتيجة عكس ما أطمح، وأتمنى، فقد كانت لحظة عصيبة وأنا أتلقى نبأ قبولي بتخصص الهندسة ولكن أين؟! وبأي كلية؟! إنها الكلية التقنية مما جعلني أشعر بحالة من اليأس والإحباط لولا إيماني بقضاء الله وقدره، فهل يعقل لطالب حاصل على نسبة 80٪ يتم قبوله بالكلية التقنية؟؟! ولكن ليس في اليد حيلة فأنا تم قبولي في الكلية التقنية ولله الحمد بالمقارنة بالكثيرين غيري من اخواني وأخواتي الذين لم يحالفهم الحظ حتى اللحظة ولا في أي جهة وحسبما يقال لهم إنهم في قائمة الانتظار ولكن إلى متى؟
وأضاف كذلك ان النظام الجديد للتعليم في السلطنة قد يكون نقلة جيدة في التعليم واستفاد منه مجموعة من الطلاب لكن في المقابل تضرر الكثير والكثير منهم وتبخرت أحلامهم.
وقالت الطالبة صفية بنت سعيد الجلندانية لم أكن أتوقع عدم قبولي في أي من المقاعد المطروحة مع أني حصلت على معدل جيد، ولقد تأثرت كثيرا لعدم قبولي لكن قد أكون أفضل من غيري لان الكثيرات من زميلاتي لم يقبلن وقد حصلن على معدلات أعلى مني.
وأضافت: أرى أن النظام الجديد ومركز القبول الموحد لا يخدم الطالب إلا 50٪ فقط لأن الآن حصولك على معدل90٪ أو 60٪ قد يكون المصير واحد.
عكس التمنيات
وأكد الطالب هيثم بن مرهون الكلباني والحاصل على نسبة 82,9٪ على عدم رضاه على النتائج قائلا: بالطبع جاءت النتيجة عكس ما أطمح وأتمنى حيث كان عندي أمل كبير بأن يتم قبولي بتخصص الآداب بجامعة السلطان قابوس، ولكن شاء الله تعالى أن يتم قبولي في كلية العلوم التطبيقية، والحمدلله اني حصلت على مقعد دراسي من لا شيء كبقية زملائي الذين لم يجدوا مقاعد دراسية مع ارتفاع معدلاتهم، والغريب في هذه السنة وهذا النظام ان الطالب الحاصل على معدل90٪ يتم قبوله في أكثر من تخصص بينما الطالب الحاصل على معدل85٪ لم يتم قبوله حتى اللحظة.
5 سنوات في الشهادة العامة
وقالت الطالبة رحمة الكلبانية تعليم كبار كان طموحي مواصلة مشواري ما بعد الشهادة العامة بالالتحاق بكلية الآداب تخصص علم اجتماع بجامعة السلطان قابوس. وها أنا أثابر من أجل تحقيق حلمي هذا حيث إنني أتقدم لامتحان الشهادة العامة للسنة الخامسة على التوالي، ولقد تم قبولي بالكلية التقنية تخصص دراسات تجارية حيث حصلت هذا العام على نسبة 82,62٪ رغم أنني حصلت على نسب أكبر منها في السنوات الماضية تؤهلني للالتحاق بأي كلية أو جامعة ولكن شاءت الأقدار بأن أتفاجأ بحصول ظرف من الظروف كارتفاع نسب القبول مما يحول بيني وبين تحقيق حلمي فلا يتم قبولي طيلة هذه السنوات في أي كلية أو جامعة حتى الجامعات الخاصة رغم أن الكلية التقنية ليست حلمي أبدا ولكن لا يسعني سوى القول الحمد لله على أنه تم قبولي ولم يتم رفضي ككل سنة وسأرضى وأقبل بالأمر الواقع.
وقال الطالب محمد بن ناصر الحارثي للأسف الشديد لم يتم قبولي في أي من المؤسسات التعليمية بالسلطنة، وذلك لعدم توفر مقاعد على حسب قولهم مع العلم ان الشخص الحاصل على معدل عالي يمكنه الحصول على أكثر من مقعد. وأضاف ان النظام الجديد للتعليم جيد ولكن توجد مشكلة كبيرة للاسف لم يأخذها المسؤولون بعين الاعتبار وهي عدم توفر خطوط الانترنت في كافة مناطق السلطنة كالقرى البعيدة والجبلية البعيدة عن مراكز الولايات.حيث ان الكثيرين من الطلاب لم يتمكنوا من التسجيل وذهب تعب سنين الدراسة هباء.
المعدل التنافسي
ونظرا لاهتمام مركز القبول الموحد بطلابه وحرصا منه على الإجابة عن استفساراتهم وتساؤلاتهم.
