مكاتب تأجير السيارات تستغيث .سياراتنا تسرق .. ونطالب بتشريع يحمينا
مكاتب تأجير السيارات تستغيث:
سياراتنا تسرق .. ونطالب بتشريع يحمينا
أحمد العبري: ثلاث سيارات تمت سرقتها ولم أعثر على أي منها حتى الآن
طالب عدد من مسؤولي مكاتب تأجير السيارات في السلطنة بإيجاد تشريع خاص يحميهم من الاستغلال الذي يقعون فيه نتيجة قيام بعض المستأجرين بسرقة السيارات او قطع غيارها او عدم دفع قيمة التأجير او استخدام السيارات في (التفحيص) وغيرها من الممارسات التي تكبدهم خسائر جسيمة.
وقالوا في لقاءات اجراها معهم «عمان الاقتصادي» ان مهنة تأجير السيارات لم تعد اليوم مهنة مربحة بعد ظهور العديد من الظواهر السلبية، في حين ان هدفنا هو تقديم خدمة جيدة لمن يحتاجون الى استئجار السيارات لأي سبب كان.
وناشد اصحاب المكاتب الجهات المعنية بالتدخل لايقاف هذه الممارسات من اجل الارتقاء بالخدمات العديدة التي تقدمها مكاتب تأجير السيارات.
المشاكل ظهرت فجأة
ابراهيم بن محمود بن جواد (من شركة ثمار الجزيرة لتأجير السيارات) يقول: بدأنا العمل في المكتب منذ عام 1990 وحتى الان توجد لدينا 10 سيارات من انواع مختلفة، في السابق كانت مكاتب تأجير السيارات تجارة مربحة وبشكل كبير، لكن المشاكل ظهرت فجأة وخاصة هذا العام.
اختفاء الزبائن
ويضيف: لو تحدثنا عن المشاكل بشكل عام لوجدنا انها تنحصر في نقاط مشتركة تعاني منها بقية المكاتب الاخرى ولعل ابرزها مشكلة سرقة السيارات التي اصبحت هاجسا يؤرقنا بشكل متواصل، حيث يعمد بعض الزبائن الى تأجير السيارة لمدة يومين، ثم يختفي، وبين شد وجذب تطول المدة لاشهر، بعض المستأجرين يعمد الى تغيير ارقام هواتفهم حتى ينقطع خيط التواصل بيننا وندخل في دوامة البحث والتحري عن السيارة ومصيرها المجهول. البعض الاخر يسعى الى المماطلة وعدم دفع المبالغ التي عليه.
ويضيف: قد يقول قائل: لماذا لا تلجأون الى الشرطة او المحكمة ؟ هذه وجهة نظر سليمة ولكن كلنا يعلم ان الاجراءات القانونية تستغرق وقتا طويلا يمتد الى اشهر اضف الى ذلك رحلة العناء التي تجعلنا نفكر الف مرة قبل الاقدام على مثل هذه الامور وخاصة فيما يتعلق بالمحكمة.
فتح كيلومتر السيارة!
ويضيف: للأسف الشديد لا يوجد قانون صريح يحمينا من هذه الامور وبالتالي فإننا اكثر عرضة لمواجهة مثل هؤلاء الاشخاص الذين لا هم لهم الا المشاكل مشيرا في سياق حديثه الى انه من بين المشاكل الاخرى التي يتعرض لها بصفة دائمة هي اساءة استخدام الامانة على اعتبار ان السيارة المستأجرة امانة في عنق المستأجر ايضا بعض المركبات تتعرض الى حوادث مرورية مروعة بسبب السرعة الزائدة وعدم اتباع سلوكيات المرور وهذه النقطة تشكل دائرة متكاملة لوحدها ايضا بعض المستأجرين يتحايل علينا بشكل غريب حيث يعمد الى فتح الكيلومتر الخاص بالسيارة حتى لا يدفع الكيلومترات الزيادة حسب ما هو متعارف عليه وهو 200 كيلومتر في اليوم، والزيادة عن هذا الرقم يتم احتساب الكيلو متر بـ 50 بيسة.
ويضيف: بعض المستأجرين يماطل في دفع المقدم او كما يسمى (العربون) وليكن مثلا 50 ريالا بدعوى انه لا توجد لديه سيولة في الوقت الحالي ويتعهد عندما يرجع السيارة يدفع كل ما عليه ولكن للاسف تحدث الكثير من المشاكل بهذا الخصوص.
ويستطرد قائلا: في الوقت الحالي تبلغ مستحقات المكتب المترتبة على بعض الزبائن اكثر من 1000 ريال واحيانا نتوسل الى البعض الاخر حتى يرجع السيارة لانه يتعلل بانه ليس لديه المبالغ المطلوبة.
3 سيارات مسروقة!
