هنا احببت ان اضيف الرسالة الاتية التي ارسلها الزوج الى الى وزير التربية والتعليم والتي وصلتني عبر الايميل
تحاكي واقع المدرسات وحالتهن في البيت :
رسالة من زوج معلمة الى وزير التربية والتعليم الموقر:
معالي وزير التربية والتعليم الموقر..
أكتب إليك الساعة و زوجتي عن يميني أمام التسريحة... لا تقوم بعملية التزين والاهتمام بالمنظر العام لا ولكن تقوم بعملية تزيين أوراق التربية وبحوثها وتمشيط أسطرها بعينيها المرهقتين وبقلمها الأحمر...كومة -لا أبا لك- من الأوراق مرهقة الذهن والأذن في المرة الواحدة حتى إنها لا تجد وقتا لأسرتها ولا لأولادها فضلا عن نفسها...
تعلم معاليكم وأنت الخبير أن المشروع الناجح لا بد له من ثلاثة أركان رئيسة: هي الموضوع المناسب والوقت الكافي والمناسب والموظف المناسب, وأرى أن الخلل يدخل وزارتكم والفشل يلف مشروعكم من قبيل أن المدة والكم المطلوب غير مرتبطين....فبين حصص تعليمية وتصحيح للأنشطة وكثافة للمادة المصححة مع البحوث والأنشطة الخارجية والداخلية للمدرسة, يطالب المعلم بالقيام بجميع ذلك, وقد أعطي من الوقت ما لا يكفي لنصفه..
لقد اختربت بيوتنا من جهتين, من جهة الطالب الذي يعاني من الكم الهائل من الواجبات والأنشطة والبحوث المطالبة حتى أصبح المخرج من ذلك السرقات وشراء البحوث الجاهزة "ببيسة" وفي المكتبات وعلى "المفتشر" فقط بتغيير الصفحة الأولى التي تحمل أسماء متعددة لبحث واحد, وهو لا شك تخريب وتضييع لجيل بل أجيال كاملة وإعدادها لتكون خبيرة رسميا بالسرقة ولذتها والانتحال للبحوث والكتابات وقد وجدها الواحد منهم مخرجا في حال الخنقة وقد جربها وأعطته الوزارة على ذلك درجات ترفعه في مجتمعه, وقد تعود بالتالي على الخلل الفكري والاتكال مع الخواء الذهني، و كم من الأجيال التي تتخرج من المدارس و لا يحسنون القراءة و الكتابة!! و وزارة التربية تزوّر الحقائق بأن التعليم في السلطنة يتقدم، بأي منطق هذا؟!!..
أما الجهة الثانية فهي أخواتنا وزوجاتنا بل حتى أخواننا بالنسبة لأسرهم, يحملون على أكتافهم من الأوراق التي تأكل وقت الأسرة و الأطفال والأخوة الصغار ما يسبب في خلل نفسي و مادي للأسرة و من ثم للمجتمع...فزوجتي عندها الظهر والرقبة وغيرها من كثافة ما تصحح وما تكبس من رأس و تمد من قدم...و أولادي فقدوا أمهم بين أوراق وزارة التربية في أنصاف الليالي و في العطلات...يبحثون عنها كل صباح و وقت النوم فلا يجدونها, أما أبوهم فلا حول له إلا محاربة الظل والتسكع بين المنتديات...والمخاطبات لمعاليكم والمراسلات...
معاليكم، إن توجه وزارتكم ستؤدي إلى زيادة حال الانفصال الأسري لا محالة وبالتالي أزمات متزايدة للأطفال مع آباءهم, كما و ستؤدي إلى كساد وظيفة معلم أو معلمة حتى من الناحية الاجتماعية و الزواجية...ليقول لها زوجها أما أنا والبيت وأما وزارة التربية و مشاكلها....وليقول الخاطب...لا أريد معلمة فهي متزوجة من وزارة التربية وأولادها أوراقها...أو إن كان ولا بد اتركها وحل شعرها و رأيها وآخذ واحدة ربة بيت ما تأتيني بأوراق ولا بإرهاق ولا بلاوى وزارة التربية ومشاكلها...
باختصار، لكم معالي الوزير الوقت الذي حددتموه في مدارسكم, و زوجتي وأختي وأخي يكونون للمجتمع و لأسرهم بعد ذلك, وشخصيا لن أسمح لزوجتي بإحضار ورقة مدرسية إلى البيت وأفعل ذلك لمصلحة أسرتي الصغيرة أولادي و إخواني الصغار و لمصلحة أسرتي الكبيرة (الوطن) أيضا, إذ يظهر أن الوزارة تظن أن المدرسات فاضيات فلتعلم الوزارة إذن أنها أشغلتهن حتى عن بيوتهن, و لتعلم الوزارة (الفاشلة) أيضا أن لها وقتها فقط فلتقس كمياتها ومشاريعها (الفاشلة) على قدر وقت المدرسة, وتترك الأحلام البرجوازية التي لا تكون إلا بتحضير الكادر والوقت الكافي لها, والتي سيكون لها أثر عكسي لو اختل أمرها فكان الوقت غير كاف أو الزمان غير مناسب...
لا لأوراق ومشاريع وبحوث وزارة التربية خارج سورها....فلتمد الوزارة لحافها على قدر أرجلها أو لتوظف للمشاريع كادرا خاصا ولتعط للطلبة وقتا مناسبا.....إن كانت تريد العدل والرقي بالمجتمع, فيكفينا مخرجات الأعوام الماضية, فلتة في العولمة وخيبة في المكنون والمخزون الإنساني والفكري والأخلاقي والتحصيل العلمي....!!!
زوجتي أختي ابنة عمي جارتي ..... حتى لا تخسرن إنسانيتكن ولا أسركن ولا مستقبلكن فاسمعن لي...
وقت المدرسة محدد داخل سور المدرسة ومشاريعها تكون داخل أسوارها, فلا تخرج الواحدة منكن بورقة منها إلى بيتها, وذاك حق الوزارة عليكن حتى يعلم المقررون الخلل في مشاريعهم ونظامهم التربوي فيصلحوه ويقيسوا قياسهم لذلك, وذلك حق لأسركن حتى لا تضيع بيوتكن وأزواجكن و أخوانكن, فتأتي الواحدة نضيجة لا " خلق " فيها لأولادها ولا وقت لهم معها ولا مع زوجها, وذلك حق لمجتمعكن والوطن, فلا يصلح الأمر إلا بالتفاعل ولا يسمى امتصاصكن لما تضخه وزارة التربية عليكن على حساب بيوتكن جهاد بل هو جهل وتجاهل وخرف وخلل, لا يؤدي بالمجتمع إلا إلى الهلاك...