صحار ــ العمانية : قام مجموعة من الشباب المحتجين منذ امس الأول وحتى أمس بإغلاق بعض المؤسسات الحكومية الخدمية في ولاية صحار حيث طلبت هذه المجموعة من الموظفين في تلك المؤسسات والمكاتب الخدمية إخلاء المكاتب ومغادرتها الى إشعار اخر. وقد عبر الأهالي في ولاية صحار والمراجعون عن استيائهم لهذه التصرفات غير المسؤولة والتي تؤدي الى تعطيل المصالح العامة وحدوث فوضى وقلق في الولاية، وقال أحد المتحدثين من اللجنة الإدارية للمعتصمين بدوار صحار ان هذه الفئة لا تمثلهم.. مشيرا الى انه قد طلب من هذه الفئة تهدئة الوضع. من جهة ثانية أكد عضو اللجنة الإدارية للمعتصمين بصحار ان مثل هذه التصرفات يرفضها الجميع وليست حضارية بل هي سلوكيات فوضوية لا يقبلها المجتمع العماني ولا هي من عاداته وقيمه، على صعيد متصل قال أحد الموظفين في المديرية العامة للإسكان بصحار بعد مغادرته مكتبه انه وزملاءه كانوا يؤدون عملهم بشكل طبيعي صباح أمس قبل أن تصلهم هذه المجموعة من الشباب وتطلب منهم مغادرة المكاتب. وقال موظف آخر في مديرية التنمية الاجتماعية بصحار ان هذه المجموعة جاءتهم صباح أمس وطلبت منهم الخروج من المكاتب وعدم الدوام لحين تلبية مطالبهم. وفي مديرية التربية والتعليم طلبت هذه المجموعة من جميع الموظفين إخلاء المكاتب ومغادرتها فورا وكذلك الحال في مكتب تطوير صحار ومديريات التنمية الاجتماعية والقوى العاملة والتجارة والصناعة، وساعدت استجابة الموظفين ومغادرتهم المكاتب الحكومية وتدخل قوات الجيش المتواجدة في صحار في تهدئة الوضع والحيلولة دون وقوع أي أعمال شغب أو تخريب في تلك المؤسسات الحكومية إلا أن تلك التصرفات أدت الي تعطيل أعمال ومصالح العامة ولم يستطع كثير من المراجعين من صحار وبقية ولايات منطقة الباطنة إنجاز اعمالهم ومعاملاتهم في المؤسسات التي وصلتها المجموعة الاحتجاجية . وقد أبدى عدد كبير من سكان ولاية صحار تخوفهم من أن تتطاول هذه المجموعة من الشباب بعد ذلك الى الممتلكات الخاصة او حتى المنازل. الجدير بالذكر ان المجموعة التي تعتصم بدوار الكرة الارضية بصحار تقوم بفتح الطريق العام من الساعة 5 صباحا حتى 5 مساء بعد ذلك تقوم باغلاق الشارع العام. ويقوم الجيش السلطاني العماني بمساعدة بعض رجال شرطة عمان السلطانية بحراسة اربعة دوارات اخرى بولاية صحار خوفا من تمركز بعض المعتصمين بها.
المعتصمون ينفون صلتهم بها ويرفضون سلوكها التخريبي
مجموعة تعطل المصالح والأعمال في صحار .. والأهالي يناشدون ضرورة التدخل
متابعة ـ علي البادي:لا تزال صحار تمني النفس بحال أفضل في الغد من حال الأمس في ظل الوضع الراهن الذي تشهده منذ السادس والعشرين من شهر فبراير الماضي وهو اليوم الذي بدأت فيه الاعتصامات وما صاحبها من أعمال وأحداث لم تألفها الولاية من قبل، وسط تساؤلات عدة تغيب إجاباتها لعل أهمها ما يتفق عليه الجميع حول حال صحار وإلى اين يتجه وكيف ستؤول الأمور غدا؟ ومن المسئول عن الوضع الحالي في الولاية حيث أصبح من السهل أن يفعل البعض كل ما يريد وهو ما دفع بأهالي ولاية صحار الى إطلاق نداء عام لكل من يعنيهم الامر بوضع حد لما يحدث الآن في الولاية، في ضوء قيام مجموعة من الشباب يومي أمس وأمس الأول بالدخول إلى بعض المؤسسات الحكومية الخدمية وأمر موظفيها بإخلاء المكاتب ومغادرتها فورا الى إشعار آخر وإلا سيكون مصيرهم ما لم يتوقعوه أو تحمد عقباه، وهو ما دفع جميع الموظفين في كثير من المؤسسات الحكومية الخدمية إلى الاستجابة الفورية ومغادرة مكاتبهم التي كان بعضها يشهد تواجد عدد من المراجعين.
