مهرجانا مسقط وصلالة دعامتان أساسيتان لتطور السياحة
مهرجان صلالة السياحي 2009م يودع زواره اليوم

كتب - عامر بن غانم الرواس
يسدل الستار اليوم على فعاليات مهرجان صلالة السياحي 2009م بعد 48 يوما من العطاء المتواصل بمختلف الفعاليات المتنوعة التي تجاوزت 500 منشط هذا العام.
وعن ختام فعاليات مهرجان صلالة السياحي كان لنا لقاء مع محمد بن عمر الرواس مدير دائرة المهرجان حيث قال إن أبواب المهرجان لمركز البلدية الترفيهي ستكون مفتوحة مادام هناك زائرون يترددون على مركز البلدية الترفيهي موضحا أن هناك بعض الأنشطة خاصة الألعاب الكهربائية ستكون مفتوحة خلال الأيام القادمة مادام هناك إقبال على مركز البلدية الترفيهي كمتنزه ترفيهي للعائلات والاستمتاع بمرافق المركز الترفيهي من حدائق والعاب بالاضافة الى المرافق الأخرى حتى تستطيع العائلات في هذا الشهر الفضيل ان تجد في أوقات فراغها مكانا تقصده للترفيه عن أنفسها واضاف محمد الرواس إذا لم يكن هناك إقبال جيد سيتم إغلاق مركز البلدية الترفيهي.
وأشار الرواس ان مهرجان صلالة السياحي حقق نجاحا مميزا وجيدا هذا العام مع الانخفاض في أعداد السياح والزائرين الى محافظة ظفار إلا انه شكل حلقة مهمة لهم وكان محط اهتمام من قبلهم خاصة مع ما يوفره من معلومات مهمة عن الثقافة العمانية وعن ما تتميز به محافظة ظفار من بيئات وتنوع مختلف.
وقال محمد الرواس إن مهرجان هذا العام حقق أيضا كل الأهداف المرسومة له والمتمثلة في تشغيل عدد كبير من الباحثين عن عمل وكانت فيها الأولوية للأسر ذات الدخل المحدود وهناك تصريح لسعادة الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار ورئيس اللجنة الرئيسية للمهرجان خلال اليومين القادمين سيتم فيه الكشف عن كافة الإحصائيات والأرقام والعديد من الموضوعات المهمة التي تتعلق بمهرجان صلالة السياحي وتهم القارئ خلال اليومين القادمين.
كم تم توفير الفرص لكثير من أصحاب الحرف لممارسة نشاطاتهم ومزاولة الآخرين لهواياتهم وإظهار جانب من التقاليد التي تمجد هذا البلد الى جانب إقامة العديد من المعارض المهمة والهادفة والأنشطة الرياضية التي شهدت مشاركة فعالة من قبل المرتادين.
وأشاد مدير دائرة المهرجان بدور القائمين على إنجاحه وظهر بهذا المستوى المميز لهذا العام والجهود التي بذلت من قبل معالي الشيخ محمد بن مرهون المعمري وزير الدولة ومحافظ ظفار المشرف العام على المهرجان الذي كان الداعم والمساند وكان لنا عونا أسهم بفاعلية كبيرة في إذابة الكثير من الشموع لإنارة درب هذا المهرجان وإضاءة مسيرته كما نوه بدور سعادة الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار رئيس اللجنة الرئيسية لمهرجان صلالة السياحي وأصحاب السعادة أعضاء اللجنة الرئيسية للمهرجان والمشرف على دائرة المهرجان وكل العاملين الذين وقفوا خطوة بخطوة مساندين له بجهود خفية وأعمال كانت تصب جميعها في غاية تهدف لنجاحه وتحقيقه لأهدافه.
كما قدم محمد الرواس كلمة شكر للشركات الراعية التي أسهمت بشكل كبير في إثراء هذا المهرجان سواء بالمساهمة المالية أو العينية أو بفعاليات متميزة أبهرت زواره ودورها الكبير في تنظيم العديد من البرامج المهمة ومساندتها الدائمة لتوفير مختلف متطلبات واهتمامات الزائر على تنوعها كما قال محمد الرواس الى متى سيظل القطاع الخاص بعيدا عن مهرجان صلالة السياحي وان هناك العديد من الشركات العمانية محدودة العدد التي تسهم وترعى بعض الفعاليات للمهرجان كل عام بينما شركات قطاع الخاص الأخرى بعيدة كل البعد عن المهرجان والى متى سيستمر هذا الابتعاد وهل لم يحن الوقت لتشارك كبقية شركات القطاع الخاص بمهرجان صلالة السياحي.
