مــســقــطـ...عاصمة الثقافه العربيه..
الموقع:
تقع مسقط عاصمة سلطنة عُمان، على خليج عُمان في الجزء الجنوبي من ساحل الباطنة، وتتصل من الشرق بجبال الحجر الشرقي والمنطقة الشرقية، ومن الغرب بمنطقة الباطنة، ومن الجنوب بالمنطقة الداخلية. وتبلغ مساحتها ما يقرب 35000 كيلو متر مربع. وتتميز بموقعها الجغرافي والاستراتيجي الهام الذي أهلها بأن تكون المركز السياسي والاقتصادي لسلطنة عُمان، ومقرا للحكم ومركزها الإداري. وتضم محافظة مسقط ست ولايات ضمن حدودها الإدارية وفق ما حدده المرسوم السلطاني رقم (6/91) باعتماد التقسيم الإداري للسلطنة وهي (مسقط، ومطرح، والسيب، وبوشر، والعامرات، وقريات ).

وتعـد محافظة مسقـط أكثـر مناطـق السلطنة كثافة بالسكان، وتشكل مسقط أهمية تاريخية على مسار التاريخ العُماني وهي ذات معطيات حضارية حيث تمثل المركز الرئيس للبلاد سياسيا واقتصاديا وإداريا، كما أن موقعها الجغرافي أكسبها أهمية كبيرة فهي تحتضن عاصمة البلاد ومقر الحكم ومركز الجهاز الإداري للدولة، وتوجد بها مختلف الوزارات والهيئات والمراكز الحكومية.
وتوجد في محافظة مسقط بالإضافة إلى الوزارات والهيئات والمراكز الحكومية، الكثير من المصانع والمؤسسات والمراكز التجارية والبنوك التجارية والفنادق العالمية والمنتزهات السياحية، بالإضافة إلى المستشفيات التخصصية، وجامعة السلطان قابوس، والكليات والمعاهد العلمية، والمدارس، والاتحادات والأندية الشبابية والمراكز والمجمعات الثقافية والفنية والرياضية التي تسهم في مسيرة البناء والتطور الذي تشهده السلطنة.
نبذة جغرافية عن مسقط
جاء في وصف العالم الملاحي الجغرافي الشهير أحمد بن ماجد عن مسقط أنها كانت ميناء شهيراً لا مثيل له، وتأتي إليها السفن التجارية من كل مكان وتتمون من مينائها، وأنها كانت الميناء الأول لعُمان، وحين تبحر السفن وترسو في مسقط تكون في أمن وأمان. ويستمر أحمد بن ماجد في وصفه إلى أن يصل لوصف أهل مسقط إذ يقول عنهم ( إن أهلها كرام لطفاء يرحبون بالغرباء ويكرمونهم )، ثم يعود مرة أخرى ليصف مسقط بأن منظرها رائع وجميل وأنها مدينة ساحرة مسورة بالجبال وتطل عليها قلعتاها الشهيرتان.

ويذكر "ابن المجاور" أن مسقط كانت مرسى مدينة صحار، ففيها كانت ترسو المراكب والسفن القادمة من أطراف البلاد وتتمون بمائها العذب ثم تحمل بصنوف البضائع والسلع المختلفة في طريقها إلى بلاد كرمان وسجستان ببلاد فارس ( إيران اليوم). وقد ذكر الرحالة الإيطالي ( ماركوبولو ) وهو أحد رحالة القرنين الثالث عشر والرابع عشر، أن العُمانيين كانوا من أوائل التجار الذين جابوا البحار وحملوا صادرات العالم المختلفة إلى الصين والهند، كما كانوا يشترون من الصين الحرير والكافور والمسك والخزف، ومن الهند خشب الساج والأرز والتوابل. ثم يتحدث عن ميناء مسقط وموقعه الجغرافي فيقول: " إن للميناء قلعة في موقع منيع عند مدخل الخليج بحيث لا يستطيع مركب الدخول إليه أو الخروج منه بغير إذن، وكان يجبى رسوماً من التجار ".
ويصف الرحالة المغربي " ابن بطوطة " في القرن الرابع عشر بعض مدن عُمان وعادات أهلها وصفاً شفافاً رائعاً، إذ يصفهم بالتواضع وحسن الخلق، وأنهم أهل تقى ووقار ومن عاداتهم التصافح في المسجد بعد كل صلاة ويرحبون بالغرباء ويكرمونهم بسخاء. وقد تجول الرحالة ابن بطوطة في مختلف مدن عُمان، وتأثر بثروات البلاد المختلفة ومنها ثروة الأسماك، إذ يصف نوعا من أنواع السمك يعرف بقلب الماس قد كانت تشتهر به مدينة مسقط.