ومن جهته يتحدث احمد بن سعيد العبري (من مكتب الذهبي لتاجير السيارات) قائلا: اعمل في مجال تأجير السيارات منذ اكثر من ثلاث سنوات ولدي 12 سيارة وبصدق هذه المهنة اصبحت من المهن الصعبة التي تحتاج الى نفس طويل وسعة صدر لكثرة المواقف التي نواجهها بشكل متواصل حيث ان السلطات المختصة ترفض ان يتم حجز البطاقة الشخصية للشخص المستأجر وانما الاكتفاء بصورة فقط وبالتالي بعض الزبائن يهرب بالسيارة ولا يرجعها، المشكلة التي نواجهها تكمن في عدم معرفة عنوان المستأجر بشكل دقيق حيث ان البطاقة الشخصية غير مدون بها العنوان الكامل اضف الى ذلك اجراءات البحث تستغرق وقتا طويلا واذا لجأنا الى المحكمة فلا بد من دفع 30 ريالا كرسوم ادارية وفي النهاية ننتظر اشهرا طويلة دون جدوى.
ويضيف: لقد تعرضت حتى الان الى سرقة ثلاث سيارات و لم اجد أي واحدة منها اضف الى ذلك ان المكتب يدفع بشكل شهري اقساط لوكالات السيارات كما ان الكثير من المستأجرين يستخدمون السيارات بشكل غير سليم فكثير ما نشاهد هذا عندما نستلم السيارة وان كان الفحص الذي نقوم به مبدئي وغير دقيق لكن بشكل عام نلاحظ آثار الاستخدام الخاطئ للسيارات.
ويضيف: اسعار التأجير متفاوتة وذلك حسب نوع وموديل السيارة وهي تبدأ في الغالب من 9 ريالات في اليوم وايضا حسب الزبون والمدة المطلوبة.
وقال: انني ومن خلال هذا التحقيق اضم صوتي الى زميلي السابق واتمنى من الجهات المختصة ان تشرع قانونا يضمن حق مكاتب تأجير السيارات خاصة وان الكثير من المستأجرين يأتون وهم على علم بحيثيات القوانين التي لا تلزمهم بشكل صارم.
سيارات مفقودة والاقساط باقية
وقد توجهنا الى مكتب مؤسسة وسام الجزيرة لتأجير السيارات حيث حدثنا مصطفى بن راشد البلوشي عن بعض ما يعانيه بشكل يومي في هذه المهنة حيث يقول: بداية تم تأسيس هذا المكتب قبل خمس سنوات - ولله الحمد - لدينا نحو 40 سيارة تم سرقة 4 سيارات منها في ظرف 3 سنوات وطبعا كل تلك السيارات لا تزال تحت قيد الرهن لشركات السيارات ومع هذا فنحن مستمرون في هذه المهنة التي اعتقد ان مشاكلها كثيرة لكن بالمقابل نؤمن بان كل مهنة لها منغصاتها وصعوباتها التي لا تنقضي.
ويضيف: لو تحدث عن الملاحظات التي استوقفتني طويلا لقلت بان البعض يعمد الى تكسير السيارة التي بين يديه وكأنها لعبة يتسلى بها في الشوارع ايضا الاستخدام السيئ والمبالغ فيه وهذا يتضح عندما نقوم بفحص اطارات السيارة والاجزاء المهمة فيها.
600 ريال مساهمة التأمين
اما سعيد بن نايع البلوشي من (مكتب الجزيرة لتأجير السيارات) فيقول: في هذه المهنة اصبحنا نتوقع كل شيء من الزبائن بالطبع ليس الكل ولكن نقصد الفئة التي لا تراعي الذمة والضمير فكثيرا ما تصادفنا العثرات فمثلا: يتم تغيير اطارات السيارات الجديدة باخرى مستعملة او استبدال البطاريات الجديدة بالقديمة وامتد التخريب لتغيير ماكينة السيارة بالكامل بأخرى قديمة وهناك اشياء اخرى تتعلق بقطع غيار السيارة مثل جهاز التسجيل والمصابيح وغيرها.
ويضيف: بعض ورش تصليح السيارات تقوم باستقبال سيارات التأجير التي وقع عليها حادث وذلك دون الحصول على اذن من قبل الجهات المختصة مع العلم بان التأمين على هذه السيارات باهظ الثمن، والنقطة المهمة ان بعض المستاجرين الذين تقل اعمارهم عن 25 سنة يدفعون 600 ريال مساهمة لشركات التأمين كمساهمة في حال وقوع حادث لسيارة وكثيرا منهم لا يدفعون ونواجه نحن المشاكل بهذا الخصوص.
الامتناع عن السداد
ومن جانبه يشير اسحاق بن خلفان الوهيبي من (مكتب رفوف البحر للتجارة) الى انه لم يتعرض الى سرقة أي من سياراته لكنه تحدث عن الصعوبات التي يواجهها بشكل مستمر وتتمثل في امتناع بعض الزبائن دفع المستحقات التي عليهم للمكتب ايضا الاهمال واعمال التخريب التي تتعرض لها السيارات المستأجرة.
ومن جانب آخر يقول ابراهيم بن سعيد الرحبي من (مكتب الاصدقاء لتأجير السيارات): منذ سنة فتحنا هذا المكتب ولدينا حاليا 25 سيارة منها واحدة مفقودة وهي طراز 2008 وحتى الان مر على فقدانها اكثر من شهر ونصف الشهر والمستأجر للسيارة امرأة ولا نعرف عنوانها او أي معلومات عنها. ويضيف: لقد تعرضنا في السابق الى حوادث اخرى كلفتنا الآف الريالات وحاليا لدي ثلاث سيارات في التصليح والمستأجرون يرفضون دفع المبالغ بحجة انه ليس لديهم (فلوس).
|
العرض العادي