أكدت لجنة الدعم الأكاديمي التي شكلت من قبل مركز القبول الموحد للرد على استفسارات الطلاب ان نظام القبول الموحد مبني على أساس ترتيب الطلبة المتقدمين والمستحقين لبرنامج معين في قائمة واحدة أي المستوفين لشروط ومتطلبات ذلك البرنامج، بحيث يتم ترتيبهم حسب المعدل التنافسي والذي تم توضيح طريقة احتسابه في دليل الطالب وفي كافة الوسائل الالكترونية والصحفية فهو المعدل الذي يحدد المقعد الدراسي للطالب حسب علاماته في الشهادة العامة أو ما يعادلها، وقد يختلف المعدل التنافسي للطالب نفسه من برنامج لآخر وذلك حسب متطلبات البرنامج من المواد الدراسية التي درسها الطالب في الشهادة العامة باستخدام المعادلة الحسابية التالية:
المعدل التنافسي = ( متوسط مجموع درجات المواد المطلوبة للبرنامج الدراسي) + 60٪ متوسط مجموع درجات المواد التي درسها الطالب) .40٪ فهذه الطريقة التي يتم على أساسها تنافس الطلبة على البرامج التي قاموا باختيارها وترتيبها حسب الأفضلية لديهم وليست على أساس النسبة العامة مثلما يذكر بعض الطلبة ، فالتقييم في الشهادة العامة يكون على أساس التقدير والعلامة التي يحصل عليها الطالب في كل مادة من المواد الدراسية التي درسها في الصف الثاني عشر، فأتمنى من الطلبة وأولياء الأمور أن يدركوا تقييم نظام التعليم العام كذلك يدركوا آلية الفرز واحتساب المعدلات التنافسية وأن يصححوا الفكر السائد بوجود نسبة عامة في نتيجة الطالب بالشهادة العامة. ونظام القبول الموحد يستمد البيانات الخاصة بالبرامج ومتطلباتها وشروط الالتحاق بها والأعداد المحددة لكل برنامج من مؤسسات التعليم العالي، ومهام المركز تنسيقية وتنظيمية لإجراءات طلبات الالتحاق وفرز النتائج حسب معطيات الطالب والمؤسسة.
أما بالنسبة لتوزيع الطلبة على البرامج وذكر بأنهم حصلوا على برامج غير راضين بها، أو أن معدلاتهم أعلى من غيرهم ولم يتم قبولهم بينما الآخرون تم قبولهم مع إنهم أقل درجات منهم أو مساويين لهم في الدرجات. في هذا الجانب أود أن أوضح بأنه لم يتم قبول طالب خارجا عن رغباته التي قام باختيارها ورتبها حسب الأفضلية لديه، ومثلما ذكرت سابقا فتم توزيعهم حسب الأعداد المحددة من الذكور والإناث لكل برنامج والواردة من المؤسسة، لذلك قد نجد آخر معدل تنافسي تم قبوله لبرنامج ما للإناث أعلى من آخر معدل تنافسي تم قبوله للذكور في نفس البرنامج والسبب أن درجات الإناث أعلى من درجات الذكور، كذلك بعض البرامج يتم توزيع الطلبة فيها حسب التوزيع الجغرافي والمحدد من قبل المؤسسة مثل المعاهد الصحية.
البرامج الأدبية أكثر من العملية
ومن جانب آخر البرامج الأدبية المطروحة بمؤسسات التعليم العالي أقل من البرامج العلمية لذا فالمنافسة قوية جدا للطلبة الدارسين مواد أدبية فعليه نجد أن بعض الطلبة الدارسين للمواد الأدبية درجاتهم مرتفعة ولم يحصلوا على مقاعد في نتائج الفرز الأول، بسبب محدودية البرامج التي تتطلب مواد أدبية. ذكر أيضا بعض الطلبة أن هناك طلبة تم قبولهم في أكثر من برنامج وهذا غير صحيح فالنظام لا يسمح بمنح طالب مستحق أكثر من مقعد واحد في الفرز الواحد، وإنما تم الإعلان عن أسماء الطلبة المستحقين لإجراء اختبارات ومقابلات شخصية في بعض البرامج التي تتطلب ذلك فظن البعض بأنهم منحوا أكثر من برنامج. فأتمنى من الطلبة التأكد من الإعلانات التي تصدر عن مركز القبول الموحد واستيعابها قبل الخوض في مغالطات تثير الظن لدى الطلبة وأولياء الأمور كذلك الرجوع إلى دليل الطالب وقراءة كافة الإجراءات المطلوبة من الطالب ليعرف ما له وما عليه، وتحقيقا للشفافية والعدالة يرجى من جميع الطلبة الاطلاع على وصلة تقرير نتيجة فرز الطالب بنظام القبول الإلكتروني بالموقع الإلكتروني للمركز موضحا بها البرامج التي قام الطالب باختيارها ومعدله التنافسي في كل برنامج وترتيبه في قائمة الانتظار في كل برنامج كذلك آخر معدل تنافسي تم قبوله في كل برنامج هذا التقرير يغنيه عن التردد وتكبد عناء السفر للاستفسار، ودائما في المركز نسعى للبحث عن حق الطالب وتوصيله له، قبل أن يبحث الطالب عن حقه. أما المشكلة التي أثارها بعض الطلبة بأنه لا توجد لديهم خطوط انترنت، فهنا أوكد أنه تمت مراعاة ذلك بتوفير مراكز بمختلف الجامعات والكليات والمدارس التعليمية المنتشرة بكافة مناطق السلطنة وتشكيل لجان بتلك المراكز لمساعدة الطلبة الذين يرغبون في المساعدة والتوجيه وتم الإعلان عنها في الصحف المحلية والموقع الإلكتروني للمركز، فالحقيقة تضافرت كل الجهود من قبل المختصين بالمركز ومؤسسات التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم لتذليل كل الصعاب التي قد تواجه الطالب أثناء تقديم طلبه للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي وفق خطط وبرامج توعوية شملت الطلبة وأولياء أمورهم، ويبقى الطالب هو صاحب القرار لتحمل مسؤولية نفسه.
خريجو الشهادة العامة بين الموافق والمعارض لنتائج مركز القبول الموحد
العرض المتطور
المواضيع المتشابهه
