موضوعك في قمة الروعة أخي نجم العصابات((النائب)) ، وقمت بتثبيته بناء على طلب أستاذنا الجليل الثلج الملتهب ..
من خلال قراءتي للتاريخ في فترة نشوء الحضارة العربية كانت هناك قوتان تسيطران على الحركة السياسية والثقافية في تلك الفترة الدولة الرومانية والدولة الفارسية ونشر الديانات في أرض العرب وتأثر بعض العرب بهذه الديانات والصراع القائم على بسط دياناتهم وبالتالي ثقفاتهم الرومية والفارسية على السواء ، وقد تأثر بعض زعماء العرب بذلك وأثروا في أقوامهم حيث نجد عمرو بن لحي رئيس خزاعة الذي يعتبر من من أكابر العلماء والعظماء ذو كلمة مسموعة ورأي سديد حيث سافر لبلاد الشام وشاهد أهلها يعبدون الأصنام ، وتأثرت الثقافة الشامية بعبادة الأصنام فنجده الرئيس عمرو بن لحي يأتي بصنم اسمه هبل ويضعه في جوف الكعبة قبلة المسلمين الذين كانوا على ديانة سيدنا إبراهيم وولده اسماعيل عليهما السلام فدعا قومه فأجابوه ثم ما لبث أن أهل الحجاز أيضا أطاعوه في التعديل الجديد الذي بدأ تظهر فيه أشياء جديدة كالقرابين والأحكام الدينية الجديدة سواء كدين أو كتعامل اجتماعي بالأشياء من حولهم كالبحيرة والسائبة والوصيلة والحامي والقسم بالازلام وإيمانهم بأقوال الكهنة والعرافين والمنجمين وتشاؤمهم ( الطيرة ) على الرغم ببقايا الباقية من دين سيدنا إبراهيم عليه السلام .. وهكذا انتشرت عبادة الأصنام ووتأثرت الثقافة العربية بها حتى عند فتح مكة وجدت 360 صنما .
وغير ديانة الشرك بالله وعبادة الأوثان وجدت اليهودية والمسيحية والمجوسية والصابئة ، حيث كان العرب أيضا تأثروا بالديانة اليهودية بعدما هاجروا اليهود من فلسطين إلى الحجاز في عهد الفتوح البابلية والآشورية في فلسطين وقد دمرهم الملك بختنصر سنة 587 ق.م و هجرة اليهود الثانية إلى الجزيرة العربية بعد احتلال الرومان لفسلطين بقيادة بتطس سنة 70م حيث انتشرت اليهودية عن طريق المهاجرين وصارت قبائل يهودية مشهورة مثل خيبر والنضير والمصطلق وقريظة وقينقاع حتى قيل قبائلهم تزيد عن 20 فبيلة ، واليهودية وجدت ثقافة ربوية انتشرت في العرب في اسلوب التعامل في الأموال إلى جانب كل فئة من اليهود تزعزع الرباط العربي القائم في الحياة البادية لدرجة وصلت اليهودية إلى اليمن أيام تبان أسعد أب كرب .
حتى جاء الرومان واحتلوا الحبشة وانتشرت المسيحية وبعد ذلك تأثروا أهل الحبشة بالمسيحية وبدأوا ينشرونها في اليمن نتيجة احتلالها سنة 340م وانتقلت إلى نجران عن طريق المبشر فيمون وبعد ذلك بدأ الأحباش يصرفون الناس عن الذهاب إلى حج البيت الحرام فأقام أبرهة كنيسة باليمن اسماها الكعبة الثمانية وجهز جيشا لهدم الكعبة المشرفة إلى أن حماها الله عز وجل كما قصته علينا سورة الفيل .
أما المجوسية فقد انتشرت في العرب المجاورة للفرس في العراق والبحرين ومنطقة الاحساء وسواحل الخليج العربي وما تشمله من أنماط الحياة وثقافية تندرج تحت الحياة المجوسية .
أما الصابئة فكان قد تأثر بها الكلدانيين قوم إبراهيم عليه السلام ودان بها الكثير من بلاد الشام وبعض الأماكن باليمن وبدأت هذه الديانات تتنافس حتى تضعضعت الصابئة وبقت الديانة اليهودية والنصرانية تتنافس من اجل انتشارها .
على الرغم من رضوخ العرب تحت هذه الديانات وهذه الهيمنة الثقافية حتى مجيء الاسلام بقوا بخصالهم وبقوا يقاومون مدها فنجد الثقافة العربية من أجمل الثقافة وقد انتشر الأدب العربي والشعر الراقي حتى انتشرت المذهبات والأسواق التي بقت مثل ما هي عليه بتلك العروبة الأصيلة والبادية التي تضم أفصح الألسنة ثم نزل القرآن الكريم ليحافظ على كينونة العرب واللغة العربية ستبقى لأن الله عز وجل تكفل بحفظها وبالتالي بقى منبع الثقافة العربية تميز الثقافة العربية مهما انتشرت العولمة .
هذه العولمة الإستعمارية وجدت فقط لتخدم الشعوب الغربية وتصهر الموروثات الثقافية للشعوب الأخرى وهذه فكرة يهودية صهيونية بأنهم شعب الله المختار المتميز بالأفضلية .. فكرة غرورية وجدت لتمحي كل ثقافة مناوئة لها وفكرة العولمة فكرة استعمارية شاملة للثقافات والديانات والاديولوجيات المختلفة تلك السمات التي بقت رواسبها من قبل مجيء الإسلام وتكاد في وقتا الحاضر تسيطر على كل أنماط حيانتنا .
لكي نقاومها يجب التمسك بكتاب الله عز وجل ونشر ثقافتنا عن طريق مختلف وسائل نشر المعرفة ونكون خير أمة اخرجت للناس بتقوانا وأخلاقنا والمباديء التي نشأنها عليها بحب الله عز وجل وبحب أوطاننا وما يشمله من مقاومة شاملة لكل ما يخالف المباديء التي جعلها الله ورسخها فينا وتلك الفطرة التي تربينا عليها في ظل الثقافة الإسلامية .
ألف شكر لك نجم العصابات((النائب)) ودئما للأمام ..
التعديل الأخير تم بواسطة القلم الحزين ; 25-01-2006 الساعة 04:13 PM.
|