الصحافة الأمريكية تشيد بالمقومات السياحية الرائعة فى مسقط وصلالة
وصفت الطبيعة الخلابة وسوق مطرح والقلاع التاريخية
الصحافة الأمريكية تشيد بالمقومات السياحية الرائعة فى مسقط وصلالة
أفاد أسامه بن كريم الحرمى مدير دائرة الاتصالات التنفيذية والإعلام في الطيران العماني بأنه ما زال العديد من الكتاب وخبراء السفر الأمريكيين وغيرهم حول العالم مبهورين بعمان، واحة السلام وأرض اللبان، والتي أصبحت بالفعل تعد من الوجهات السياحية الهامة والواعدة على مستوى العالم. وتناولت العديد من وسائل الإعلام في أمريكا وكندا بالإضافة إلى الشرق الأقصى، وكذلك مجموعة مهمة من المواقع على شبكة المعلومات العالمية، تناولت بشكل موسع المقال تحت عنوان “For The Middle East Of Storybooks, Try Oman” بقلم الكاتبة الصحفية الأمريكية المرموقة " شيلى أملنج" ، والذي بث من خلال كوكس للخدمات الإخبارية، كما تم توزيعه عبر الخدمات الإخبارية لصحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين 10 نوفمبر الماضى ، وتعتبر مجموعة كوكس “Cox Enterprises” والتي أنشئت في عام 1898، واحدة من أهم المؤسسات الإعلامية الرائدة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمتلك خمسة عشر محطة تلفزيونية، وواحد وثمانين محطة إذاعية، ومؤسسة ضخمة في مجال كوابل القنوات التلفزيونية ليضم ذلك قناة السفر المهمة “The Travel Channel”. من صلالة، بدات الصحفية الامريكية مقالتها لاضفاء الإثارة والمتعة إلى القارئ الأجنبي، وروت تجربة أبنتها ذات الثمانية اعوام عقب تناولها لوجبة شملت لحم الجمل. وقالت، لم تكن عطلتنا مشابهة لأية عطلة تقضيها الأسر الأمريكية في العادة. زوجي سكوت مع ثلاثة من الأولاد وأنا تواجدنا في عمان، هذا البلد المغمور بالنسبة للأمريكين لدرجة أن بعض أصدقائي اضطروا للبحث عن موقع السلطنة على خريطة العالم. وعلى الرغم من كوننا لم نكن نعرفه أيضا آنذاك، فان هذه الجوهرة الثمينة في منطقة الشرق الأوسط والكائنة على الحدود المتاخمة للمملكة العربية السعودية، رشحت من قبل العديد من الجهات المتخصصة في مجال السفر باعتبارها من أكثر الوجهات السياحية الهامة لعام 2009 . لقد أمضينا تسعة أيام خلال شهر أكتوبر في هذه المنطقة الساحرة الكائنة على بحر العرب، مقسمين رحلتنا ما بين مسقط العاصمة وصلالة، وهى مدينة سياحية تقع في أقصى الجنوب، والتي شاهدت فيها ولأول مرة في حياتي، أكثر الشواطئ جمالا وسحرا في العالم. واضافت الكاتبة :تناولت وعائلتي لحم الجمل في مناسبة واحدة، وذلك خلال رحلتنا عندما تركنا الفندق الفاخر ذو الخمسة نجوم وذهبنا في رحلة خلوية إلى منطقة الربع الخالي النائية، وهى من أوسع المناطق الصحراوية على مستوى العالم ، حيث قمنا بالتخييم هنالك وقضينا ليلتنا بصحبة أحد المرشدين من رجال البدو. وعلى الرغم من كوني كنت بالفعل مستمتعة ببقائي مسترخية على جانب بركة السباحة في الفندق ، إلا أن زوجي أقنعني بأن جولة فوق الكثبان الرملية في الصحراء تعد تجربة فريدة في العمر، ولا ينبغي لأطفالنا أن يتخلفوا عنها. وعليه، ركبت سيارة دفع رباعى في رحلة من صلالة إلى منطقة نائية، والتي بدأت على طريق سريع سلس وانتهت على أخر وعر وسط الصحراء، يمتد صعودا وهبوطا عبر مرتفعات ومنحدرات. وأثناء الطريق، كان الدليل يفخر بالإشارة إلى كل شجرة لبان نراها على جانبي الطريق، ولقد رأينا الكثير منها .و تفخر سلطنة عمان بشكل كبير باللبان العماني ، حيث يعبق كل منزل ومتجر وفندق برائحة اللبان المميزة. يجب أن أعترف أن رؤية الشمس الغاربة على كثبان الرمال التي تغطى مساحة قدرها 250000 ميل مربع في جنوب الجزيرة العربية هو تجربة مثيرة بالفعل. جمال الطبيعة وعندما كنا نقوم بإعداد أماكن نومنا في العراء تحت السماء التي تزدان بالنجوم اللامعة، فان هدوء المكان وجمال الطبيعة جعلني لا ألتفت إلى فئران الصحراء البيضاء والخنافس السوداء التي تزحف عبر الرمال . فى واقع الأمر، وفى الهواء الطلق وبعد تناول العشاء الذي تكون من لحم الجمل ولحوم الدجاج والأرز