معاناة المرحومة الاستاذة الفاضلة " فاطمة المزيني" مع مسؤلي مدرستها والمديرية..
" أخي القارئ الكريم .. إذا شاركت في تغسيل و تجهيز أحد قاربك او معارفك..
ثم جلست مع اهله في العزاء..فتذكر في نفسك .. أنك اليوم مغسل و غدا تغسل ..
و اليوم حامل مع الاربعة.. وغدا أنت المحمول ... وغدا يصلى عليك ...
و اليوم تهيل التراب على فقيدك العزيز.. وغدا يهال عليك التراب...
و اليوم تعزى في عزيزك .. و غدا يعزى عزيزك فيك ..
فاستعد لنلك اللحظات .. و اعلم ان السفر طويل ..
وان الزاد قليل .. و ان العذاب وبيل .. فتزود بزاد التقوى ..
و اعلم أنه خير زاد .."
عندما تطغى مصلحة العمل والمصالح الشخصية والالتزام المبالغ
في اتباع القوانين الوضعية تكون النتيجة قلوب بلا رحمة
و التضحية بأناس قدموا من العطاء الكبير
دون ان يكون لهم التقدير الذي يستحقونه...
وتتجلى هذه الحقيقة في موقف انساني يهز كل القلوب
التي تنبض بالانسانية ..
بعد 13 سنة من العطاء المتواصل والجهود المبذولة لاداء عملها على اكمل وجه
13 سنة من التفاني في عملها الذي يشهد عليه الجميع
سواء أكان زميلات في المهنة او اداريات او مشرفات او اولياء أمور
او حتى طالباتها اللاتي يحملن لها كل الحب و التقدير كأخت
وكقدوة وكمعلمة مخلصة..
ومنذ 7 سنوات بدأت معاناة هذه المعلمة القديرة مع مرض السرطان
وبدات رحلتها الطويلة والمتعبة في المقاومة والكفاح
لتحيا و تؤدي عملها بدون ان يؤثر مرضها سلبا على عطائها..
وكانت رحلة ملؤها الالم والحزن والترقب مما هو قادم
رحلة عاشتها بمفردها وهي تكابد الآمها
في نفس الوقت الذي كانت فيه تبتسم وتعطي وتربي بكل اخلاص
ولانها ومن باب مراعاة الاخرين لم تشا ان يطلع أحد على تفاصيل مرضها
فكانت تكتم ألمها ومعاناتها فتبدو زهرة يانعه
تعطي من رحيقها كل من يريد
في حين أنها كانت تتهيأ جسديا و نفسيا للنهاية المحتومة
كل هذا لم تجد مقابله إلا التجاهل التام وإتهامات التقصير المتتالية
في مدرستها لم تجد المساعدة المتوقعة من الادارة
التي لم تراعي ضعف جسمها وقوتها
بل كانت تقوم بتدريس نصاب من الحصص اكثر مما تستطيع
في حين أن غيرها من المعلمات وبدون سبب مقنع
يستمتعن بأنصبة قليلة جدا في الجدول المدرسي
ولآنها كانت في دوامة إجازات مرضية مستمرة
فكان الهم الأول للادارة هو :
" أين التقارير الطبية ..؟؟"
" وماذا بالنسبة للجدول المدرسي ...؟؟"
" ومن سيكون البديل في التدريس ..؟؟"
وغيرها من الاسئلة التي يقابلها سؤال مصيري
يتردد في عقلها " ماذا سيكون مصيري ..؟؟"
و في المديرية العامة للتربية والتعليم بصحار لم يكن الوضع أفضل
بل بالعكس كان تجاهل وضعها الصحي الصعب دائما
و كانت التقارير التي ترسل لهم بلا عدد
وكلها لم تجدي نفعا لتلفت انتباه قسم التخطيط وقسم اللغة الانجليزية
لمعاناة هذه الاستاذة الفاضلة
و النتيجة أن تلك القلوب المريضة
تلقت خبر وفاتها بكل أسف و حسرة ..
فأين كنتم عندما كانت تطلب المساعدة ..؟؟!!
و أين كانت قلوبكم عندما كانت تستجدي رحمة ورأفة بحالها ..؟؟!!
رحمها الله وغفر لها وأجزل لها الثواب على اعمالها الخيرة ..
وعسى الله أن يجازي تلك القلوب السوداء بما تستحقه من الاجر..
فمن يدري لعل يكون الجزاء من جنس العمل ..؟؟!!
منقووووول
التعديل الأخير تم بواسطة Vague ; 28-03-2011 الساعة 11:11 AM.
|