البحث عن طرق مبتكرة لتقليص انبعاث غاز co2 في الجو
السلام عليــــكم
تزامنا مع انعقاد قمة المناخ بمدينة كوبنهاجن الدنمركية ارتأيت أن أقترح عليكم هذا الموضوع الذي يلقي الضوء على تقنية جديدة في طور التجربة ، و الهدف منها التقليص من نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 المنبعثة في الجو و بالتالي العمل على إيجاد حلول للاحتباس الحراري الناتج عن الغازات الدفيئة التي ساهمت بشكل مباشر في خلخلة المناخ على الكرة الأرضية
في موقع كرشبا - في قلب الصحراء الجزائرية يتم ضخ ملايين الامتار المكعبة من ثاني اكسيد الكربون الذي يشكل احد اهم الغازات الدفيئة، في خزانات طبيعية جوفية، لتجنب انبعاثه في الجو ومساهمته في الاحتباس الحراري.
ويشكل موقع كرشبا التجريبي الذي يبعد حوالى 1200 كلم الى جنوب العاصمة "مـختبرا بالحجم الطبيعي" للتحقق من صوابية تكنولوجيا حصر وتـخزين ثاني اكسيد الكربون التي ما زالت متعثرة لكنها تثير الكثير من الاهتمام.
واوضح مدير عام مشروع عين صالح للغاز المشترك بين الشركات البريطانية بريتيش بتروليوم والجزائرية سوناطراك والنروجية ستاتويهايدرو " نتمنى ان يحذو الاخرون حذونا بعد ان نثبت ان العملية قابلة للتطبيق تقنيا، ومجدية اقتصاديا وقابلة للاستمرار جيولوجيا".
ويتلقى خزان مياه طبيعي في الموقع مليون طن من ثاني اكسيد الكربون سنويا، اي ما يوازي انبعاثات 200 الف سيارة تسير كل منها 30 الف كلمتر سنويا.
ويحوي الغاز المستخرج في موقع "كرشبا" نسبة مرتفعة من ثاني اكسيد الكربون (بمعدل 6%) ما يحول دون تسويقه بلا معالجة (النسبة الاعلى المقبولة هي 0,3%)، ما يستدعي فصل ثاني اكسيد الكربون باستخدام مذيب كيميائي.
بعد "التنقية"، ينقل الغاز عبر انبوب الـى "موقع حاسي الرمل" على بعد 450 كلم شـمالا حيث يصدر الى اوروبا. اما ثاني اكسيد الكربون فيضغط الى 180 بار ويضخ في خزان طبيعي يقع في محيط حقل الغاز.
ويجري الضخ عبر ثلاث آبار هي عبارة عن انابيب فولاذية بقطر 11 سنتمتر، تدفع ثاني اكسيد الكربون الى عمق 1900 متر تحت الارض في خزان للمياه الجوفية يلعب دور حابس.
وتسمح مؤشرات مشعة مختلفة في كل بئر بمتابعة "آليات حبس" ثاني اكسيد الكربون CO2بدقة وضمان عدم صعوده الى السطح.
وبعد اربعة اعوام على البدء بعمليات الاستخراج، في تموز/يوليو 2004، تبدو الحصيلة الجيولوجية ايجابية ولم يلحظ أي تسرب. لكن مهندسي المشروع يقرون بضرورة مراجعته.
من حيث الكلفة تبدو العملية مرضية أيضا. وأكد المسؤول عن الموقع "اليوم، نضخ بكلفة 9 دولارات أميركية تقريبا لكل طن".
وفي ضوء تبادل طن غاز ثاني أكسيد الكربون في السوق الأوروبية بحوالي 40 دولارا، تبدو الحصيلة الاقتصادية في "عين صالح" واعدة في حال تعميم سوق الكربون عبر خطة طويلة الأجل. فالحسابات التي جرت بفضل عدة عمليات تجريبية حول العالم أظهرت أن كلفة هذه التكنولوجيا ما زالت باهظة، وينبغي تقليصها إلى النصف أو الثلث لجعلها تنافسية.
لكن "عين صالح" موقع مثالي من مختلف النواحي. فاستخراج وتخزين ثاني أكسيد الكربون سيكون اعلي كلفة بالنسبة إلى محطات الكهرباء الحرارية أو مصانع الحديد، وهما قطاعان يولدان كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون ويمكن تطبيق هذه التكنولوجيا فيهما.
وقال مدير المشروع "تكمن الصعوبة الكبرى في العثور على خزان طبيعي متلق في محيط موقع الاستخراج".
وفي حال اعتماد مناطق للضخ قريبة من المناطق المأهولة قد تصطدم هذه التكنولوجيا بمدى تقبل الرأي العام لـها.
في "موقع كرشبا"، يعمل حوالى 150 شخصا في مناوبات من 28 يوما. واقرب مدينة إليها هي مدينة المنيعة وتقع على بعد حوالى 200 كلم وتحيط بها منطقة صحراوية على مد النظر.
المصدر: ميدل إيست أونلاين
 |
التعديل الأخير تم بواسطة nouri ; 20-12-2009 الساعة 12:01 PM.
|