ووصف المؤرخ الشيخ سالم بن حمود السبابي مدينه مسقط " بأنها مدينه من أهم المدن على البحر علا شانها وعظمت مكانتها على طول الزمن مما جعل البوسعيديين يتخذونها عاصمة لعُمان". والجدير بالذكر إن مسقط بولايتها الست تتوسط الشريط الساحلي للسلطنة، وتمتد شواطئها إلى ما يقرب (( 200 )) كيلو متر مربع بمحاذاة خليج عُمان، وتتباين تضاريسها بين الشواطئ الرملية والسهول الحجرية. وتعد ولاية قريات أبعد ولايات محافظة مسقط، إذ تبعد عنها بمسافة 85 كيلو متر تقريبا، أما أقرب ولاياتها فهي ولاية مطرح.
أهم المعالم الحضارية في مسقط
تزخر مسقط بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية الضاربة في عمق التاريخ، والتي تدل دلالة واضحة على عراقة هذه الولاية ودورها الحضاري والتاريخي على مر العصور. كما تتميز مسقط بوجود العديد من القلاع والأبراج والأسواق والأبواب والبيوت الأثرية والمتاحف، ومن بين قلاعها الحصينة قلعتا الجلالي، والميراني، وقد شهدت القلعتان ترميماً كاملاً وأصبحتا رافداً تراثياً ومعلماً من المعالم التاريخية والسياحية. إن هذه المباني التاريخية الضخمة بجانب توفيرها للحماية، أدت دوراً حيوياً في التعريف بتاريخ عُمان كونها تقف كنقاط التقاء للتفاعل السياسي والاجتماعي والديني، وكمراكز للعلم والإدارة والأنشطة الاجتماعية.
قلعتا الجلالي والميراني
تعد قلعتا الجلالي والميراني اللتان تقعان على مدخل خليج عُمان بولاية مسقط في محافظة مسقط من أشهر القلاع العُمانية، وقد بنيت قلعة الميراني قبل قدوم البرتغاليين إلى عُمان وكانت على شكل برج كبير، وفي عام 1588م أعاد البرتغاليون بناء القلعة وذلك على أنقاض المبنى القديم، وأضافوا لها منصات للمدافع مخازن وسكن للقائد ومسجداً، وقد تم توسيع القلعة وإيصالها إلى حجمها الحالي في عهد كل من الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية في القرن الثامن عشر وحفيده السيد سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر.

وتطل قلعة الجلالي على خليج عُمان في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة مسقط. وقد أكمل البرتغاليون بناءها عام 1587م، وتم تطويرها إلى الوضع الذي نشاهدها عليه اليوم في عهد السيد سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر، وفي عهد المغفور له السلطان قابوس بن سعيد المعظم، تم تجديد القلعة وتهيئتها لتصبح متحفاً.
كما تشتهر مسقط بالعديد من الأبراج المنتشرة في قرى الولاية. وتوجد بها بيوت أثرية من بينها بيت جريزة وبيت السيد نادر والمتحف العُماني الفرنسي وبيت السيد عباس بن فيصل وبيت الزواوي ومتحف الزبير .وتضم مسقط ثلاثة مداخل شهيرة وهي باب المثاعيب والباب الكبير والباب الصغير، كما تشكل بوابة مسقط أحد المعالم الحضارية في مسقط.
حصن مطرح
هو حصن عتيد يقف شامخاً من فوق نتوء صخري قريب من الشاطئ، وعلى قمة هضبة صخرية ضيقة، والحصن يبدو أنه كان في الماضي الممر الوحيد الذي يصل بين مطرح ومسقط، ويتكون حالياً من ثلاثة أبراج دائرية، أحدها برج كبير على القمة والاثنان الباقيان أصغر حجماً، ويقع أحدهما عند أول نقطة في الغرب، أما البرج الآخر فيقع ناحية الشمال من القلعة بالقرب من البرج الكبير. ويعد حصن مطرح معلما سياحيا يرتاده الزوار من داخل السلطنة وخارجها.
حصن قريات
يقع هذا الحصن في وسط مدينة قريات والمبني منذ 200 سنة تقريبا في عهد السيد حمد بن سعيد البوسعيدي الذي كان واليا عليه، وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل يضم برجا دائريا في الركن الجنوبي الشرقي ليستخدم هذا الحصن مكتبا للوالي، وبه منزل للوالي. وقد تم ترميمه عام 1987م وتحويله إلى متحف يعرض فيه العديد من التحف التاريخية العُمانية الأصيلة.
أسوار مسقط
تضم أسوار مسقط ثلاثة مداخل أو أبواب رئيسة هي:باب المثاعيب-الباب الكبير- والباب الصغير. ويقع الأول في الركن الغربي أسفل قلعة الميراني، والثاني عند نهاية الضلع الغربي للأسوار، وهو بمثابة المدخل الذي يؤدي إلى معظم الطرق المؤدية إلى كل ضواحي مسقط ومدينة مطرح. ويقع الباب الثالث الصغير منتصف الضلع الجنوبي، ويعتبر أيضا (مدخلا رئيسا) مماثلا لسابقيه.
بيوت أثرية
يوجد في مسقط خمسة بيوت-أو دور-أثرية هي : جريزة السيد نادر-السيد عباس بن فيصل-الزواوي، وتعد قرى الجصة-الخيران-السيفة من المواقع السياحية ذات الشواطئ بمياهها الزرقاء الصافية وطبيعتها الخلابة، حيث تتعانق الأمواج والصخور.
المتاحف
تزخر محافظة مسقط بالعديد من المتاحف، ومنها ما يتعلق بالتاريخ، كمتحف التاريخ الطبيعي التابع لوزارة التراث القومي والثقافة، والمتحف العُماني، والمتحف الوطني الذي يحتوي على الكثير من الموروث الشعبي، ومتحف الطفل، ومتحف قوات السلطان المسلحة في " بيت الفلج "، وما يحتويه من معلومات تاريخية قيمة.
الله يعطيك العافيه PaIn kiLlEr