الحمد لله الذي خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة.
والصلاة والسلام على رسول الله القائل *خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي* وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
وأما بعد،،،
فأقدم هذا العمل المتواضع لأخوي العروسين ليسترشدا به في أول لحظات حياتهما الزوجية حتى يسيرا على نهج رسول الله * من أول حياتهم.
وقد رأيت أن أجمع فتاوى عالم العصر وفريد الزمان خاتمة الحفاظ سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي.. الخاصة بآداب الزفاف.. مع إضافة بعض العبارات لتعم الفائدة أكثر فأكثر...
والله المستعان والله من وراء القصد.
" نظرة الإسلام إلى الزواج "
فالزواج في نظر الإسلام سكن ومودة وعطف ورحمة وألفة وائتلاف، واقتران بين ذكر وأنثى بالجسم والروح والقلب في هذا القول يقول الحق سبحانه وتعالى: * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * .
والزواج عبارة عن حقوق وواجبات متبادلة بين الزوج وزوجته، يقول الله سبحانه وتعالى: *وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ * .
أخي الشاب المسلم:
كن كما عهدتك الشاب المتزن في تصرفاته البعيد عن الغلو والشطط، ويجب أن تكون هادئ الأعصاب، طويل الأناة، والحلم.. ليعرف كل منكما طباع الآخر ويدرس كل منكما صاحبه…
وأهم ما أوصيك به تقوى الله في كل صغيرة وكبيرة فأقبل على زفافك وحياتك بروح متفائلة، ونفس راضية.
" إلى الفتاة قبل الزفاف "
أختي المسلمة:
اسمعي من فضلك وعي هذه الوصية من أسماء بنت خارجة امرأة عوف الشيباني إلى ابنتها قبل زفافها، تجدي فيها كلمة جامعة لأصول المعاملات الزوجية والآداب العالية التي يجب أن تتحلى بها كل فتاة مقبلة على الزواج:
تقول أسماء لابنتها:
"أي بنية، إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزواج لغنى والديها وشدة حاجتهما إليها، كنت أغنى الناس عنه، لكن النساء للرجال خلقن، ولهن خلق الرجال.
أي بنية، إنك تفارقين بيتك الذي منه خرجت، وتتركين عشك الذي فيه درجت، إلى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أرضا يكن لك سماء، وكوني له مهادا يكن لك عمادا، وكوني له أمة يكن لك عبدا، واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا"
وأما الأولى والثانية: فالخشوع بالقناعة، وحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع عينيه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والإدعاء على حشمه وعياله، فملاك الأمر بالمال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين أمرا ولا تفشين سرا، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان ترحا، والترح بين يديه إن كان فرحا فإن الخصلة الأولى من التقصير والأخرى من التكدير.
وكوني ما تكونين له إعظاما يكن أشد ما يكون لك إكراما، وأشد ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة، واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت والله يخير لك" ..ما أحسنها من وصية جامعة نافعة!!.
أختي المسلمة:
افهمي حياتك جيدا ولا تصدقي نصائح الجهلاء، فالجهل ظلامه فتاك ووحش مفترس، وخذي النصح من أفواه العقلاء من أهل البصيرة حتى يمن الله عليك بالسعادة في حياتك المقبلة، فلا تحاولي السيطرة على زوجك.
وتذكري دائما أن عقد الزواج يمنح الزوجة حق مقاسمة الزوج حياته ولكن لا يمنحها حق السيطرة عليه، والرجل يحب دائما المرأة التي تحترمه وتقدره.
قاسمي زوجك أفراحه وأحزانه، آماله وأحلامه، واحرصي على ألا تمتهني كرامته ولو كان بينك وبينه، فالرجل يفتخر بينه وبين نفسه بكرامته، ولا يستطيع أن يعيش بدونها.
تنبهي –أختي المسلمة- إلى حقيقة تغفل عنها كثير من الفتيات.. وهي أن حياتك الاقتصادية في بيتك الجديد يختلف اختلافا كليا عن حياة أهلك وأبويك كما وكيفا.. فلا تقارني بينهما.
واعلمي أن العش يبدأ صغيرا ثم يكبر –بتعاونكما- يوما بعد يوم حتى يقوم على دعائم قوية وأركان متينة.
فعلى بركة الله ابدئي حياة جديدة، ونعم اليوم يوم زفافك لرجلك الذي تحبين، لتعيشا حياة مباركة سعيدة، متعاونين فيها على التفاهم والإقناع، فإن الحياة تحتاج إلى صبر ومثابرة وما ذلك عليكما بعزيز *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * .
