تيبو تيب ..
أسطورة تيبو تيب
حقق "تيبو تيب" شهرة تقترب من الأسطورة التي سارت وسرت خارقة حدود القارات واللغات والثقافات. توفرت لهذه الشخصية الأسطورية عوامل معينة صنعت رواجها وانتشارها. ولعل أهم هذه العوامل هو العامل التاريخي، فقد جاء حمد بن محمد بن جمعة بن رجب المرجبي، وهذا هو الاسم الحقيقي لتلك الشخصية، في عصر الكشوفات الجغرافية. وكما هو معروف توجهت العقول في تلك الفترة إلى محاولة فهم جغرافية العالم وتاريخه. وكان من بين أبرز الأسئلة التي طرحت نفسها بقوة هو التساؤل عن مصادر نهر النيل وعن كنه القارة السمراء. ذلك النهر الذي قامت عليه إحدى الحضارات البشرية وهي الحضارة الفرعونية كما يشير إلى ذلك أبو التاريخ هيرودوتس الذي يقول: "لا يستطيع أحد أن يعطي الخبر اليقين عن مصادر نهر النيل. إنه يأتي من هناك".(1)
و ظلت (هناك) لغزا محيرا كما بقيت المعرفة الكاملة لذلك النهر أمرا مفقودا يثير التساؤلات العديدة لدى الباحثين والمغامرين الذين لا يقفون عند حد. وقد أسهم تيبو تيب بشكل فعال في تذليل الطريق الموصلة للإجابة على ذلك التساؤل فقام بإرشاد المستكشفين الغربيين من أمثال سبيك (Speke) ولفنجستون (Livingstone) وكاميرون (Cameron) وستانلي (Stanley) .
و قد توالت الكشوفات الجغرافية في القرن التاسع عشر، ففي سنة 1859 - وكما يشير المغيري - اكتشف برتون وسبيك بحيرة تانجانيقا وفي السنة نفسها انفرد الثاني باكتشاف بحيرة فيكتوريا نينانزا، وفي سنة 1988 اكتشف ستانلي بحيرة البرت نيانزا والبرت ادورد. وقبل ذلك توص ل الاسكتلندي مفجوبارك إلى منابع السنغال سنة (1805).(2)
|