فعاليات لأول مرة
وأكد محمد الرواس على حرص اللجنة المنظمة الرئيسية لهذا العام على تنوع الفعاليات والأنشطة بمهرجان صلالة السياحي 2009م ولقد سعت لجنة المهرجان هذا العام إلى التجديد والابتكار في اختيار البرامج والفعاليات التي هدفت الى التواصل الحضاري والأسري حيث يضع مهرجان صلاله السياحي دائما نصب عينيه انه ملتقى لكافة الأسر العربية والأجنبية.. مشيرا إلى أن الفعاليات بتنوعها الفني والثقافي والرياضي والترفيهي تؤكد أهداف المهرجان.
وعن أهمية الفعاليات التي وجدت بمركز البلدية الترفيهي والمواقع الأخرى التابعة للمهرجان قال محمد الرواس إن المهرجان جاء متنوعا وثريا بالفعاليات بدءا بالمعرض التجاري الكبير الذي شارك فيه عدد كبير من الدول أكثر من الأعوام السابقة من دول خليجية وعربية وأجنبية حيث تم توفير الخيام التسويقية المتنقلة الضخمة المزودة بالمكيفات الهوائية على الرغم من الجو الجميل إلا أننا نهدف الى راحة السائح في المقام الأول وكذلك المشاركين والتي تتميز بكبر مساحتها حيث استطاعت من خلالها توفير المساحات والأركان التي تعرض فيها الدول المشاركة جانبا كبيرا من منتجاتها الصناعية والحرفية من أثاث منزلي وملابس للنساء والأطفال والرجال وأحذية متنوعة ومنتجات جلدية بالإضافة إلى الأدوية التقليدية التي تعتمد على المواد الطبيعية مثل العسل وغيرها التي تستخدم في معالجة الكثير من الأمراض كذلك تستخدم في المواد التجميلية للنساء حيث تحظى بإقبال كبير جدا كذلك المنتجات الغذائية والبهارات التي تمثل بعضا من أهم المأكولات التقليدية لهذه الدول.
جوائز قيمة
وأشار إلى أن المنتج العماني كان له مساحة واسعة في القرية التسويقية الدولية حيث تم التركيز على عرض المنتجات العمانية بكافة أنواعها.
وأن الساحة العامة للمهرجان بمركز البلدية الترفيهي خصصت للمعارض الحكومية والخاصة التي حظت بإقبال غير عادي من قبل الزوار ومسرح العائلة الى جانب الساحة الأمامية الكبيرة أمام البيت التراثي في القرية التراثية كانت الساحات مضيئة لعرض الفنون والرقصات التقليدية لمختلف الدول المشاركة خاصة الدول الخليجية والعربية ناهيك عن مشاركة كافة محافظات السلطنة وولاياتها المختلفة من خلال برنامج مشوق خاصة فعالية مسابقة الولايات التي تضمنت الفرق التقليدية العمانية التي تتميز بالأداء الجماعي الى جانب عرض أهم الصناعات الحرفية والتقليدية التي ما زالت الكثير من الأسر العمانية تحافظ على هذه الموروثات وتمثل الدخل الأساسي لها الى يومنا هذا مما يؤكد مدى حفاظ العماني على مورثاته وتعليمها أبنائه وهكذا تنتقل جيل عبر جيل آخر وغيرها وقد حصلت ولاية سدح هذا العام على المركز الأول وولاية مرباط على المركز الثاني وولاية المضيبي على المركز الثالث كما كانت هناك الكثير من المفاجآت والجوائز الكبيرة لأول مرة بمهرجان صلالة السياحي 2009م.
المهرجان دعم الندوات الثقافية
كما أقيم على الصرح المميز مسرح المروج عدد كبير من الحفلات الفنية التي استضافت ألمع نجوم الأغنية الخليجية والعربية بالإضافة الى الأغنية العمانية التي كان لها حضور كبير بشكل اكبر من الدورات السابقة وهذا ما عبرت عنه الحفلة الأولى التي أقيمت على مسرح المروج بمناسبة 23 يوليو المجيد لذا كان جميع الفنانين الذين احيوا أول حفلة من أبرز الفنانين العمانيين وان هذا الزخم الكبير من الفنانين العمانيين لأول مرة يتم مشاركتهم بقوة في مثل هذا اليوم المجيد وفي افتتاح الحفلات الفنية للمهرجان وكان سابقا كل حفلة تتضمن فنانا عمانيا واحدا فقط الى جانب الفنانين العرب وهذا ما قمنا به في مختلف الحفلات حرصا على وجود الفنان العماني في مثل هذا الحدث الكبير وانخراطه مع بقية الفنانين العرب لتساعد المطرب العماني على قيامة بالعديد من العلاقات والقيام بأعمال مشتركة مع الفنانين العرب سواء بالصوت أو الكلمة أو اللحن كما تم عرض على خشبة مسرح البلدية الرئيسي عدد كبير من المسرحيات المحلية التي حظيت بإقبال كبير من الجمهور ودعم من بلدية ظفار حيث تم لأول مرة عرض هذا العدد الكبير من المسرحيات العمانية بمهرجان صلالة السياحي 2009م كما كان هناك إقبال كبير على المحاضرات والندوات الشعرية والأدبية والثقافية التي كان لها اهتمام كبير جدا إدراكا بأهمية هذه الفعالية حيث أصبح الملتقى الشعري من أهم الفعاليات لمهرجان صلالة السياحي ودعمه بالجوائز الكبيرة للحضور مجانا مما يساعد على الإقبال لهذا الملتقى الشعري الكبير والذي تضمن أشهر الشعراء العرب والخليجين والعرب والعمانيين مما دعم الحركة الثقافية وان هناك قاعدة كبيرة جدا لهذه الفعاليات الثقافية ونحن على استمرار لتطوير وتوسيع هذا الملتقى في كل عام اكبر عن العام الذي قبله.
مدينة الألعاب الكهربائية
وقال محمد الرواس من بين الفعاليات الجديدة التي حرصت اللجنة على تقديها الألعاب الكهربائية المتميزة والمثيرة المتمثلة في مدينة الألعاب الكهربائية التي حظيت بوجود ألعاب كهربائية وإلكترونية جديدة تمتاز بالإثارة والمتعة والمرح لمختلف الأعمار من صغار وكبار حرصا من بلدية ظفار على إرضاء كافة الأذواق في مختلف الفعاليات وكذلك في مدينة الألعاب الكهربائية سعيا على تحقيق شعار المهرجان ملتقى الأسرة ولذلك تم جلب لأول مرة العديد من الألعاب الكهربائية الضخمة ولأول مرة في مهرجان صلالة السياحي 2009م ويأتي ذلك في إطار الحرص على التجديد واستقطاب ألعاب جديدة ومثيرة تساعد على إيجاد جو من الترفيه للأطفال والأسر التي تزور مركز البلدية الترفيهي كما أشرت سابقا.
وأضاف الرواس لن مهرجان صلالة السياحي استضاف هذا العام ملتقى للفنانين التشكيليين حيث شارك به عدد من الفنانين التشكيليين العمانيين بالاضافة الى بعض من الفنانين المعروفين من دول مجلس التعاون الخليجي حيث كانت الساحة العامة المخصصة لهم مكانا يتسابق من خلاله الفنانون للإبداع في مجال الفني التشكيلي بأنواعه المختلفة.
تثقيف وتوعية الطفل
وعن قرية الطفل - اللبانة - قال الرواس لقد جاءت القرية هذا العام بثوب جديد حيث احتوت على عدد كبير جدا من الفعاليات والمناشط على الرغم باهتمامنا بالكيف وليس بالكم مشيرا إلى أن مجمل تلك الفعاليات تركز على الجانب التثقيفي والتوعوي التي تخدم الأطفال والأسر بالاضافة الى الشباب القائمين على هذه الفعاليات لهذا العام بشكل عام.
جدوى اقتصادية
وأضاف محمد بن عمر الرواس إن مهرجان صلالة السياحي ذو جدوى اقتصادية مهمة إلى جانب الأنشطة الثقافية والاجتماعية والترفيهية، من خلال الترويج والتسويق الناجح للمهرجان، واستقطاب مختلف المؤسسات والشركات والتي أوجدت جوا اقتصاديا، وقوة شرائية واستهلاكية من قبل زوار المهرجان، كما يظهر البعد الاقتصادي للمهرجان في توفير فرص عمل للشباب العمانيين في مختلف المجالات والتخصصات، وشكل لهم فرصة سانحة لكسب الخبرة وصقل مهاراتهم للانطلاق إلى الأمام، وهذا بحد ذاته مكسب وطني مهم لبلدنا الحبيبة عمان.