وأخيرا وليس آخرا أتمنى لكما التوفيق والسداد في حمل الرسالة السامية التي كلفكم الله القيام بها، فإنها نعم الرسالة ونعم الأمانة.
ومن أجل تحقيقها إليكم هذه الآداب الإسلامية في الزفاف والعرس:
لتقتدوا بنبيكم عليه الصلاة والسلام: * لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا * .
ومن المعروف عند أهل الفهم والبصيرة أن الإسلام أباح لأتباعه أنواعا من الأفراح المباحة التي ليس فيها تهتك ولا إثارة ولا رذيلة، ومن هذه الألوان الترفيهية المباحة التي شرعها الإسلام الحنيف ما وضعه في حفلات الزفاف، وليالي الأعراس!!
" الضرب على الدف والغناء المنـزه عن القبح والخلاعة "
السؤال الأول: ما حكم الغناء والضرب بالدف في العرس وما هي شروطه؟
الجواب: ذلك جائز بالسنة على أن لا يكون مثيرا وأن لا يكون هنالك اختلاط بين الجنسين.
فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه الدفوف" .
وقال عليه أفضل الصلاة والتسليم : "فصل ما بين الحلال والحرام ضرب الدف والصوت في النكاح".
والصوت في النكاح يقصد به الغناء المهذب الأصيل الخالي من الإثارة.. فيحرم بذلك الغناء الماجن أو ما صاحبته أدوات الموسيقى والمزامير لقوله صلى الله عليه وسلم : "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة، صوت مزمار عند نغمة وصوت مرنة عند مصيبة " .
" وليمة العرس "
السؤال الثاني: ما حكم وليمة العرس؟
الجواب: هي من السنة
أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك –رضي الله عنهم- قال جاء عبدالرحمن بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بك؟
فقال يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار، فقال كم سقت إليها؟ قال: نواة من ذهب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أولم ولو بشاة ".
كما يجب على من دعي أن يجيب الدعوة مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتها" ، إلا إذا كان في الدعوة ما يخالف الشرع ويناقضه.
ويستحب للأهل والأحباب أن يساهموا في الوليمة والعرس ويشاركوا بأموالهم وأنفسهم لقوله تعالى: *وتعاونوا على البر والتقوى* ولما ورد أن الصحابة ساعدوا عليا وشاركوه فرحته فأهدى إليه سعد بن عبادة كبشا، وجمع له رهط من الأنصار أصوعا من ذرة، وهذا من عظمة تربية الإسلام وهذه هي الأخوة الحقة، (والوليمة تكون بعد الدخول حسب ما يظهر من الحديث السابق).
فقد استحب الإسلام لكل من العروسين أن يلتقيا ليلة الزفاف على طهارة باطنية وظاهرية، أما الطهارة الباطنية: فهي أن يكون الهدف تكوين بيت إسلامي أصيل، وإنجاب ذرية تؤمن بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا.
وأما الطهارة الظاهرية: فهي الزينة الحسنة في الملبس، من جانب الرجل والمرأة على السواء وليس هذا من خواص ليلة الزفاف بل أنه مطلوب في كل لحظة من اللحظات.
فعلى الزوج أن يرتدي ليلة زفافه أجمل ما عنده، وعلى العروس أن تلبس ليلة زفافها أجمل ما لديها من الثياب، شريطة أن يكون الثوب إسلاميا لا يظهر منها إلا الوجه والكفين، فليلة الزفاف لاتحل حراما ولا تحرم حلالا، وما نراه اليوم من خلع المرأة ثياب الحشمة يوم زفافها ليس من الإسلام في شيء، بل إنه عمل شيطاني خطير.
السؤال الثالث: ما حكم نتف العروس حاجبيها ووضع المساحيق على وجهها للتجمل للعريس؟
الجواب: أما نتف المرأة حاجبيها فحرام لأنه النمص المنهي عنه والملعونة فاعلته بنص الحديث: أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس –رضي الله عنهم- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة والمتفلجات للحسن" ، وأما تجميل الوجه بالزينة التي لم تشبها نجاسة من غير أن تكشفه للأجانب من الرجال فلا حرج فيه.. والله أعلم.
" سنن لابد منها "
فإذا دخل الزوج بعروسه فقد سن الإسلام لهما سننا، وطالبهما بالسير على منوالها، وها أنذا أسردها لكل من أراد أن ينهج النهج الإسلامي العظيم، وأن يستن بسنة سيد المرسلين.
