أن طول شارع شتريسمان يبلغ ما بين 180 إلى 260 مترا ربما أطول، تقاطعه أربعة شوارع فرعية بالعرض .

نسيت نفسي واستمريت بمشاهدة وتصوير كل شجرة من الجانبين و سرت إلى نهاية الشارع ذهابا وإيابا ثلاث مرات .
و كل مرة إكتشفت لقطات فنية زاهية في الظل و تحت الشمس .
ومن الجدير بالذكر أن بعض الأشجار من الجانبين كانت متشابكة ومتعانقة مع بعضها الآخر
بحيث أنها شكلت أقواسا من الزهور الوردية مزخرفة بنقوش بديعة متلألئة بأشعة
الشمس الساقطة كالدراري التي ذكرتني بصالة الملوك و السفراء في قصر الحمراء

بمدينة غرناطة التي زرتها ثلاث مرات في حينه .
وهكذا واصلت السير والتقاط الصور و بدأت بترديد بعض الأبيات الشعرية التي خطرت

على بالي أثناء السير ومشاهدة اللون الوردي الفاتح والغامق و المشع .

تذكرت ابيات الشاعر و ألأديب والكاتب العراقي الأستاذ سلمان هادي الطعمة من إحدى قصائده بعنوان الفستان الوردي التي قال فيها :
مرت فألهب حسنها وجدي تختال في فستانها الوردي
والبسمة العذراء مشرقة في ثغرها المغمور بالشهد
والخصر يعطف في تبخترها كالغصن بين مباهج الورد
محمرة الخدين فاتنة يا للهوى من حمرة الخد
هذا الجمال أثار عاطفتي و أهاج أشواقي بلا حد
مذ أسفرت عن وججها ومشت بين الأزاهر مشية الند
للأسف الشديد نسيت كل ابيات القصيدة الرائعة .

ثم واصلت السير والتقاط اتلصور الزاهية .
و بعد مضي تقريبا أربع ساعات عدت إلى البيت مسرورا و سعيدا .
و في يوم 26 نيسان أخذت كامراتي و ذهبت في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا
و بدأت بتصوير الأزهار التي كانت مكسوة بقطرات الندى و شاهدت ايضا كثيرا من النساء
والرجال يلتقطون مختلف الصور ,

ثم صورت الأغصان و الزهور الممتدة إلى البالكونات و المطلة على نوافذ و أبواب
البيوت و على أسوار حدائقها ، إلا أن بعض اللقطات بسبب الظل أصبحت غامقة .
بقيت حوالي ساعتين ونصف بالتمتع بهذا الجمال الساحر و شكرت الله سبحانه و تعالى على هذه النعمة . ثم عدت إلى البيت .
طلبت من زوجتي بعد ظهر يوم 28 نيسان 2010 أن توصلني إلى شارع الحب والجمال
شتريسمان للقيام بتصوير الأزهار لمدة ساعة .
أخذت معي هذه المرة كامرة واحدة و التقطت عشرات الصور .
وفي هذه المرة شاهدت طالبات و طلاب من إحدى المدارس الإبتدائية مع معلمهم للرسم
وهم جالسون على أرصفة الشارع و أمام كل طالب أو طالبة كأس أزهار الكرز ( كرة مكونة من عدة زهرات ) أو منظر لشجرة يرسمونها .
ذهبت إليهم و سلمت عليهم وسألتهم عما إذا كانوا يسمحون لي بتصويرهم ، أجابوا بنعم
و فرحوا كثيرا . وأنا فرحت معهم . ثم تحدثت مع معلمهم و صورته أيضا .

وهنا عادت بي ذكرى طفولتي عندما رسمت في درس الرسم والأعمال اليدوية الملك
قيصل الثاني و الدكتور طه حسين و المطرب فريد الأطرش و المطربة أسمهان
واضطررت إلى تمزيقها بعد أن علقت عليها نسوة قمن بزيارة أمي المرحومة .

أتمنى أن تنال هذه الصور والمقالة من الجميع حسن الرضا و القبول
وإلى لقاء آخر
دمتم جميعا بود وعافية
تقبلوا مني أزكى تحياتي
د . عدنان
ملاحظة : أشوفكم على خير بعد عودتي من رحلتي العلمية إلى إيطاليا في 15 مايس بإذن الله
ألمانيا في 1 مايس 2010