السلام عليكم..
::
::
شكرا أخي "نور البدر" على هذا الموضوع والذي يصب هو أيضا في خانة تأثير برامج التلفزيون ووسائل الإعلام بصفة عامة على المجتمع.
::
وقد طرحت موضوعا يخص شريحة حساسة ألا وهي الأطفال..
::
ونعرف جميعا مدى تعلق أطفالنا ببرامج التلفزيون خاصة الرسوم المتحركة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتهم حيث تأخذ حيزا كبيرا من وقتهم..إلى درجة أن ترى الآباء يشتكون من استحواذ أطفالهم على الشاشة ويجبرونهم على مشاهدة البرامج معهم أو يضطرونهم لاقتناء أجهزة جديدة، واحد لهم لتتبع الأخبار وآخر للأمهات والبنات لمتابعة المسلسلات وحصص الطبخ وآخر للشباب لمشاهدة أفلام الحركة والبرامج الرياضية !!!
::
::
ونحن للأسف الشديد بطريقة أو بأخرى نشجع الأطفال على إدمان الرسوم المتحركة فنجدهم يحفظون أوقات بثها ويحفظون أيضا وعن ظهر قلب كل أغاني الجينريك وأسماء الأبطال وتفاصيل الأحداث !
::
نشجهم أحيانا للتخلص منهم حتى لا يثيروا الفوضى في البيت ! وحتى نتجنب مشاكل خروجهم إلى الشارع !
::
فنفتح لهم جهاز التلفزيون على قنوات الأطفال ونترك لهم حرية الاختيار !
::
نفتخر بهم أحيانا ونطلب منهم أمام الأهل والضيوف أن يرددوا تلك الأغنيات ونحن نصفق لهم ولا تسعنا الفرحة حينما لا يخطئون في أدائها !!
::
صحيح أن الدراسات أوضحت أن تعرض الطفل لبرامج التلفزيون يزيد معلوماته لأنه لا يجلس سلبيا أمام الجهاز، وإنما كما شبهه الباحث "هوفمان" كقطعة الاسفنج التي تمتص كل ما تتعرض له، فالمعلومات التي يتحصل عليها الطفل في المدرسة ضئيلة بالمقارنة بتلك المتنوعة اآتية من التلفزيون وهي تختلف من حيث الوظيفة والأثر خاصة إذا قيست المدة التي يقضيها الطفل في المدرسة حيث يخضع لما يعرف بـ "التعلم القصدي" والذي تترواح مدته بين أربع وخمس ساعات في اليوم، بينما تلاحقه برامج التلفزيون أينما ذهب حتى أصبح أثرها في نفسية الطفل يفوق ما تطبعه المدرسة خاصة وأن التلفزيون يخاطب حاستي السمع والبصر مما يضمن نجاح وصثل الرسالة بدءا بعملية شد الانتباه من الوهلة الأولى لاهتمامه والمعروف أن الوسيلة التي تخاطب أكثر من حاسة من حواس الطفل يكون أثقرها التعليمي والتثقيفي أكثر ترسخا وأكثر عمقا.
::
::
::
ولكن هل برامج الأطفال التي تعرض لأبنائنا تؤدي رسالة تربوية وتعليمية هادفة ومكملة لرسالة المدرسة ؟
::
هل تحتوي على القيم الإيجابية أم العكس ؟
::
::
موضوعك أخي "نور البدر" يسلط الضوء على هذه القضية..
::
"توم وجيري".. "ميكي ماوس".. الفأر في الأول قد يختلف عن الفأر في الثاني ولكنه في كلتا الحالتين "فأر" يقرض عقول أطفالنا !
::
ومن شدة تأثير هذا الفأر على أطفالنا عنون أحد الباحثين دراسته حول هذا الفأر "الفأر الذي دجن الأطفال" !!
::
أخي نور البدر هذه الرسوم هي سموم تعطى لأبنائنا كالحليب الذي يحتاجه الرضيع !
::
إنها تحمل في طياتها قيم غير قيمنا التي من المفروض ان نغرسها في أبنائنا،
إنها قيم الآخرين وقيم ديانات أخرى، قيم عبادة الكواكب والبحث عن الذهب
وانتقال الأرواح ... الخ
::
::
يمكن السيطرة ووضع حد لهذه الآفة عن طريقة إبراز سلطة الرقابة الأبوية..
::
::
البديل هو إنتاج برامج أطفال تتماشى مع قيمنا الإسلامية، تكون لنا عونا في تربية وتعليم أبنائنا.. وليس كما هو حاصل الآن حيث شجع إقبال الأطفال على برامج الرسوم المتحركة رجال الأعمال على إنشاء قنوات خاصة يقدمون لهم أغاني في ثوب "أناشيد" ويبيعون لهم منتجاتهم وسلعهم المختلفة من مواد غذائية وألعاب وملابس وأدوات مدرسية ويبيعون لأوليائهم الرسائل القصيرة يرسلونها باسم أبنائهم الذين يحبون "عمو كونترول اللطيف" حبا جما!!
::
::
ونترك الباقي للنقاش..