إصدار الحكم في قضية الزويدي وجمعية الكتاب تشيد بالقضاء
إصدار الحكم في قضية الزويدي وجمعية الكتاب تشيد بالقضاء
كتبت - بدرية الوهيبي
بعد فترة انتظار وترقب في أوساط الكتابة المختلفة أصدرت محكمة السيب الابتدائية حكمها في قضية الكاتب المهندس علي بن عبدالله الزويدي، والذي حوكم على خلفية قضيتين الأولى مخالفة المادة (61) من قانون الاتصالات العماني، والثانية تسريب وثيقة سرية خاصة بمجلس الوزراء.
وقضى الحكم بتبرئة الكاتب من التهمة الأولى، وإدانته في التهمة الثانية بالسجن لمدة شهر يُنفَّذ منها 10 أيام فقط (تم تنفيذها مسبقا) مع غرامة قدرها 250 ريالا عمانيًا.
وأصدرت جمعية العمانية للكتّاب والأدباء بيانا أشاد بهذه الخطوة ووصفها بأنها خطوة (تعزز من حرية الكلمة، وتؤكد على تحقيق مبدأ العدل وتأصيل دولة المؤسسات، وأن لا تعبير بلا حرّية ولا حرية بلا مسؤولية) وجاء في البيان: (أن الجمعية العمانية للكُتاب والأدباء تلقت بترحيبٍ بالغ حكم القضاء العماني في قضيتي الكاتب والمهندس العماني علي الزويدي عضو الجمعية، هذا الحكمُ الذي عبَّر، وبشفافيةٍ تامةٍ، عن وعي عالٍ للقضاء العماني، وأنه إنما يقوم على فهمٍ خالصٍ لروح القانون، ومنهجٍ أصيلٍ لاتساع رؤية الكثير من نصوصه.
لقد أثبت القضاء العماني أنَّ التسامحِ ركنٌ أساسيٌ لا يتجزّأ من كيانه، وأنه امتدادٌ لحراكِ مجتمعه، ومرآةٌ لتفاعل هذا المجتمع تجاه قضاياه، وإننا لنفخرُ بما وصلَ إليهِ قضاة هذا البلد العزيز من كفاءةٍ في الأداءِ متحملينَ ما ألقاهُ الوطن على كاهلهم من أمانةٍ بهممٍ عالية.
إنَّ الجمعية، وباسم جميع كُتَّاب ومثقفي عمان، تثُمِّن هذه الروح المستقلة للقضاء، والمعبِّرة عن نهجِ وحكمة قائد هذا الوطن ومؤسس أركانه جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، الذي ما فتئ يؤكد على أن عمان بلد القانون والقضاء المستقل ، وان لا سيادة على القانون إلا القانون ذاته، في الوقت الذي أرسى فيه دعائم العمل المدني وأتاح لمؤسساته مساحة تمكنها من القيامِ بدورها الفاعل تجاه الإنسان العماني الذي هو أساس التنمية ومحركُها وغايتها، وفق تعبير جلالته حفظه الله.
كذلك فإنَّ الجمعية تشكر، باسم منتسبيها، جميع الهيئات والمنظمات الحقوقية والإنسانية، ووسائل الإعلام، والمنتديات الإلكترونية وبخاصة الموقع العماني سبلةُ عمان، وقوفها ودعمها المتواصل للقضايا ذات الشأن العام بالسلطنة، كما تخصُّ بجزيل الشكر أيضًا مكتب المحامي خليفة الهنائي للمحاماة والاستشارات القانونية والمحامية بسمة بنت مبارك الكيومي على ما بذلاهُ من جهد في هذه القضية..
حفظ اللهُ عمانَ في ظلِّ فكر قائدها، وعدالة قضائها).
وقال سليمان المعمري رئيس الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء في تصريح عقب صدور الحكم منذ البداية كانت لدينا في جمعية الكتاب قناعة تامة بعدالة القضاء ونزاهته وصرحنا بذلك في أكثر من مناسبة ، وهذا ما حدث بالفعل في المحاكمة .. وأسعدني فعلا وأثلج صدري – كرئيس للجمعية – أن يتوجه القاضي إلينا – نحن الكتاب الحاضرين في الجلسة - بالحديث قبل النطق بالحكم كأخ وليس كقاض ليؤكد لنا أن حرية التعبير مكفولة للجميع ما داموا يعبرون عنه بمسؤولية .. أعتبر هذا الحكم نقطة مضيئة لعُمان دولة المؤسسات والقانون في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ، كما أعتبر إقامة ندوة "الكلمة بين فضاءات الحرية وحدود المساءلة" التي نظمتها الجمعية وشارك فيها نخبة من أهم مثقفي وقانونيي وإعلاميي السلطنة نقطة أخرى تحسب ليس فقط لمؤسسات المجتمع المدني وحراكها المستمر الرامي لأخذ الإنسان العماني دوره في بناء هذا الوطن جنبا إلى جنب مع الحكومة ، بل أيضا للحكومة نفسها ومؤسساتها الإدارية التي شارك بعض ممثليها في الندوة وأثروها بمداخلاتهم القيمة .)
وكانت قضية الزويدي قد شغلت الرأي العام للمثقفين والكتّاب وتم تناولها في العديد من المواقع الالكترونية والفضائيات العربية وحتى بعض المنظمات الحقوقية، وترجع خلفياتها إلى نشر الكاتب بصفته مشرفا على أحد المواقع الالكترونية لرسالة من مجهول تتحدث عن فساد في شركة عمانتل، إضافة إلى نشره لوثيقة صُنفت على أنها سرية من مجلس الوزراء تتحدث عن ضوابط معينة على برنامج (هذا الصباح) الإذاعي، مما ستدعى تقديم علي الزويدي للمحاكمة، حيث قضى حوالي عشرة أيام في السجن (على ذمة التحقيق)، وهو ما يجعل الحكم شبه منتهٍ، بسبب انقضاء فترة العقوبة المحددة فيه.