دموع الرحيـــل الساحر(مذكرات خاصة )
دمـــــــوع الرحيــــــــل (مذكرات خاصة-إلى أبي الذي أحب )
في لحظة كتابتي لهذه السطور أدركت انه من الصعب أن يحبس الإنسان آلامه دون أن يبوح ولو بالقليل منها لغيره ..
إلى ا بي الذي ا حب .....
في كل يوم أحس بأنني طائر غرد خارج عشه رغما عنه ا بتاه ..
ما يقربني منك يبعدني ألف مرة من أحضانك ...
ما أشده من ألم أن تكون في منأى عن كنف طالما أحببته ..
أين تلك الذكريات العذبة !!!
الم أكن طفلك المدلل يوما !!!!
الم أكن مصدر السعادة في قلبك يوما !!!
لماذا أحس بأنني وحيد ؟؟؟ أنني اسبح في بحر لا قعر له ...؟؟
ا بــــــــي
ما يزهق ا نفاسي ويكبت على روحي ذكرى لعائلة سعيدة
بنيناها أنا وأنت ... معا .. خطوة بخطوة .. يدا بيد ..
فتنهل دموعي بلا حدود فقط مع أول طيف يلوح من تلك الذكرى ..
فلا أستطيع في سبحات نفسي إلا وان ابكي وابكي وابكي ..
ما عادت عيني تطيق بكائي ... ما عادت روحي تتحمل عذابا أخر
أتكرهني لأنني احمل هموما لا تريد أن تراها ؟؟
أتظن أنني تعمدتها ؟؟؟ قصدتها ؟؟ وأنا الذي طالما رغبت في الابتعاد عنها
في كل يوم أربعاء ... أشاهد كل رفاقي تملؤهم الغبطة بالعودة إلى وطن يملؤه الحنان .... وطن اسمه البيت ... المنزل ... تشع من أعينهم سعادة العودة إلى كنف العائلة السعيدة ..... عائلة بلا جدران ...
وأبقى أنا هنا في هذه الغرفة الباردة في بيت مستأجر ...
اجر أحزاني وابكي بصمت ... لأنني ابحث عن موطن يدعى البيت لأعود إليه .... امشي في الشوارع ودموعي تسابقني إلى بيتي الحبيب الذي لا أستطيع العودة إليه إلا ونهر من العتاب يصفعني من قبلك فاحمل همومي وأحزاني مرة أخرى لأهرب منك عائدا إلى غرفتي الحزينة ..
لكم اغبط رفاقي غبطة ما بعدها غبطة ... اسمعهم يلقون على مسامعي تلك العبارة ( عائدون إلى البلد .... إلى البيت ) تملؤهم أحاسيس الحنين ويدفعهم شوق اللقاء ... بينما أنا انزوي كالظل الوحيد إلى غرفتي منسية وتبدأ أناملي
التي بللتها ادمعي بخط مأساة أخرى على أوراق جافة فلا اقدر أن أتابع أكثر في الكتابة فتغطي قطرات ادمعي واجهة مخيلتي فلا أقوى على رؤية شيء أمامي إلا الدموع .... أه يا أبي لو تعلم كم هي محرقة ,مؤلمة دموع الوحدة ... كالسكاكين الحامية التي لا تمل من الغرس المستمر في حقول آلامك ....
ا بي الذي أحب ....
كم احتاج أن أحس بالانتماء إلى تلك الكلمة المسماة بالعائلة ... ارغب أن احلق في ضحكات أخوتي وأخواتي معك في فضاء بلا حدود ... أن ابكي ولكن اعرف أن هنالك من يواسيني ... أن اضحك واعرف أني هناك ما يبقيني حيا ... فلماذا نصر أن نبقى بعيدين عن بعضنا ... لماذا أحس بان هنالك وادي بلا قرار يفصل بين قلبينا ....؟؟؟ لماذا هذا الشعور بالضياع والاغتراب ؟؟؟
مهما حدث أبقى ولدك الذي تحب .... وتبقى أبي الذي أحب ...
فلماذا تصر أن أبقى كالظل الوحيد الشريد ؟؟؟
لماذا تصر أن يكون قدري غرفة مهملة بعيد عن أحبائي ؟؟؟؟
أبي .... لم اعد اقدر على مواصلة رحلة الحياة هكذا ؟؟
لم اعد أقوى على غسل وجهي بالماء كلما هطلت دموعي مدرارا على خدي كلما تذكرت بيتي الحبيب ....
حتى المرآة التي أطالع فيها تشفق علي ... تبكيني بصمت وكأنها تقول .: وهذا تعس أخر في الحياة لم يعد يقوى على الاستمرار .... وا أسفاه ..
وعندما اجري اتصالا بالبيت استهل بالبكاء الشديد عند سماعي لصوت أخي الصغير ... فرق أن اسمع صوته الحبيب وان أراه يبتسم ابتسامته البريئة أمامي فاندفع لمعانقته بشوق جارف يملؤه الحنين وينبوع الأخوة والمحبة ... أبي حتى معانقتي لأخي الصغير أصبحت حلما بعيد المنال
تصور !!!!
أحيانا .... أقول لماذا أنجبتني أصلا ؟؟؟؟
لماذا أصبحت ولدك أنت بالذات ؟؟؟ لماذا لم تقتلني فور ولادتي .. كما كانت تفعل قريش في بناتها ؟؟؟ ذلك أهون علي من أن أذوق عذاب الوحدة وأصبح طيرا شريدا في رحلة حزينة عن عائلته ...
في هذا العالم الرهيب العجيب ,الكل يبحث عن حضن دا فيء يعيده إلى أصله كإنسان . وأنا مليء بالجراح في حبيب أحببته ثم اختفى وتركني في ظلمات القسوة ... لم يعد لي من ذلك إلا خيط رفيع إن انقطع لن أعود بعده إنسانا ... بل جثة هامدة على قارعة الطريق ... جثة حلمت يوما بأنها جزء من عائلة .... من شيء اسمه الحنان ....
إلى أبي الذي أحب ...
كم تمنيت أن يرجع بي الزمن لتحملني على كتفك تداعبني ... تقلق علي .. تصحبني معك في السيارة حيثما ذهبت ...
لديك جواب على سؤال يرهقني كل ليلة ..
هل سأصبح جثة هامدة على قارعة الطريق يوما ؟؟؟؟
|
العرض العادي
