اللغات المحلية في ظفار
حيث توجد منذ القدم في ظفار لغات محلية يتخاطب بها السكان ولا تكتب أو تقرأ ،،،،
-1- كاللغات الشحرية ( الجبالية )
-2- والمهرية
-3- والحرسوسية
-4- والبطحرية
التي سماها ( دونالد هولي ) في كتابه الوثائقي عن ( عمان ) بأرض اللغات الاربع .
وتلك اللغات المحلية القديمة الأربع هي ما تبقى إلى اليوم من اللغات واللهجات العربية القديمة السبيئة والمعينية والحميرية وتعايشت إلى اليوم تحت كنف اللغة العربية السائدة في ظفار وفي ظلها .
ومع ما سبق الاشارة إليه فاننا نتطرق في هذا السياق للحديث التاريخي العلمي ، عن مسميات ظفار وواقع سكانها قديماً وحديثاً ، استناداً لما هو متاح لنا من كتب ودراسات معينة تم ذكر ظفار فيها . ان اسم ظفار السائد عندنا اليوم ، قد كان مثار خلاف عما إذا كانت هذه هي اصل تسميتها منذ القدم ، ام غلبت عليها هذه التسمية فيما بعد دون سواها ؟ فقد كان لهذه البلاد عدة تسميات أخرى بحسب الحالة السياسية ، وانظمة الحكم المحلية والمجاورة المؤثرة والمتأثرة بها بشكل أو بآخر ، بين الحين والحين على امتداد حقب عصور تاريخها الماضية .
كما ان تسمية ظفار في حد ذاتها تنوعت وتعددت معانيها لأكثر من مكان وسبب في بعض مدن ومناطق وعصور الحكم القديم في شمال اليمن وفي حضرموت بجنوبه وبالذات إبان حكم الحميرين والرسوليين حيث كان لهما علاقة قوية بظفار حينئذ ، ولعل ذلك مما يستدعي التساؤل عما إذا كانت تسمية ظفار اليوم هي الاصل ، ولماذا استدت كناية بها لاكثر من موقع أصغر آخر في أكثر من مكان ومركز في اليمن ؟ أم أن ظفار كان واقع حالها يستدعي لكونها منطقة هامة ورائدة ومميزة لأسباب جغرافية وسياسية واستراتيجية واقتصادية ، ان يستعار اسمها عرفاناً بقيمتها ليطلق على أي مكان آخر أو مركز قوة في بعض مناطق وقلاع بعض الحكومات التي ارتبطت بها لبعض الوقت ؟ وهو ما حدث بالفعل في شمال اليمن كما سنرى .
ان اسم ظفار واحوالها قديماً يقودنا للتفكير بواقع سكانها ، وهل ان سكان ظفار اليوم هم نفس سكانها الأصليين ؟ أم ان حالى السكان ولغاتهم وثقافتهم وطرق معيشتهم وحياتهم وعاداتهم وتقاليدهم ترتبط بين أونة واخرى من حقب وعصور التاريخ باتجاهات أنظمة الحكم وظروف الحياة الاقتصادية والاجتماعية السائدة فيها ؟ ومدى ارتباط ذلك بدولة أو قبيلة أو جماعة محلية أو خارجية معينة كان لها أثر أو تأثير عليها وعلى أحوال سكانها .
إن هناك مساحة مناسبة من التساؤلات والافكار التي ينبغي دراستها بدقة وتان عن موضوعي مسميات ظفار التاريخية المختلفة وسكانها . ولعل مثل هذه الندوة تشكل مدخلاً موضوعياً لتحقيق ذلك بجهود المزيد من الباحثين والمؤرخين الثقات .
ففي ظل تنامي الوعي والتحصيل والتخصص العلمي والثقافي العالي لدى أبناء ظفار ، وبلدهم الكبير عمان ، مع جهود غيرهم من المؤرخين والباحثين المهتمين من العرب والاجانب الذين تزايد اهتمامهم بها مؤخراً ، يمكن عمل المزيد من الدراسات الموضوعية والميدانية عن تاريخ ظفار بلغات حية مختلفة ، بما في ذلك البحث عن مجالات حياة سكانها والبحث في اعماق معاني لغاتها المحلية الموجودة بالكشف عن مكنوناتها الدفينة قبل ان تعصف بها مستجدات التجديد وتطورات العلوم والحياة الحديثة باعتبار ان واقع ظروف العصر ومتطلبات التطور ستؤدي إلى ذلك اليوم شئنا ام ابينا .
شهدت ظفار منذ مطلع القرن التاسع عش لاول مرة في تاريخها بداية مراحل الاستقرار السياسي والبناء الاقتصادي والاجتماعي المخطط . وسبق ذلك العمل على القضاء على مخلفات الماضي من صراع وتخلف وحروب وفقر وجهل بكل حزم وتصميم ، وبعمل متفان جاد كان هدفه الأول والأخير هو بناء الإنسان والوطن قوياً سليماً موحداً .
وقد وردت تسميات مختلفة لظفار بحسب علاقاتها الخارجية وأوضاع الحكم التي مر عليها بين مرحلة وأخرى .
وقد ذكرت في كتب تاريخ ورحلات الروم والاغريق والهولنديين والبرتغال والفرنسيين والانجليز والامريكان وغيرهم .
فذكرها ماركو بولو في رحلاته وبطليموس في خرائطه والاسكندر المقدوني في مراسلاته ( ودي جاما ) وغيرهم كثر .
كما هو معروف قديماً وحديثاً .
وتتبع واقع تلك التسميات وأصولها وأسبابها بتسلسل .
تاريخي تصاعدي يحتاج لوقت وجهد مناسبين ويمكن تحقيق ذلك في ظروف متاحة لاحقاً . ونظراً لظروف المشاركة في هذه الندوة في وقت قياسي سريع0

 |
|