للساحل الشرقي في دولة الإمارات من السحر والجمال ما أورث أهله عشقاً وحباً مميزاً للبحر وركوبه، والغوص في أعماقه والصيد من خيراته... وما يميز هذه المنطقة أنها تزخر بالكثير من أجود أنواع الأسماك المستخرجة من خليج عمان والتي جعلت أهل الساحل يبتكرون الأساليب المتنوعة للاحتفاظ بها حتى قدوم فصل الشتاء حيث يقل الصيد.
ومن الطرق المشهورة في المنطقة للاحتفاظ بصيد الصيف الوافر صناعة المالح التي يتميز بها أهالي الساحل الشرقي الذين ينتقون أجود أنواع الأسماك لمعرفتهم الشديدة بأفضل أنواع اللحوم التي تستطيع ان تقاوم الحرارة وتحتفظ بخصائصها لفترة طويلة دون ان تفسد.
وتعد أسماك الكنعد من أفضل الأنواع وأشهرها التي يلجأ الصيادون إلى تخزينها حيث تصل أسعارها إلى 100 درهم في بعض المواسم، ويتم استخدامها في إعداد المالح حتى يصل سعر العلبة إلى 350 درهماً، أما سمك القباب فهو قريب بخصائصه من سمك الكنعد لذلك يلقى إقبالا كبيرا من قبل أهالي الساحل والزائرين لسعره الجيد وطعمه الطيب.
وقد بدأ موسم صناعة المالح في الساحل الشرقي بعد ان توافرت اسماك القباب بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة وبات الإقبال عليه كبيرا ، ليصل سعر القطعة الصغيرة إلى 8 دراهم والمتوسطة إلى 25 -30 درهماً حيث يمتاز بلحمه الشهي والطري الذي يعرف عنه تماسكه لفترة طويلة ويستخدم بكثرة في صناعة المالح.
خبرة الأجداد
محي الدين - صياد هندي ولديه خبرة تمتد لأكثر من 30 سنة في صناعة المالح بعد أن تربى على أيدي أصحاب المهنة الأصليين من مواطني المنطقة وتشرب أصول صناعتها، فبات المواطنون يثقون فيه حتى اشتهر عنه صناعته للمالح بسمك القباب.
أشار إلى أن القباب أفضل الأنواع بعد سمك الكنعد ويعد الأنسب في السعر والطعم الجيد، حيث يقوم في الوقت الحالي بشراء قطعة سمك القباب الصغيرة بحوالي 6 دراهم بسعر الجملة ثم يقوم ببيع القطعة الواحدة بعشرة دراهم .
بعد ان يقوم بتنظيفها ووضع الملح عليها بكميات ثم تخزينها بصورة صحيحة لفترة تقارب ال40 يوما حتى يتشرب السمك الملح ويتحول لون اللحم إلى الأحمر فيصبح جاهزاً للأكل، ويتحمل فترة تخزين تصل إلى قرابة الستة أشهر إن تم الاحتفاظ بها بشكل مناسب في مكان وتهوية جيدة .