والثوم والخضروات الطازجة المشوية بواسطة عدد من رجال البدو ، فقد راودتني قصص وحكايات ليالي ألف ليلة وليلة ، ولازمني هذا الشعور طوال فترة الرحلة، التي تميزت بوجود الإبل والتجول على الشواطئ وممارسة رياضة الغطس طبقا للمقاييس العالمية. وكذلك تناول وجبات من لحوم أسماك التونة الشهية والمقبلات . لقد كانت سلطنة عمان دولة منعزلة ومنغلقة على نفسها حتى عام 1970 ، عندما تولى قيادتها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه ، وبدأ العمل على تطوير عمان، من خلال وضع خطط طموحة لإعادة البناء والاستثمار، تهدف إلى مواكبة البلاد لمستجدات القرن العشرين . واليوم ، ينتشر السلام في ربوع سلطنة عمان، وهو بلد مسالم لم يعاني من الاضطرابات السائدة حاليا في أجزاء من الشرق الأوسط. منذ أربعين عاما فقط، لم يكون هناك سوى ستة أميال من الطرق المعبدة في هذا البلد الذي تقارب مساحته مساحة ولاية كانساس. اليوم تجد الآف الأميال من الطرق السريعة المزودة بلوائح ارشادية باللغتين العربية والانجليزية . أيضا يوجد العديد من الفنادق والمطاعم الفاخرة. تقاليد عريقة في مسقط ، أقمنا في منتجع شنجريلا بر الجصة الضخم، الذي يضم ثلاثة فنادق توفر عدد 638 غرفة ونحو 20 من قاعات الطعام المختلفة. وعلى الرغم من أن سلطنة عمان تأخذ بأسباب التقدم والحضارة ، إلا أنها لا تزال بلدا شرق أوسطيا يحافظ على التقاليد العريقة ، في تمازج رائع بين القديم والحديث . وبعيدا عن الفنادق ، فلا تزال النساء ترتدي الأزياء التقليدية وهى الجلباب الأسود الطويل، في حين يرتدي الرجال جلبابا طويلا يسمى دشداشة ، بالإضافة إلى غطاء رأس مطرز يسمى بالكمة. وإلى جانب الصحراء العمانية الشاسعة والفنادق الفخمة ، فان هناك العديد من المناظر الطبيعة الرائعة التي تستحق الزيارة وتستحق عناء السفر لمدة سبع ساعات بالطائرة من لندن، أو أكثر من ذلك اذا كانت وجهة السفر تكساس. أحد أهم المقومات السياحية الموجودة هو توفر ألف ميل من الشواطئ البكر في سلطنة عمان، حيث الرمال الممتدة والمياه الهادئة والشمس المشرقة. من عناصر الجذب الأخرى مدينة مسقط نفسها، بما تحتويه من مساجد جميلة وقصور ومنطقة الميناء الرئيسية، التي يطل عليها قلعتان من قلاع القرن السادس عشر هما قلعتي الجلالى والميرانى . بعد ظهر أحد الأيام، قمنا بزيارة إلى سوق مطرح الفريد من نوعه، واستمتعنا بالتجوال بين الأزقة الضيقة الملتوية التي تمر عبر أكشاك بيع التوابل والمصنوعات اليدوية والأوشحة والمنتجات الفضية وغيرها من الهدايا التذكارية، وكل ذلك تحت سقف واحد. ومن خلال فندق شانغريلا خارج مسقط ، تمكنا من الترتيب للقيام بنصف يوم من الغوص حيث كانت هناك فرصة مواتية للأطفال لممارسة السباحة إلى جانب السلاحف البحرية الضخمة. يوجد أكثر من مائة موقع للغوص في منطقة مسقط وحدها. وحتى لمن لا يستطيع الغوص، فانه سيتمكن من الإستمتاع بالاقتراب السلاحف والدلافين والحيتان. أيضا من أفضل الشواطئ ، تلك المنتشرة في جميع أنحاء أرض اللبان صلالة، وعلى مسافة 90 دقيقة بالطائرة فقط من مسقط . لقد أقمنا في فندق كروان بلازا صلالة، وهو محاط بأجمل الشواطئ البكر الفريدة من نوعها على مستوى العالم، والتي تغري الجميع لزيارتها، وعلى الأخص خلال الفترة من شهر أكتوبر وحتى شهر أبريل. إن ما جعلنا نفضل سلطنة عمان ببساطة أنه لا يوجد بها ناطحات سحاب زجاجية من القرن الواحد والعشرين تطاول أعنان السماء كما هو الحال في جارتها دبي. هنا في سلطنة عمان ، فانك تجد البساطة في كل شيء، بالإضافة إلى المواقع الطبيعية العديدة التي تخلب الألباب، والأسواق القديمة وشعبها المضياف. من المناظر الجميلة في المناطق الريفية، تجد الإبل والماعز ترعى على طول الطريق. لقد تركنا عمان ونحن محملين بهدايا أعياد الميلاد لأصدقائنا، وأيضا مفعمين بالآمال بأن تبقى السلطنة محتفظة بكنوزها التقليدية ونكهتها البسيطة المتميزة. وقد وصلنا إلى البيت، ولا تزال الرمال عالقة بحقائبنا، ولكن بعد قضاء هذه العطلة الرائعة ، فمن الذي يهتم لذلك .
|