" دعاء مبارك "
السؤال الرابع: ماذا ينبغي أن يفعله الزوجان في ليلة العرس وقبل البناء، وما دليل ذلك من السنة؟
الجواب: ينبغي لهما أن يصليا ركعتين ثم يأخذ بناصيتها ويدعو الله لنفسه ولها بأن ينيله الله خيرها ويكفيه شرها.
فقد أخرج البخاري وأبو داود وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا تزوج أحدكم المرأة فليأخذ بناصيتها وليسم الله عز وجل وليدع بالبركة وليقل اللهم إني أسألك من خير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه".
وأن يقدم لها شيئا تأكله أو تشربه كقطعة من الحلوى أو ما تيسر من الأطعمة والأشربة الطيبة الخفيفة.
فعن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت: قينت (زينت) عائشة –رضي الله عنها- لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئته فدعوته لجلوتها فجاء إلى جنبها فأتى بعسس (قدح) لبن فشرب ثم ناولها النبي صلى الله عليه وسلم فخفضت رأسها واستحيت" رواه أحمد.
بدعة احذر منها: وهي إن تبصق أو تلقي بنخامة في المشرب الذي تشرب منه كما يفعل الجهال.. فالسنة كما علمت وكفى!!.
السؤال الخامس: ما حكم ملاطفة الزوجة عند البناء بها وهل في ذلك أثر من السنة؟
الجواب: نعم جاء في السنة ما يدعو إلى الملاطفة والملاعبة قبل الوقاع (من ذلك حديث أسماء بنت يزيد السابق).
وروى البخاري ومسلم والنسائي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبدالله حيث أخبره أنه تزوج ثيبا "فهلا بكرا تلاعبك وتلاعباها وتضاحكك وتضاحكها".
وفي رواية مسلم أنه قال له "فأين أنت من العذراء ولعابها".
بدعة احذر منها: وهي أن تدخل على زوجتك وكأنك وحش كاسر كل شيء تريده بالقوة فإنه أول معول تهدم به سعادتك، فتجنبه فإنه ليس من المروءة والسياسة في شيء فاحذره.
ملاحظة: الملاطفة والمداعبة من تقبيل وعناق وكلمة طيبة مطلوبة عند كل اتصال والتقاء بين الرجل وزوجته وامرأته وليست خاصة بليلة الزفاف، (فافهم يرحمك الله).
" الجماع "
يقول الله سبحانه وتعالى: *نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم* .
فالإتيان المشروع إنما هو في موضع الحرث لا محل الفرث "وقدموا لأنفسكم" في ابتغاء النسل والولد ويقول الله سبحانه وتعالى: *فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله* وهو محل الحرث والولد.
" حكم إتيان الزوجة في دبرها "
السؤال السادس: من المعلوم أن ناكح المرأة في دبرها أن المرأة تحرم عليه حرمة أبدية، لكن من فعل هذه الفعلة الشنعاء وهو جاهل بهذا ثم علم بحرمة هذا الفعل، ما الحكم في ذلك؟
الجواب: تحريم المأتية في الدبر حرمة أبدية غير مبني على دليل فقهي غير الأدلة التي اعتمدها بعض الفقهاء، وهي سد ذرائع الفساد وقطع طرقة على المفسدين وهو أمر حسن لو لم يترتب عليه من الإشكال ما لا نجد له حلا، وذلك أن تحريمها على زوجها يؤدي إلى تحليلها لغيره، وما دامت عقدة الزواج ثبتت بنص فإن التفريق الذي يحلها لغيره لابد من أن يكون ثابت بنص أيضا وإلا فما يحلها لغيره؟
لذلك أرى إن التوبة تجزيه في ذلك فإن المسألة خطيرة.. والله المستعان وهو أعلم بالصواب.
" النظر إلى العورة "
السؤال السابع: ما حكم نظر كل من الزوجين إلى عورة الآخر ولمسها؟
الجواب: لا مانع من ذلك وإنما كرهوا كراهة تنـزيه أن ينظر إلى فرجها بغير داع.
فقد جاء عن معاوية بن صيده أنه قال: قلت يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال صلى الله عليه وسلم "احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك" .
السؤال الثامن: من السنة أن يقول الزوجان قبل الجماع (بسم الله اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان أرزاقنا)، ولكن إذا نسيا ذلك أو نسي أحدهما وتذكر خلال الجماع فهل الأفضل ذكر ذلك في تلك الحالة؟ أم أنه من سوء الأدب وما الحل؟
الجواب: في هذه الحالة يذكران بالقلب دون اللسان، والله أعلم.