حقا، إن ما يحدث في صحار الآن يحتاج إلى مراجعة سريعة من قبل الجميع وهناك ما هو أهم قبل المهم.. وهناك مصالح عامة يجب أن يضعها الجميع في الحسبان.
فليس من المعقول أن تأتي مجموعة وتطلب من الموظفين والمراجعين اخلاء هذه المؤسسة الحكومية وتقوم بتعطيل مصالح المراجعين.
لذا فإن ما يجري في صحار حاليا يعتبر مبعثا للقلق والخوف لدى الكثيرين من الاهالي والسكان والمسئولين وكذلك المستثمرين، فبعض المسئولين لم يأمنوا الوضع وعليه أصبحوا غير قادرين على مزاولة أعمالهم الاعتيادية والضرورية في مكاتبهم وكثير من التجار يشتكون من خوفهم على محلاتهم والأهالي بدأ الخوف يساورهم من خشية التعدي على منازلهم وحرماتهم، والمستثمرون أصبحوا منزعجين من الوضع الذي لم يعهدوه سابقا في صحار، فكما قال أحد المستثمرين من البرازيل "يزعجني رؤية المشهد حينما أفتح نافذة الغرفة وأرى القطع العسكرية تتمركز هنا وهناك، لا أريد هذا المشهد المقلق، فعمان هي بلد الامن والاستقرار ولا يليق أن نراها غير ذلك"، وليس ببعيد عن ذلك حال الموظفين والموظفات في المؤسسات الحكومية التي وصلها المحتجون حيث يصف الحال أحد الموظفين في المديرية العامة للإسكان بصحار بعد مغادرته مكتبه أنه وزملاؤه كانوا يؤدون عملهم بشكل طبيعي صباح أمس قبل أن تصلهم هذه المجموعة من الشباب وتطلب منهم مغادرة المكاتب وإلا سيضطرون إلى التصرف معهم بطرق لا تحمد عقباها، وفي مديرية التنمية الاجتماعية قال موظف آخر إن هذه المجموعة جاءتهم في الصباح وطلبت منهم الخروج من المكاتب وعدم العمل لحين تلبية مطالبهم وفي مديرية التربية والتعليم طلبت هذه المجموعة من جميع الموظفين إخلاء المكاتب ومغادرتها فورا وكذا الحال في مكتب تطوير صحار ومديريات التنمية الاجتماعية والقوى العاملة والتجارة والصناعة وغيرها من المكاتب الحكومية الخدمية الاخرى التي أصبح الموظفون فيها يعيشون القلق ويتوقعون وصول هذه المجموعة إليهم في أي وقت خلال تواجدهم في دوامهم الرسمي فعلى الرغم من وجود حراسة الجيش على كثير من المؤسسات والمنشآت الحكومية إلا أن ذلك لم يثن المحتجين عن الوصول إليها وأمر موظفيها بالخروج.
بالفعل الحال الراهن في صحار يطرح عدة تساؤلات ولا ندري من المسئول عن ما يحدث في صحار؟ وهو ما دفع الاهالي إلى مناشدة جماعية وهنا أتذكر ما سمعته على لسان أحد الاهالي حينما قال:"من استطاع التهجم على مؤسسة حكومية اليوم فربما قد يستطيع غدا التهجم على منزل احد السكان"، خاصة أن الذين قاموا بإغلاق المكاتب الحكومية في صحار هم فئة ليست من أهالي صحار كما أن المجموعة المعتصمة في دوار الكرة الارضية أكدت على لسان أحد أعضاء اللجنة الإدارية للمعتصمين أن هذه الفئة لا تمثلهم وليست منهم وأنهم قاموا بمحاولات معهم لتهدئة الوضع معتبرا أن مثل هذه التصرفات يرفضها الجميع وأنها ليست حضارية، بل هي سلوكيات تنم عن الفوضى والتصرفات التي لا يقبلها المجتمع العماني ولا هي من عاداته وقيمه.
ما يناشد به الجميع في صحار اليوم، هو أن يقوم كل من يعنيهم الامر بوضع حد لما يجري، وعدم ترك "الحبل على الغارب"، فربما يحمل الغد ما هو أسوأ فيما لو استمر الحال كما هو عليه الآن، حيث ان الامر لا يحتمل المزيد، ونعتقد أن الكل مسئول في هذا الجانب، فالمواطنون هم أمام مسئولية التكاتف لحماية مكتسباتهم الوطنية، والمسئولون في المؤسسات الحكومية عليهم سرعة الانجاز وتلبية المطالب المشروعة خاصة للشباب، ولنكن جميعا في صف واحد من أجل عمان وجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ.