وعليكم السلام يا طموحة،
موضوع واقعي يخصنا جميعا وعلينا دراسته بروية والتعامل معه بحكمة وفق ما يقتضيه الموقف وما تقتضيه طبيعة التركيبة الفيزيولوجية والذهنية للطفل.
صحيح أن عالم البراءة يغلب عليه اللعب الذي يستهوي الأطفال ويستنفذ كل طاقاتهم الحرارية غير آبهين بشيء لأنه في نظرهم الطفولي المفعم بالعفوية والبراءة هم فقط "يلعبون" لا أكثر ولا أقل، ومن يمنعهم من استمتاعهم بذلك "الحق" الطفولي فقد اعتدى على عالمهم الوردي الخاص.
حتى نحن الكبار نريد اللعب أحيانا لأننا محتاجون لذلك ومحتاجون أن نسترجع جزءا من عالم طفولتنا البريئة ألا يقال أن في شخصية كل رجل كبير هناك طفل صغير يخرج للعب من حين إلى آخر ؟
البداية تكون من الوهلة الأولى للتنشئة الاجتماعية للطفل والتي تقتضي من الوالدين مسايرتها درجة بدرجة، حيث ينبغي تقديم تفسيرات بسيطة حسب إدراك الطفل حينما نقوم بأي إجراء يراه هذا الطفل غريبا وغير مألوف، كما يجب الإجابة على استفهاماته دون التهرب منها أو تحويل مجراها إلى محور آخر.
ويعتبر فصل الأبناء عن الذكور وفق المنهج النبوي الحكيم أهم عامل لتجنب اشتعال الفتيل الموجود على برميل بارود غير مرئي ومؤهل للإنفجار في أية لحظة.
ولذا المطلوب توجيه الفطرة الطفولية إلى اتجاهها الصحيح بأن يلعب كل جنس مع بني جنسه (الذكور مع الذكور والإناث مع الإناث)، في زمن عمري معين – كما تناول ذلك أختي Orient وأخي Comander ، أي عند بداية التغيرات الفيزيولوجية والفكرية للطفل.
وأشير أنه في وقتنا نحن –إن صح التعبير- حينما كنا صغارا، ربما نصف أنفسنا أننا كنا "نوايا" لا نعرف الكثير من الأمور بدليل أننا عندما كنا ندرس بالإبتدائى ويعاقبنا المعلم، يجعل كل واحد منا يجلس مع فتاة، وكل طرف يخرج رجليه من الجهة الأخرى للطاولة ونحاول الابتعاد قدر الإمكان وكنا نرفض بشدة أن نجلس مع غير نوعنا الجنسي.
لكن الأجيال هذه، كأنها تولد دارسة لكل شيء وتعرف كل شيء ولا تختفى عليها خافية –سبحان الله-
تجد الصغار يتحدثون في أمور لا تصدق وتصوروا أن طفلا بالابتدائي لم يتجاوز عمره التاسعة يتبادل مع زميلته في الصف الرسائل الغرامية ويكلمها في الحب وربما يحدثها وتحدثه عبر الهاتف النقال.
هذه أمور واقعية لا يمكن تجاهلها.
طبعا الذي أدى إلى كل هذا هو التأثر بالمحيط وتأثير وسائل الإعلام على المجتمع بدليل أن بعض الأطفال كانوا ولا زالوا يهربون من المدرسة (والأولياء غافلون أو متواطئون)، قلت يهربون من الدراسة من أجل مشاهدة الرسوم المتحركة وحتى المسلسلات المدبلجة (وأذكر جيدا مسلسل كاسندار)الذي أحدث زلزالا في مجتماعتنا العربية.
ومن جهة أخرى، تطرح إشكالية تدريس الثقافة الجنسية لدى الطفل ولا زلنا نتردد في حسم الموضوع من الناحية العقائدية والاجتماعية.