السؤال التاسع: عن رجل عندما يجامع زوجته ويقضي حاجته منها تبقى هي لوقت طويل دون أن تقضي حاجتها منه وتحاول في هذه الحالة من إشباع رغبتها في أن تجعله يحتك بها بواسطة ركبته أو الضغط عليها بيده، فهل يجوز له في هذه الحالة اتباع من تطلبه منه لإشباع رغبتها؟
الجواب: جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إذا جامع أحدكم أهله فلا يعجلها حتى تقضي شهوتها" وهو يعني أنه مأمور أن يواصل معها حركة الجماع بعد إنـزاله حتى تنـزل هي، وتنتهي شهوتها وفي اتباع هذا الإرشاد النبوي ما يغني عن أي وسيلة أخرى.. والله أعلم.
" نصيحة نبوية "
وإذا أردت أيها الزوج أن تعاود أهلك استحب لك أن تغتسل، وإن لم تغتسل ينبغي لك أن تتوضأ مع الاستنجاء بالماء. والحكمة في ذلك إعادة النشاط إلى الجسد مرة أخرى أي أن تغسل يديك وذكرك.
أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال بلغني عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصيبني الجنابة من الليل ماذا تصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "توضأ واغسل ذكرك ثم نم".
قال الربيع: قال أبو عبيدة معنى توضأ ليس بوضوء الصلاة وهو غسل اليدين وذلك لأن لمس الذكر ينقض الوضوء الشرعي، فدل ذلك على قصد الوضوء اللغوي وهو غسل اليدين ولكن لو توضأ الوضوء الشرعي مع الاستنجاء فقد أتى بالسنة وزيادة.
" الاغتسال "
السؤال العاشر: ما حكم اغتسال الزوجين معا؟ وهل في ذلك أثر من السنة؟
الجواب: لا مانع من ذلك
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أنهما اغتسلا من إناء واحد، (أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن عائشة –رضي الله عنهم- أنها قالت: "كنت أغتسل أنا ورسول الله في إناء واحد" .
" كيفية الاغتسال "
أن ينوي الغسل من الجنابة ثم يراود نفسه بالتبول ليخرج ما بقي في الإحليل من مني ثم يستبرئ "وهو أن يعصر ذكره ثلاثا" ثم يستجمر بالأحجار أو بمحارم الورق "الكلينكس" ثم يغسل عورته من السرة إلى الركبة مقدمته ومؤخرته ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، وإن لم يتوضأ فلا بأس عليه ولكن لابد من المضمضة والاستنشاق
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "تحت كل شعرة جنابة فبل الشعر وانقوا البشرة" ، فالأنف فيها شعر والفم من ضمن البشرة ثم يحثو على رأسه ثلاث حثيات بالماء،ثم يغسل أيمن رأسه ثم أيسره مع الوجه ثم أيمن العنق ثم أيسره، ثم أيمن الجسد ثم أيسره، ثم الصدر ثم البطن وتعهد منطقة السرة ثم الظهر ثم أيمن رجليه ثم أيسرهما من أسفل الركبة، ويمر في جميع ذلك بيده على جسده مع مرور الماء حيثما أمكنه، وإن أعم الماء جسده من غير ترتيب أجزاه.
ولابد من تعميم الجسد بالماء مع مرور اليد عليهما، ولا مانع من استخدام المنظفات كالصابون وغيره ويتعهد المواطن التالية عند الغسل وهي: تحت الأنف، وتحت الشفة السفلى "الذمة"، ومؤخرة الرأس، وتحت الإبطين والركبتين، وما بين الفخذين، والذكر، ومؤخرة الإنسان من أعلى "عجز الذنب".
هذا هو الغسل والمرأة لا يلزمها أن تفك ضفائر شعرها ولكن يكفيها أن تغمزها بأصابعها عند صب الماء ليصل إلى أصول شعرها وهذه رخصة، وهذا في الغسل من الجنابة أما في الغسل في الحيض والنفاس فإنها تنقض الضفائر عند الغسل منهما.
أبو عبيدة عن جابر بن زيد –رضي الله عنهما- قال بلغني عن أسامة بن زيد –رضي الله عنه- قال جاءت أم سلمة –رضي الله عنها- إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستفتيه لامرأة جاءتها فقالت: (امرأة تشد شعر رأسها هل تنقضه بغسل الجنابة؟ قال: "يكفيها أن تحثي عليه ثلاث حفنات (حثيات) من ماء واغمزي قرونك عند كل حثية ثم تفيضين عليك من الماء وتطهرين" .
