عَاْلَمُـ الْمَجْهُولْ...ج2
عَالَمُ الْمَجْهُوْلْ... ج2
بمتاهة جديدة من متاهات الواقع...
هذه المرة دخلت إلى عالم آخر،عالم شيق بشكله الجذاب!كان شكلا رائعا جدا لأحد البلدان، بها منازل ذات تصاميم فريدة وجميلة ومظهرها في قمة الروعة ويبعث إلى الارتياح ،وفي الواقع ما شدني بهذه الأرض ، هو المساحة الخضراء خلف هذه المنازل ومنظرها الجذاب ، وذلك الجبل الشاهق الصامد خلف كل هذا بمنظره الفريد ، يكفي أن بقمته بعض الثلج ...
مكان يفوق الوصف لم أستطع وصفه على هيئته ..
مكان قد لا أصدق وجوده بهذا الزمان ...
ولكن مع ذلك أنا لم أزر هذا المكان للاستمتاع بالمناظر فقط وإنما لغرض آخر...
حسنا أخذت أتجول في هذه البلدة الرائعة الشكل،مسحورة بهذا الشكل الأخاذ ...لم ألبث كثيرا حتى رأيت الناس يخرجون لأعمالهم ، كانت ملامحهم تخبر النفس بشي ما مريب هذا بالنسبة لملامح وجوههم ، أما الزي فهي ملابس رسمية أنيقة للرجال بدلة نظيفة لا تجد ذرة غبار عليها، وآنسات رشيقات بملابس جذابة عصرية وملائمة...
من الرغم من تلك المظاهر الساحرة إلا أن نفسي تحدثني بأمر مريب منذ أن رأيت وجه أحدهم ؛ في الواقع لا أدري لما ..
ولكن..لا بأس
الآتي سيخبرنا بتفاصيل الأحداث..
وأنا شاردة بهذه الأرض حدث ما لم يكن بالحسبان!حيث أني اصطدمت بأحد الفتيات ،خرَجت من أحد الزوايا وأنا بالطريق العام...كان موقفا محرجا جدا لا أدري لم الحرج إلى هذه الدرجة أهي ملابسي التي لم تكن مثلهن تماما؟ أم ملامحها التي أسكتتني عن الاعتذار وبلعت لساني الصامت...
بمجرد أن وقع كلانا على الأرض نهضت وبعد أن تملكت الجرأة ، نطقت عــــذذذ....! لم ألحق أن أكمل كلمة (عذراً) حتى أجدها تصرخ في وجهي...
يا لكِ من متهورة ألا تنتبهين للطريق؟؟؟؟؟
ااااااا ولكن (لم تنتظرني لأكمل حديثي!)
بدون أعذار يا فتاه احذري وإلا..
ماذا ماذا مخطئه تهدّد من اصطدم بالآخر انتبهي لكلماتك ، ومن ثم إنه لكرم مني أن اعتذر إليك إنك لا تستحقين حتى!!
...ااااااا أنا .....
لا عليك اعتذر على انفعالي..
لا عليك يا فتاه أنا آسفة ...ولكن
ماذا هناك ؟؟
ااا لا لا لاشي فقط وإنما احذري من الآتي...إلى اللقاء أيتها الطيبة..
.............ااا إلى اللقاء
ذهبَت مسرعة لعملها وتركتني بحيرتي في هذا المكان وازداد قلقي ، حيث أن إحساسي يحدثني ومازال يوترني ، لا اخفي أني قررت الرحيل حينها وقد تركت الغرض الرئيسي لتجوالي ، ولو أن الحاجة ملحة ولكن شعوري أصبح فجأة قاتلاً....
وصل وقت العصر ولم أتناول طعام الغداء حتى ولم أبالي لأمره ...حتى خرجت أخيرا من هذه البلدة ووصلت إلى المساحة الخضراء ، والتي أفضلها أينما ذهبت ...
هناك صادفت مقعد مريح في إحدى الحدائق الغنّاء...
كان مقعدا أبيضا شاذا ، بمكان نظيف جدا ، يريح النفس ، ويجعلها تتنفس نفسا عميقا ، ويوصلها لعالم آخر لتستفرد بهذا الوجود ، وتعي ما حولها....
جلست أمام شجرة كرز عملاقة ... شجرة زهرية جميلة جدا ، فجأة هب نسيم صافٍ عذب لتتناثر وريقات الكرز بالمكان الذي اجلس عليه ، كان شكل الأوراق وهي تتناثر يجعلك تبتسم رغم الآهات وتسعد وملئ صدرك أحزان ، وتنسى شقا الأعوام...
هناك أخذت أتناول طعام الغداء..
كانت السماء صافية ، بها بضع سحيبات ، والعصافير تزقزق وتارة تأتي وأطعمها بعض الفتات ...
لا أخفي سعادتي حينها ، بهذا الوضع الآمن..
فجأة وجدت العصافير تطير مسرعة وكأن أحد ما أرعبها!!!
ما إن رفعت رأسي حتى صدمت برؤية عامل نظافة أمامي ذا شكل مريب ، وتعبير عبوس رافع حاجبيه للأعلى ويحدق إلي بنظرة يملؤها الغضب ، وكأنه يود تمزيقي بين أسنانه!!في الواقع لم أعلم لم كل هذا حتى تحدث بنبرة غليظة مرعبة يقشعر لها البدن....
لماذا ترمين الفتات على الأرض ، ستصبح قذرة
كل هذا لأني أطعمت العصافير..!
أيا كان فأنت تلوثين الأرض
عذرا لم أقصد تلويث الأرض وأنا أهوى رؤيتها نظيفة أما بالنسبة للفتات فلن ألوث الأرض به فالعصافير تلتقطه..(فجأة!!!تغيرت تلك الملامح القاسية !!)
آنستي الصغيرة الطيبة لقد أعمى الحقد قلوبنا اعذريني على فظاظتي معك..افعلي ما تشائين..
أشكرك فأنا راحلة إلى اللقاء...
إلى اللقاء..
يا له من مكان قد لا أصفه مجددا برائع مما رأيت ومن تجاربي بهذه البقعة ..يا لهم من أناس هم بمظهرهم فقط !!لقد أعمى الحقد قلوبهم بشكل فظيع ...يا لها من مظاهر خداعه ونفوس حاقدة..
الآن فهمت قصدها وكأنها كانت ستقول:جميعنا هكذا قد لا يناسبك هذا المكان ولكنها صمتت...
يتبادر لبعضهم بأنني عممت على الكل ولكن هذه هي الحقيقة فتحذيرها ومظاهرهم المريبه أخبرتني بذلك..
هذه هي حال الدنيا دائما ما تخدعنا بمظاهرها ونقع في مصائدها ....
خرجت بناحية الغرب...أمامي منظر الغروب والذي له تأثير محبط بنفسي ...ومع ذلك لم اتخذ من اليأس وشاحاً وإنما تفاءلت بغد مشرق وتجارب أفضل...
من كتاباتي,,
^_^
أتمنى مروكم
ومعرفة آرائكمـ
|
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