كما وفر مهرجان صلالة السياحي فرص عمل كبيرة للعديد من شرائح المجتمع المختلفة، فاستفاد أصحاب سيارات الأجرة، وأصحاب المقاهي والمطاعم، والفنادق والعقارات، والمؤسسات والمراكز التجارية وغيرهم الكثير، بالاضافة إلى زيادة حركة الأشغال في الفنادق وزيادة حركة التسوق.
المهرجان مقصد العائلات
ويشكل هذا المهرجان وسيلة مهمة من وسائل الترويج السياحي الداخلي والخارجي للسلطنة، حيث استطاع أن يشكل مقصدا لمختلف العائلات والأسر العمانية والجاليات الأجنبية، بالاضافة إلى استقطابه العديد من مواطني دول المنطقة، وهذا كله سوف يوجد جوا صحيا وممتازا لإعطاء دفعة اقتصادية متقدمة، تعود بالنفع على الوطن وأبنائه، ويحقق المهرجان الأهداف المرجوة منه، وليحتل مكانا مناسبا بين أقرانه من المهرجانات الخليجية، والعربية، والإقليمية حيث أصبح مهرجان صلالة يشار إليه بالبنان على خارطة المهرجانات السياحية العالمية.
تراث حضاري
وقال محمد الرواس إن عمان تزخر بتراث حضاري وإنساني عظيم رسمته يد العماني الماهر الذي أبدع في تسخير الطبيعة حتى تكون طوع يمينه فاستطاع أن يستفيد من لحاء الشجر فصنع السفن التي عبرت عباب البحار واستفاد من الطين فبنى القلاع والحصون وحفر الأفلاج التي تعبر عن هندسة راقية اندهش لها بعض المهندسين في الوقت الحالي خاصة مع الأدوات التي كانت متوفرة لأولئك الرعيل الذين استطاعوا أن يرسموا بصمتهم ويسجلوا حضورهم الحضاري والثقافي إلى وقتنا الحاضر وأننا حاولنا بقدر الإمكان أن نجسد ما استطعنا في القرية التراثية.
وأضاف الرواس:إن تعدد الموروثات العمانية يدلنا دلالة واضحة على الإرث العماني العريق والمخزون الثقافي والحضاري الكبير الذي لولاه لما استطعنا أن نصل إلى هذا التقدم فكما هو معروف أن الحضارة الإنسانية لا تبدأ من الصفر وإنما تبدأ من حيث وقف الآخرون بمعنى أنها عملية تواصل بين الماضي بكل ما فيه والحاضر الذي بطريقته يحاول الاستفادة من ذلك المخزون في تطور حياته المستقبلية، وما نعيشه ونلمسه ونعتز به من تراث ليس بغريب علينا كعمانيين فنحن أصحاب حضارة عميقة ضربت بجذورها في أعماق التاريخ. وفي هذا الإطار بذلت بلدية ظفار جهدا كبيرا في إبراز الدور الحضاري والتراثي لعمان من خلال فعاليات مهرجان صلالة السياحي 2009م الذي تقيمه كل عام حيث عملت على إنشاء القرية التراثية والمشاركة بها في الحدث العماني الكبير وقد جمعت فيها المورثات العمانية في مكان واحد ضاربة بذلك أروع الأمثلة في حفظ التراث العماني.
تسويق المنطقة سياحيا
وقال محمد الرواس: إن مهرجان صلالة السياحي وشقيقه مهرجان مسقط يعدان دعامتا أساسيتان لتطور السياحة العمانية ويعززان الاقتصاد الوطني العماني، إن الجهات الحكومية ومن بينها وزارة السياحة ووزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام والشرطة السلطانية والهيئة العامة للحرف اليدوية وجمعيات المرأة العمانية بمحافظة ظفار والهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية أسهمت بشكل كبير في دعم فعاليات المهرجان وتعتبر الرياضة واجهة إعلامية ودعائية للمهرجان فقد تم التركيز على إقامة بعض الفعاليات الرياضية المتميزة مثل مسابقة الرماية والسنوكر والتنس وسباق الدراجات الهوائية واختراق الضاحية وكرة القدم للأشبال ومباراة ودية بين المنتخب العماني والمنتخب السعودي ومسابقة كرة الطائرة الشاطئية وغيرها من الأنشطة الرياضية الأخرى.