" من موجبات الغسل "
ويجب الغسل بالتقاء الختانين ولو لم ينـزل، كما يجب بالاحتلام وهو خروج المني من الرجل أو المرأة والنفاس والحيض
أبو عبيدة عن جابر بن زيد قال سألت عائشة هل كان يغتسل رسول الله صلى الله عليه وسلم من جماع لم ينـزل قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع بنا ذلك ويغتسل ويأمرنا بالغسل ويقول الغسل واجب إذا التقى الختانان" .
" حديث محرم "
احذر أخي المسلم كل الحذر من تحديث الناس بما جرى بينك وبين زوجتك وقت الجماع من كلام ومداعبات وغيرها، فقد حرم الإسلام عليك وعلى زوجتك هذا الفعل الشنيع، بل أنه اعتبر هذا العمل من الجرائم الوقحة التي لا يرضاها الله ولا يحبها رسوله صلوات الله وسلامه عليه.
فعن أبي سعيد –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من شر الناس عند الله منـزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه" .
عن أسماء بنت يزيد –رضي الله عنها- أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: "لعل رجلا يقول ما فعله بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها، فارم القوم، فقلت أي والله رسول الله إنهم يفعلون وإنهن يفعلن، فقال: فلا تفعلوا، فلا تفعلوا، فإنما مثل ذلك مثل الشيطان لقي شيطانا فواقعها والناس ينظرون".
السؤال الأول: هل يجوز عقد حفل للزواج في أحد الفنادق، علما بأن ظاهرة عقد حفلات الزواج هذه متفشية في مجتمعات غير إسلامية؟
الجواب: من دواعي الأسف أن يتخلى المسلمون شيئا فشيئا عن عاداتهم وآدابهم بل وعن عبادتهم وعقائدهم، ويسيروا على نهج غيرهم ظانين أن ذلك من عناوين الرقي وإشارات التقدم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضلال الرأي وانطماس البصيرة وانحراف النظرة وهو ناشئ عن الإعجاب بما عند غيرهم من قشور الحضارة الزائفة، وطلاء التقدم المزعوم وليتهم إذ فتنوا بغيرهم، فتنوا بما عندهم من أسباب القوة ومقومات الحياة، كالتفنن في الصناعات والإبداع في الأنظمة الإدارية، ولم يفتنوا بأسباب الانحلال والزوال من خمر وميسر وابتذال واختلاط بين الجنسين من رقص وغناء.
وإذا عدنا إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وجدنا فيها ما يكفينا رادعا ومنفرا مما وقعت فيه الأمة من الانسياق وراء الآخرين فالله تعالى يقول: *يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين، فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين* .
ومثل ذلك في القرآن كثير وفي الآية الثانية من هاتين الآيتين دليل واضح على أن هذه الموالاة لا تكون إلا من مرضى القلوب وليست هذه المتابعة العمياء إلا نوعا من الموالاة المحذر منها ومن ذلك التأسي بهم في إقامة الحفلات في الأعراس بالفنادق وما يتبع ذلك من اختلاط الجنسين وشرب الخمور والرقص والفساد، ليت شعري هل ضاقت بيوت المسلمين حتى اضطروا في حفلاتهم إلى هذه المجامع العامة التي تجمع فنونا من المنكرات وأنواع من الضلالات... اللهم إن ذلك إغراء من الشيطان فليحذر كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، والله أعلم.
" الزواج بين العيدين "
السؤال الثاني: ما رأي فضيلتكم في الزواج بين العيدين حيث ظهرت هذه الظاهرة في المجتمع كعادة وهي أنه لا يجوز الزواج ولا الملكة بين العيدين وإلا يكون زوجا مشئوما، فأفتونا مع التوضيح جزاكم الله خيرا؟
الجواب: الامتناع عن عقد الزواج والبناء بالمرأة فيما بين عيدي الفطر والأضحى والتشاؤم من ذلك.. من عادات الجاهلية ومعتقداتها،
وقد هدم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بفعله فقد تزوج أحب نسائه إليه في شهر شوال وبنى بها في شهر شوال وهي عائشة الصديقة بنت الصديق –رضي الله عنهما- وقد كانت تقول كما جاء في صحيح مسلم وغيره: "تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شوال، وبني بي في شهر شوال وأي نسائه كانت أحظى عنده مني" .
وفي هذا ما يكفي المؤمن أسوة حسنة وزجرا عن التلوث بشيء من عادات أهل الجاهلية ومعتقداتها عملا بقوله تعالى: *لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا* والله أعلم.
" الجماع في الحيض "
السؤال الثالث: ماذا تقول في رجل جامع زوجته وهي حائض، هل تطلق منه زوجته؟ وماذا عليه بالشرع؟ أفدني بالجواب وأنت من المأجورين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
الجواب: من جامع زوجته وهي حائض فبئس ما صنع لمخالفته أمر الله سبحانه وتعالى فإنه يقول: *فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين* .
وقد اختلف علمائنا –رحمهم الله- في حكم الزوجة إن جامعها في الحيض عمدا.. فذهب الجمهور إلى حرمتها عليه وهذا منهم من باب النظر في المصالح المرسلة لأن عوام الناس قد يردعهم تحريم المرأة أكثر مما يردعهم الخوف من عقاب الله، ومنهم من ذهب إلى عدم تحريمها وهو رأي أبي نوح صالح الدهان وموسى بن أبي جابر –رحمهم الله تعالى-.
وعليه أكثر أصحابنا من أهل المغرب، وتوقف الإمام أبو الشعثاء –رضوان الله تعالى عليه- وروى نحوه عن أبي عبيدة والربيع –رضي الله عنهما-، وقد وردت أحاديث ضعيفة الإسناد في إيجاب كفارة على من ارتكب هذا الإثم الشنيع وهي تفريق دينار أو درهم، وللعلماء في المسألة بحث نفيس ومن أكثرهم بحثا فيها العلامة السدويكشي –رحمه الله- في حواشي علم الإيضاح، هذا الذي أعجبني لمن يحتاط لدينه أن يطلق امرأته إن صدر منه مثل هذا الجرم الكبير، والله أعلم.
" تحديد النسل "
السؤال الرابع: هل يعتبر تحديد النسل حرام خاصة إذا لم يشك الزوجين من أي مرض؟
الجواب: تحديد النسل والترويج له في أوساط المسلمين من مخططات أعداء هذه الأمة الذين يكيدون لها كيدا ليوهنوا قواها ويقللوا عددها، ولذلك ينفقون النفقات الباهضة في الترويج لذلك بوسائل الإعلام المختلفة، وقد انخدع المسلمون مع الأسف، فاندفعوا إلى هذا الفخ غير مبالين بما يترتب على ذلك من مخاطر اجتماعية تهدد أمتهم في قوتها وأمنها على في الإقدام على هذا العمل:
•مصادمة لحكمة الله القاضية بسنة التوالد لاستمرارها عبر الأجيال المتلاحقة.
•وإعراضها عن السنة النبوية الحاضة على النكاح من أجل التناسل.
•وتحديا لحكمة الله عز وجل القاضي بتحريم قتل الأولاد لأجل فقر واقع أو متوقع،
قال تعالى: *ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقهم وإياكم... *
وقال أيضا: *ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقكم وإياهم*
أما إذا كان الحمل يهدد حياة الحامل فلا مانع في هذه الحالة منه حتى يرتفع المحذور.. والله أعلم.
السؤال الخامس: ما حكم خدمة المرأة لزوجها؟ وما هو حد هذه الخدمة؟
الجواب: ينبغي للمرأة أن تقوم بخدمة زوجها البينية كالطبخ والتنظيف، أما ما كان خارج البيت فهو الذي يقوم به.. والله أعلم.
" خرافة "
السؤال السادس: أنا شاب أريد أن أعقد قران يوم الجمعة القادمة بإذن الله تعالى ولكن هناك بعض الكلام عن ما يسمى بالمنـزلة، وإنه لابد من إجرائها قبل الزواج، وإنه الذي لا يقوم بها لا يوفق في حياته الزوجية، وسوف تؤدي إلى موت الزوج أحيانا، أو أنه سوف ينجب أطفالا مشوهين، وهذه عادة في محيط الأسرة.
ملاحظة: المنـزلة عند الأهل هي بأن يذهب والد الزوج إلى أحد العرافين لكي ينجم له هل هذا اليوم يوم سعد أم يوم نحس، أرجو الإفادة أدامك الله تعالى للرد ومحاربة هذه الخرافات؟
الجواب: أعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى ومن العمى بعد البصيرة وما أعظم هذه الفرية وأبعدها عن الحق وأوغلها في الضلال *كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا*
من أين جاءوا بهذا القول، هل اقتبسوه من آية محكمة أو تلقوه من سنة ثابتة، أو أنهم استوحوه من تضليل الشيطان ومكائده!
لقد مضى السلف الصالح وقائدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان أحد منهم ينظر إلى منـزلة ولا يعتني بحساب وإنما أبتلي المسلمون بهذه الضلالات عندما دخل الإسلام قوم يحملون مواريثهم الفكرية، وما النظر في المنازل إلا من مخلفات المجوس الذين يقدسون النجوم، وكفى به كفرا وضلالة، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والعياذ بالله.
وليس بعد منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان طريق إلى الحق ولا سبيل إلى الرشد، فعليكم بطريقهم تظفروا بسلامة الدنيا وسعادة العقبى والله أعلم.
" التهنئة "
السؤال السابع: ما رأيكم بتهنئة العريس بالرفاء والبنين؟
الجواب: رأينا أن السلف كانوا يكرهون ذلك ويستحبون أن يقال: "بارك الله لك فيها وبارك لها فيك وجمعكما على خير" وذلك لاتباع السنة والله أعلم.
" الحيض والنفاس "
السؤال الثامن: ماذا يحل الزوج من زوجته الحائض والنفساء؟
الجواب: يباح له منها ما كان يباح له في غير الحيض إلا الجماع فإنه حرام عليه
لقول تعالى: *فاعتزلوهن*.
السؤال التاسع: متى يحل إتيان الزوجة.. بعد انقطاع الحيض والنفاس أم بعد الاغتسال منه؟
الجواب: تحل له مباشرتها بعد التطهر أي الاغتسال بقوله تعالى: *فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله* والله أعلم.
" زواج المتعة "
السؤال العاشر: زواج هل هو حرام أم حلال حيث أن بعض الناس تسافر إلى خارج البلاد هناك تتزوج لمدة معينة بقصد الاستمتاع؟
الجواب: الزواج هو رباط مقدس يراد به استقرار النفس وبناء المدينة وامتداد الحياة بامتداد الذرية، ونكاح المتعة ينافي ذلك كله فلا يصح والله أعلم.
" حبوب منع الحمل "
السؤال الحادي عشر: ما هو حكم شرب المرأة لحبوب منع الحمل؟ وهل يمكن قياسها على العزل؟
الجواب: لا يجوز ذلك إلا في حالات الضرورة، ولابد من استشارة الطبيب المسلم، والحبوب أضر من العزل لأنها مركبات كيميائية، والله أعلم.
السؤال الثاني عشر: ما حكم الإسلام في تختم الرجل بالذهب ولباس الدبلة؟
الجواب: الإسلام دين الفطرة أنزله الله ليوجهها في طريقها الصحيح ولذلك جاءت أحكامه متفقة مع مقتضياتها ملبية لحاجاتها، ومن الأمور الواضحة بديهيا أن لكل من الرجل والمرأة خصائص فطرية تستلزم اختلاف أحوالها نفسيا وجسميا واجتماعيا، ولذلك حرم الإسلام على كل منهما أن يتلبس بخصائص الجنس الآخر كما نجده في قوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال" لأن في ذلك خروجا عن الفطرة واصطداما بنواميس الحياة واعتداء على خصائص الغير ولا ريب أن الرجل الباقي على سلامة الفطرة تأبى عليه شهامة الرجولة أن يتحلى بالذهب لمخالفة ذلك سمات الرجولة وخشونة الذكورة وملاءمته لليونة الأنوثة وغنجها ومن ثم نجد من صحائف السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام من قوارع الإنكار وروادع الوعيد على لباس الذهب للرجال ما لا يدع لأحد مجالا للتردد في قبول هذا الحكم وكثيرا منها جاء نصا في الخاتم.. وإليك نماذج من ذلك تستبصر بنورها في سبيل المعرفة.
روى الإمام الربيع –رحمه الله- عن الإمام علي بن أبي طالب –كرم الله وجهه- قال: " نهاني الرسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس القسي وعن لبس المعصفر وعن خاتم الذهب وعن قراءة القرآن في الركوع والسجود".. أخرجه النسائي وكذلك الترمذي ما عدا ذكر القراءة في الركوع والسجود وقال حديث حسن صحيح.
أخرجه البخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن خاتم الذهب وفي رواية للنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاني عن تختم الذهب.
روى الترمذي عن عمران ابن حصين –رضي الله عنه- قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التختم بالذهب).
