كانت في حالة يرثى لها,تقبع في مكان قصي من المدرسة نتقل ناظيرها بين تللك الجدران الصامتة..فلا أنيسة معها ولا صديقة تقف بجوارها ..بدت سيرة الحال,محبطة,هالني أمرها واستوقفني منظرها ,فهذه أول مرة أراها على هذا الحال فقد كانت فتاة عابثة ,كثيرة اللهو واللعب ,لم تدع أحدا إلا ونالت منه على طريقتها الخاصة ولكن ماذا حدث؟!
كم وودت تخفيف حزنها ...كم حدثت نفسي بخبرها ,,وكم دفعني الفضول لمعرفة ما وراء تللك النظرات الحائرة ولكن كيف السيبل إلى عالمها؟
وفي ذلك اليوم دخلت مصلى المدرسة حيث كنت اجتمع وصديقاتي وإذا بعين تقع عليها وقد اعتزلت أحد أركان المصلى وأطلقت لنفسها العنان..أتجهت إليها ..بادرتها بالسلام ثم جلست بجانبها وقلت فلانه مالي أراك حزينة؟!
نظرت إلي ثم أطلقت آهة عميقة اخترق صداها كل ركن حولنا!
قلت لها مال خطب؟ لعلي استطيع المساعدة , وبعد إلحاح شديد مني قالت بصوت يشوبه الألم : أنا يا فلانة حديثة عهد بتوبة , قد من الله علي وهداني إلى صراط مستقيم ولكن!!ثم اجهشت بالبكاء, وضعت يدي على كتفها وقلت : لكن ماذا؟
استعيذي بالله , فوالله ماهذه إلا من وساوس الشيطان وهنيئا لك , ألم تسمعي بقوله تعالى "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" فأحمدي الله على هذه النعمة التي حجب عنها الكثير , وجدير بك أن تكوني سعيدة فقد أنجاك الله من الظلال..ولكنها اردفت قائلة : ليست هذه المشكلة ! فأنا التزمت ولكن لازالت الحيرة ترافقني ! أنا نعم التزمت ولكن هناك سؤال يدور في خلجات نفسي ويؤرقني
فكيف أخدم ديني؟ لا ادري ماذا علي فعله بعد الالتزام..أنا اعيش في دوامة لا نهاية لها ..أريد أن اتحرك ولكن المطبات كثيرة والطريق صعبة....
قلت لها هوني عليك يا صديقتي فإن ما تشعرين به الآن لهو الدليل على صدق توبتك ورجوعك..ولكن عليك ان تعلمي ان الألتزام هو بداية الطريق وأن المشوار صعب فيجب علينا التزود بالعدة والعتاد
صديقتي لن تستطيعي الصمود إلا بعزيمة قوية ونفس أبيه محبة للخير, ولكن قبل كل شيء أخلصي النية وأبتهلي لله فإنه خير معين وناصر , واقتدي بمن سبقك من الأنبياء والرسل والدعاة والعلماء..لات جزعي ان كنت وحيدة فأنت على طريق الحق وإن خالفك الكثير
صديقتي عليك بالعلم النافع فهو حارسك وهو الذي سيدعم مسيرتك واعلمي انك لن تواصلي الطريق وحدك فعليك بالصحبة الصالحة
واحرصي على حفظ كتاب الله فهو غذاؤك ..لا تتواكلي ولا تتخاذلي فهناك الكثير من الأعمال التي سنقوم بها
لا وقت لدينا لتذكرالماضي أو البكاء على ما فات
هيا بنا نبدأ خطوة بخطوة..ولا تجعلي لخدمتك منتهى ولا لجهدك حد
غاليتي لا تقيدي دعوتك بمكان او زمان ..استفيدي من كل الفرص وأوجدي لنفسك المناسبات .. واعلمي ان قلبك الحي هو الذي دفعك للشعور بالمسؤولية ...ولكن يظل الجواب على سؤالك"كيف أخدم الإسلام" يبقى معك انت , فأجعلية جوابا عمليا وليبدأ من نا..من المصلى
والآن قومي لنردد: لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ...فما انقادت الآمال إلا لصابر
اسألوا دميـــــــــ ××وسعادتي وهميـــ اسألوا التوفيقــــــ××والكدر والضيقـــ اسألوا الطيب في صفاتيــــ ×× والدعاء الي في صلاتيــــــ اسألوا شهوديـــــــــ ×× والدموع الي في سجوديـــــــــ اسالوهمــــــــــ ×× واسألوا دميـــــــــــــ عن غلا أمي
وهج الإحساس
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
