عروس حست نزحت ارضهـــــا
فانفردت في وصفها الأطيب
فكيف لا وهي قد انفردت بجمالها بين ما جاورها من صحراء بجمال الطبيعة وخضرتها المتربعة على رؤوس الجبال ، تاجاً من الزهر يكلل ربيع الحياة :
كانها في سطح أرجـــــــائها
جوهرة تطفــــــــو ولم ترســــــــــــب
إلى ان قال :
لو قدرت تسعى إليه سعت * * * تلثم وجه البـــحر والمركب
أبدت خباياها فكــم طيب * * * وكم جديد جاء مستغرب
واهلها الانجاد تلقـــــــــاهم * * * كـــــــــأنهم جن ذو هبهب
لكن ظفار مع ذاجنـــــــــه * * * طيبة المطعم والمشـــــــــــرب
وكامل الدنيا عــزيز ولا * * * تخلو القى من نقص منــقب
وإنما الحسن بها غــــــــالب * * * والناس يجرون على الأغلب
وينتقل من ذلك الى وصف حسي ملموس ، وكانها عدسة تنقل امام عينيك مياهها العذبة ، ووديانه الفياضه ، وطيورها المغردة وظباها الشاردة لتكون جنة على الارض :
تسلسلت انهارها عذبــــــــــة * * * وآهاً إلى سلــــــــسالها الاعذب
واعتنقت أشجـــارها إذشدت * * * أشجارها في لحـــــــــنها المعرب
فيها من الطير ووحش الفلا * * * ما لكنت عنه ابنة الخرشب
يكاد بالايدي ينــــــــال الذي * * * يسرح من ظبي ومـــن ارنب
أما الشيخ سعيد بن احمد الكنديفإنه يعد عدداً من المناطق يصف ماءها وجمالها . متيماً في ظباها ، يتحسر على سفره عنها ، ملتاذاً بالصبر ، فالفراق لا يدع خليلاً في الزمان ولا صديقاً ، فربى ظفار تتأرج طبيباً ، هو عندما يقبل في جرزيز فإنه يسمع صوتاً رقيقاً عذباً ، ويدعو سائق السيارة بان يتمهل في سيره ، فقد قيد قلبهالطليق .
ويستسلم استسلام الاسير لأسره ، إلا وهو الترحال ليبقى ودها عالقاً في قلبه إذ يقول :
ألا خذ نحو ( ريسوت ) طريقـــــاً * * * لتقضي في مراجعــــها حقوقاً
وحي ( العوقدين ) : وساكنيهــــا * * * ورد من مـــائها الصافي رحيقا
وحاذر من ضباء ( الخور) لحظـاً * * * يفوق نــحوي السهم الرشيقا
وقل لمعذبي رفقـــــــــــــــــاً بصب * * * غدا في اسر حكمكـــــم وثيقاً
فلو أبصرت منهـــــــــــا لمح طرف * * * لهمت ولم تكن أبـــــداً مفيقاً
تعد بأن تكون الــــــــشمس أختا * * *ً لها والزبرقان أخـــــــــاً شقيقاً
ألا تعس الفراق فليـــــــس يبقى * * * خليلاً في الزمان ولا صــــديقاً
إلى ان قال :
أأم أسبلتهما عنها ظفـــــــــــــــــار * * * ما نظروا بها الروض الانــقــياء
ولو في الارض قيل جنــــان خلد * * * لقلنـــا إنها منهـــــــــا حـــقيقياً
إذا جرت النســـــائم في ربـــــــاها * * * تـــــــأرج نفحها طيبـــــاً عبيقاً
وقــــالوا في حمى ( جرزيز) يوماً * * * وقد سمعوا بها الصوت الرقيقاً
ألا يا ســـــــــائق السيــــــــــار مهلاً * * * تراهم قيــــــدوا القلب الطليقا
أما أبو الصوفي المجيزي فقد قال في ظفار نحو أربع عشرة قصيدة من خلال مدحه للسلطان فيصل . ذكر فيها مرابع ظفار ومغانيها :
ظفـــــارلأنت اليــوم أرفع منزلاً * * * واعلى مقاماً أنت ان طاولت مصر
بــــــــــلاد إذا طال المقام بأرضها * * * فأعوامها من حسن أوقاتها قصراً
إلى ان قال :
وهب نسيم الروض من جانب الحمى فأسكرنا من طيب وارياحــــه الزهر
كان على بستــــــــــــان أرزات أنزلت رياض من الفردوس يخفرها الخضر
وفي قصيدة اخرى يصف ظفار :
بأرض فراش النبت فيها كسندس * * * وعرف الخزامى من بـــخور الجنائب
وريح الصبا تهدي إلينا شميمـــــــــها * * * يخالطه مزجاً رذاذ السحـــــــــــــائب
وفي تشوقه إليها يقول :
رعى الله داراً بالفــــــــــــــؤاد ربوعها * * * ورسم خيـــــــــــالي سهـــلها ونجودها
قريب التداني لو نأت بي يد النوى * * * فحبي لها عمـــــــــــــــــا قليل يعيدها
إلى أن قال :
فلي زفرات بالفــــــــؤاد أطيلــــــــها * * * وأنــــــه مهموم حنيني يــــــــــزيدها
ومن المؤكد بأن الشعراء في عصر النهضة الحديثة كتبوا قصائد وتغنوا بربا ظفار وجمالها وكنت آمل أن أجد الكثير من المصادر في الادب العربي القديم يتغنى بهذه البلد الجميل على شبه الجزيرة العربية ، ولكن قد تكون قلة الاطلاع والاستعجال هما السبب في ذلك .
