أحد الصحابة رضي الله عنه وهو من أغنيائهم ومن العشرة المبشرين بالجنة واسمه «عبدالرحمن بن عوف» كان صائما وقربوا إليه طعاماً ليفطر فلما رأى بعض أصناف الطعام بكى فسئل لم تبكي؟ فقال لهم بأنه تذكر أخاه مصعب بن عمير كيف كان يعيش في عز ورخاء ثم كيف ترك دنياه ليموت في سبيل الله ولم يجدوا كفنا له!!.. هكذا كان الصحابة يقدرون نعمة الله عليهم، وبعض البيوت اليوم تصنع طعاماً للإفطار ما يرمى منه للقمامة، أكثر مما يؤكل، فهلا عرفنا قيمة هذا الطعام، لا بأس بالأكل مما أحل الله وهنيئاً مريئاً للصائمين حين فطرهم لكن الاسراف فوق الحاجة أمر يذمه الشرع ولا يقبله العقل، {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}.
*****
لا بأس أن يأخذ الواحد منا أبناءه وأطفاله المميزين إلى المسجد ليعودهم عليه، وما أجمل أن يقف الصبي بجانب أبيه في صف الصلاة ليتربى على حبها، لكن المشكلة أن يأتي الكثيرون بأطفالهم إلى المسجد ليقضوا وقت فراغهم في اللعب والصراخ داخل المسجد وخلف المصلين أنا لا أمنع الصبيان من المساجد ولكن الصبي المميز الذي يحترم المسجد ويعرف آدابه ويقف في الصف مع أبيه أو يجلس في الخلف بأدب واحترام لبيت الله هذا الذي يؤخذ للمساجد أما العابثون بالمسجد والذين يتخذونه ساحة ألعاب وترفيه ومسابقات فهؤلاء لو تركوا في البيت لكان خيراً للمصلين وللمسجد والمسجد إنما وضع للصلاة وقراءة القرآن والذكر، ولا يجوز رفع الصوت والتشويش على المصلين ولو كان بالقرآن فكيف بلعب وعبث الاطفال؟! ومن تحججت بعدم وجود خادمة أو شخص في البيت يرعى أطفالها فأنا أنصحها بالصلاة في بيتها فهو خير لها، ولها الأجر على نيتها الصادقة.
*****
مسلسل بعد الظهر وآخر قبل العصر وقبل الافطار وثالث وبعد الافطار، رابع، أول الليل مسلسل وأوسطه مسلسل وآخره مسلسل! فماذا بقي للعبادة والطاعة؟! هل هذا الشهر شرعه الله للمسلسلات وبرامج السخرية والاستهزاء؟! أم أنه شهر القرآن والذكر والمساجد والصلاة والعبادة والدعاء؟! من الناس من ختم القرآن مرة ومرتين ومنهم من لم يتجاوز سورة البقرة، ومنهم من لم يبدأ أصلا بقراءة القرآن!! فهل يصح أن يقابل العبد ربه بالمسلسلات بدل القرآن والعبادات وهل الاستهزاء والسخرية على الناس بات أمرا مشروعاً في رمضان ويقضي الناس فيه أوقاتهم؟! فلنعد حساباتنا ونعلم أنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
*****
ما شاء الله عليها لبست الحجاب وشع من وجهها نور الإيمان توضأت وتطهرت وخرجت الخطايا منها، أخذت مصحفها بيدها، توجهت مبكرة إلى المسجد البعيد لتشهد صلاة العشاء، ثم صلت التراويح كاملة ودعت الله وأخذت تبكي، ثم انصرفت مع المصليات وركبت سيارتها بسترها وحجابها ورجعت إلى بيتها….فجأة… خلعت حجابها!! لبست لبسا لا يرضاه الله جل وعلا، كشفت رأسها وشعرها وساعديها وربما ساقيها، تجملت وتزينت وتعطرت وتبرجت، ركبت السيارة وخرجت أمام الناس وذهبت إلى الأسواق يراها كل من مر عليها!! أليست هيه الفتاة نفسها؟! نعم والله!! أليس الله الذي صلت له في المسجد ودعته وسجدت وركعت له ولبست الحجاب من أجله هو الرب الخالق الذي يراها هكذا في السوق؟! نعم..فما تفسير هذه الظاهرة؟!
أنا لا ادعو الفتاة لترك الصلاة حتى لا تتناقض، أبداً.. فالصلاة نور وخير وتكفر السيئات لكنني أدعوها للثبات والاستمرار والاستقامة، وليكن رمضان فرصة للتغيير والحجاب الشرعي الحقيقي أمر فرضه الله على كل مسلمة ولا يحب الله لأمته إلا الستر والحجاب والعفة، فلنبدأ هذا الشهر بالعودة إلى الله ولبس الحجاب، والله يحب التائبين المقبلين عليه.
*****
الومضة «الثانية والخمسين»: قال «ثابت البناني» رحمه الله «ما شيء أجده في قلبي ألذ عندي من قيام الليل»
أخطاؤنا في رمضان ( للشيخ نبيل العوضي )
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