روى مسلم عن ابن عباس –رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتم من ذهب في يد رجل فنـزعه وطرحه وقال: "يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطرحها في يده" فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به فقال: لا والله لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
روى النسائي عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- أن رجلا كان جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من ذهب وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم مخصرة فضرب بها أصبع الرجل فقال: مالي يا رسول الله؟ قال: "ألا تطرح هذا الذي في أصبعك" فأخذه الرجل فرمى به فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك فقال: "ما فعلت بالخاتم" قال: رميت به، قال: "ما بهذا أمرتك إنما أمرتك أن تبيعه فتستعين بثمنه".. ومهما قيل في الحديث فإنه يعتضد بغيره من الصحاح.
6روى النسائي عن أبي ثعلبة الخشني –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر في يده خاتما من ذهب فجعل يقرعه بقضيب معه فلما غفل النبي صلى الله عليه وسلم ألقاه قال: "وما أرانا إلا قد أوجعناك وأغرمناك".
إن هذه الروايات كافية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد في ردعه عن التختم بالذهب واستعماله *وما كان لمؤمن ولا مؤمنة أن إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا* وإذا ثبت أن خاتم الذهب حرام على الرجل بهذه النصوص القاطعة فإن الدبلة تتضاعف حرمتها لما فيها من تقليد المشركين والتأسي بهم وذلك ما لا يصدر إلا من مرضى القلوب الذين تزلزلت نفوسهم وتقلص إيمانهم فإن التشبه بهم ترجمة عملية عما وقر في قلوب هؤلاء المتشبهين من إكبارهم والإعجاب بعاداتهم وحب الانخراط في سلكهم وذلك عين موالاة الكفار التي حذر الله منها عباده المؤمنين.
إن أصلها خرافة رومانية ساذجة، فقد كان الرومان يعتقدون أن إلباس الرجل والمرأة والعكس إبان الخطبة خاتم حديد في البنصر اليسرى له أثر في حفظ المودة بينهما لما يعتقدون من الصلة بين البنصر واليسرى والقلب فكأنهما بذلك يأسر كل منهما قلب صاحبه، ثم تطورت هذه العادة في أوروبا فأصبح الذهب بدلا من الحديد وقد فتن بها كثير من مرضى القلوب في بلاد الإسلام، (وتعظم في عين الصغير صغارها).. وأصبحت من عناوين التقدم وشارات الرقي، وما هي لعمري إلا من دلائل التأخر وشواهد الانحطاط.
ما بال المسلمين والأوهام التي أفرزتها الجاهلية الرومانية القديمة وورثتها الجاهلية الأوروبية الحديثة؟ وقد أثبت الواقع بطلانها، فكم من زواج كان معه تبادل الدبلة بين الزوجين حال الخطبة وانقلب إلى مصدر شقاء لهما وظلا يصطليان حر مشاكل لا تنتهي وشقاق لا يطاق، وما أكثر السعادة التي صاحبت حياة كثير من الأزواج مع عدم اتباع هذه العادة الجاهلية.
ليت شعري إلى متى يظل المحسوبون على الإسلام أذنابا للآخرين يقلدونهم في جميع توافه العادات وسفاسف الأمور؟
وهذا وطريقة أكثر الناس اليوم في التختم مخالفة بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم يتختمون ي البنصر اتباعا لعادات الآخرين وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف ذلك، فالروايات تدل على أنه كان يتختم في الخنصر، وروى مسلم عن علي –كرم الله وجهه- قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجعل خاتمي في هذه أو التي تليها، وأشار إلى الوسطى والتي تليها ونحوه عند أبي داود والنسائي والترمذي.. فليتنبه المسلم لهذه الدقائق، وليحذر مزالق الأقدام ومزلات الأفهام.. والله ولي التوفيق.. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…
" زيارة الأهل "
السؤال الثالث عشر: هل يجوز للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أهلها؟
الجواب: ليس له منعها من زيارة أهلها إن كانت هذه الزيارة حسب المعتاد.. ولا يترتب عليها مفسدة.. والله أعلم.
" مختارات من جوهر النظام "
وبعد أن أدى إليها المهرا
لو أنها فوق الجمال راكبه
وتنصحن له وتحفظنا
وخدمة البيت يقال ساعه
أفضل من ألف من الأعوام
فوطؤه لم تلف منه عذرا
ليس لها تمنعه مطالبه
لبيته والضر تدفعا
منها بقصد بره والطاعه
تعبد فيها خالق الأنام
بارك الله فيك أخي البراء ..
وبالتوفيق للجميع من أراد الزواج فقط يعزمنا وشيخنا البراء هو الذي بيملكهم ..
فتاوي رائعة وأتمنى الجميع يقرأها بتأني وروية ويفهمها ويحرص على تنفيذها ..
جزيت خيراً أستاذي البراء ..