واني اذكر مثالاً من الشعر في عصر النهضة الحديثة قصيدة الشاعر سعود بن حمد السالمي التي رسم فيها لوحة جميلة معبرة ، ناطقة بجمال الطبيعة – قصيدة للهدى مهد ظفار – إذ يقول مطلعها :
حالمهــــــــــــــــــــــا النورس غـــنى * * * زاد من وجـــــــــــــــد المـــــــــــعــــنى
أنت يا بحـــــــــــــر أفــــــــــــــدني * * * هـــــــــل تــــــــــزيل الوجد عنـــــــا
يبثها شجونه وسؤدده مدى الزمان ، بروح شفافة . لن تستطيع ريشة الفنان أن تخرج خلجات النفس وأحلامها ومداعباتها كما أخرجتها أبيات الشاعر ، تنجلي مهداً ونوراً
أنت يـــــــــــا مهد المعـــــــــــــــالي * * * تيهي دومــــــــــاً يا ظفـــــــــــــــــار
أنت قـــــــــــــد أحرزت سبقـــــاً * * * منـــك قد ضاء النهــــــــــــــــــــــــار
وكســـــــــــا النــــــــــــور بلادي * * * بالهــــــــدى زيــــــــح الستـــــــــــــار
للهدى مهـــــــــد ظفـــــــــــــــــار * * * لك قـــــــــد طـــــــــــــاب المــــــــــزار
أما هي :
مـــــــا احيــــــــلاها بــــــــــــلاداً * * * عــــــــــانق البـــــــــحر ربـــــــــــاها
غـــــــــــادة تزهــــــــــــــــو دلالاً * * * لثـــــــــم الـــــــــغيم ثراهــــــــــــــــا
انهـــــــــا تبر عمــــــــــــــــــــــــان * * * لا تلمـــــــــــــــني في هـــــــــــــــــواها
أن شممت الـــــــــعطر يومــــــاً * * * ذاك يـــــــــــأتي من شـــــــــــــــذاها
في ختام الحديث يتجلى حب ظفار على لسان الشاعر السيد هلال بن بدر البوسعيدي الذي هام حباً ولوعة بصورة تطرب الآذان ، وتلعج الكبود .. لتحل سكناً بالمحبة والشوق .
اعن ظفـــــــــــار عذولي في استطـــــــــــاعته
تحويل فكري عن بحري صبـــــــــــــــــابتــه
حلت بقلبي فكـــــــــــــانت جل غــــــــــايته
أرض يطــــــــــــــير فؤادي من قــــــــــــــرارته
شوقــــــــــــاً لها ، ولـــمن فيهــــــــا من الناس
الملحق الاول
(الجزع الظفاري) :
___________
لقد اختلفت مع آخرين حول نسبة الجزع الظفاري إلى أي مدينة أو منطقة ولكن أورده هنا أدباً قيل شعراً ونسب إلى ظفار .
والجزع هو : ضرب من العقيق يعرف بخطوط متوازية مستديرة مختلفة الالوان . والحجر في جملته بلون الظفر وجمعه أجزاع .
وفي حديث الإفك ( عقد من جزع ظفار ) قال ابن الأثير : هكذا روي ، واريد بها العطر المذكور ، كأنه يؤخذ فيثقب في العقد والقلادة .
وذكر عدد من الشعراء الجزع الظفاري وهو منسوب إلى ظفار . يقول الشاعر :
أو ابد كالجزع الظفاري أربع حماهن جون الطرتين مولع
ويقول المرقش الاصغر :
تحلين ياقوتاً وشذراً وصيغة زجزعاً ظفارياً ودار توأئمــــا
وقال الفرزدق
وعندي من المعزى تلاد كأنها ظفارية الجزع الــــذي الترائب
الملحق الثاني :
( من دخل ظفار فليحمر ) :
___________________
هذه جملة قالها ذو جدن الملك ، وذو جدن ملك اليمن بعد ذي نواس صاحب الاخدود الذي ذكره الله تعالى في كتابة العزيز :
( قتل أصحاب الاخدود . النار ذات الوقود ) سورة البروج .
والرواية عن الكلبي قال : خرج ذو جدن الملك يطوف في احياء العرب فنزل في بني تميم ، فضرب له فسطاط على قارة مرتفعة ، فجاءه زرارة بن عدس مصعداً إليه ، فقال له الملك : ثب – أي اقعد بلغته – فقال زرارة : ( ليعلمن الملك إني سامع مطيع ، فوثب إلى الأرض ، فتقطعت أعضاؤه . فقال : ما شأنه ؟ فقيل له : أبيت اللعن – ان الوثب بلغته الظفر . فقال : ليس عربيتنا كعربيتكم من دخل ظفار فليحمر ، أي فليتكلم بلغة حمير ) .
وهذا دليل على ان المقصود هي ظفار الحالية :
نظراً لاستنكارملك اليمن للغة حمير واستغرابه من فعل الرجل وهي لغة ما زالت باقية .
منقول