أنا واختي والفستان
طوال حياتي كنت أعلم أني أقل أخواتي جمالاً ، ورغم أن الأمر لم يكن يعنيني كثيراً وأنا صغيرة فقد كنت أحب الجري واللعب ولا أعير أي اهتمام سواء لتمشيط شعري واختيار ملابسي عكس أخواتي وأتجاهل تعليقاتهن على شعري المجعد ولون بشرتي ،إلا أنني مع الوقت ومع ابتعادي عن اللعب تدريجياً لتقدم سني بدأت ألحظ الفرق في مستوى الجمال بيني وبين أخواتي وخاصة في المناسبات الاجتماعية حين أسمع تعليقات الاستحسان لأخواتي وأرى نظرات الشفقة التي ترمقني بها الحاضرات !!
إن هذه الاختلافات لم تكن تدفعني لكره أخواتي بالعكس فأنا أحبهن ولكني كنت أشعر بأنهن لا يملكن نحوي نفس هذه المشاعر، أو على الأقل لم أكن أشعر بهن وربما كنت مخطئة ، وفي أحد الأيام رأيت أختي التي تصغرني بعامين وقد ارتدت أحلى أثوابها وصففت شعرها كما لم تفعل من قبل، شعرت وقتها أن شيئا غير عاديا يحدث في المنزل ، ولكن أحداً لم يخبرني بشيء حتى دقت الساعة السادسة ووقتها علمت بأن هناك من يطلب أختي الصغرى للزواج رغم أني أكبرها في السنة وأنها لا تزال في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية وأنا على وشك التخرج من المعهد الذي أدرس به ..
شعرت وقتها بحزن شديد ليس لخبر زواجها فقط بل لأن الجميع أخفى عني الأمر، فهل أنا حقاً غير جميلة لهذه الدرجة أم أنهم لا يريدون جرح مشاعري !!
عقد قران أختي الصغرى وبدأت تجهز المنزل الذي ستنتقل إليه بعد شهر، أخذت الاستعدادت لحفل الزواج تدور على قدم وساق وبالطبع كان فستان الزفاف هو شغل الجميع الشاغل، ولم يعتزل كل هذه الأشياء سواي فقد آثرت الابتعاد حتى يشعر الجميع بمدى اعتراضي واستمر الوضع هكذا حتى كان المساء الذي خرج فيه الجميع لشراء بعض المتطلبات من الخارج وبقيت وحدي في المنزل وبعد فترة وجدتني أمام فستان زفاف أختي الذي يملأ خزانة ملابسنا ولا أدري لماذا؟!
قررت في تلك اللحظة أن لا تقتصر البشاعة على وجهي ولكن أن تمتد إلى نفسي أيضا فأحضرت المقص وفتحت خياطة ذيل الثوب كله وأغلقت باب الخزانة وذهبت إلى أحد كراسي الصالة وألقيت جسدي عليه وكل مفاصلي تهتز وترتعش ، ففي هذه اللحظة دخلت أختي العروس وصوتها تعلوه السعادة وهي تناديني، والتفت إليها لا أدري ماذا أقول فما كان منها إلا أن هزتني هزة قوية وهي تقول (أتذكرين حين ألححت عليك أن تخرجي معي لأختار ستائر غرفتي وكنت ترفضين ثم قابلنا زوجي في أحد المحلات ومعه صديقه) قلت : نعم، قالت : ( لقد كان زوجي قبلها قد طلب مني ترشيح عروس لصديقه الحميم فرشحتك أنت ورتبنا الأمر ليراك مسبقاً وهو يطلب الحضور لخطبتك، إنه إنسان ممتاز، كم أنا سعيدة لك ..!!
كانت مفاجأة لم أكن أتوقعها، ولكن المفاجأة التي أعددتها لأختي كانت أكبر حيث طغت كل مشاعر الفرح التي كنت أشعر بها، وقتها كرهت نفسي وأدركت حينها أن جمال وجهي إن لم يكن مسؤوليتي فهو هبة من الله إلا أن جمال النفس هو مسؤوليتي أنا وأنا من سأسأل عنه في الدنيا والآخرة، فهل يا ترى هناك فرصة لأن أصلح ما أفسدته يدي ؟؟!!
 |
|
العرض العادي
