حاجتنا إلى إعلام إسلامي هادف
باستعراض الأدبيات الخاصة بتفسير مسألة تأثير وسائل الاتصال الجماهيرية ( الراديو و التلفاز و الانترنت و الجرائد..الخ ) على الأفراد ، نجدها تتباين في تحديد : هل تؤثر وسائل الاتصال على الأفراد أم أن للأفراد القدرة على التحكم بالمحتوى الصادر عن وسائل الاعلام أيا كانت.
و بناءا على ذلك تنوعت الدوافع التي وجدت لتفسير تعرض الجمهور لوسائل الاعلام منها : أن المتلقي لديه الوعي و القدرة على التعبير عن اتجاهاته مباشرة ، و أنه يسعى إلى اشباع دوافعه من خلال التعرض لوسائل الاعلام . و تختلف توقعات الأفراد من وسائل الاعلام وفقا للفروق الفردية و وفقا لاختلاف الثقافات.
و ليس خفيا على أحد أن ما تقدمه وسائل الاعلام حاليا من انحطاط و رذيلة يفوق- نسبيا- ما تقدمه من مضمون جاد و هادف .ما يؤدي إلى احداث تغييرات في سلوكنا و تصرفاتنا و استجاباتنا لمضمون هذه الوسائل .وذلك لإن وسائل الاعلام أصبحت تشكل وسائل بديلة لمؤسسات بدأ يتلاشى دورها و اهميتها و حضورها كالمؤسسة الأسرية و الدينية.
و في ظل الانتشار الطاغي للانحطاط و الرذيلة في ما يقدمه الاعلام من برامج و مواد "للمتلقي" (و ذلك لكسب الجمهور من جهة و لما له من انعكاسات تجارية مربحة لهم من الجهة الأخرى)،نشأ هناك نوع من الصحوة الاسلامية – إن جاز التعبير- لرفض مثل ذلك المضمون الذي لا يؤدي إلا لترد في الأخلاق و انسياق أعمى وراء الغرب.هذه الصحوة ظهرت بعيدا عن التشدد و التزمت في التفسيرات الدينية ، و بعيدا عن الجمود في التعاطي مع معطيات العصر الحديث و ما يفرضه علينا من مستجدات و أمور علينا التعامل معها شئنا ذلك أم أبينا.
و من هنا كانت تجارب عديدة لأناس وسطيين أكدوا من خلال اعمالهم و انجازاتهم ان الاسلام دين الوسطية .دين ما جاء إلا رحمة للعالمين،دين نبذ الغلو و الرجعية .
و بناءا على ما سبق كانت ( حياةFM) ، و ( سامي يوسف ) مثالا حيا شاهدا على أن الاسلام دين السلام و الوسطية ،دين عالمي يناسب جميع الظروف و المستجدات .
حياة FM:
انطلقت كاذاعة أردنية هادفة عام 2006 ، و اتخذت نهجا اسلاميا وسطيا لتعميق مفهوم الاعلام الايجابي الهادف للانسان و المجتمع و سعيا لتقديم ما يهم و يفيد و يناسب المستمع من خلال الأداء المهني المميز للكوادر ذات الخبرات الواسعة والمؤهلة علميا.
لم تعد فكرة الاعلام المسموع مقتصرة على الموضوعات ذات المحتوى الغنائي و الترفيهي بل اصبحت هناك جوانب لا يمكن اغفالها عند الحديث عن المشاريع الاعلامية الاذاعية .من هنا ولدت حياة كاذاعة محلية خاصة – انبثقت عن شركة السلام للاعلام – تطمح الى تأدية رسالة اعلامية هادفة و متوازنة لتأخذ المستمع بعيدا عن عالم الابتذال و التقليد الثقافي غير المدروس الى عالم ثري بالقيم السامية.
و لن يغيب الحس الفني الذي ينساب بين ثنايا الدقائق في بث (حياة) ليرتقي باذن المستمع الى عالم الانشاد الرحب فمن حب الله و المديح النبوي الى المعاني الانسانية الدافئة.
سامي يوسف :
"صوت المسلمين في أوروبا " هكذا قدمته هيئة الإذاعة البريطانية في حوارها معه..
مسلم بريطاني ملتزم يرى أن الغناء هو وسيلة لتعزيز الإسلام و جعل الشباب أكثر فخرا بدينهم و عقيدتهم.
ولد سامي يوسف في يوليو 1980 و هو في الأصل من أذربيجان في فارس و قد ولد في أسرة موسيقية من العرق الأذربيجاني
أغنيات سامي يوسف اختارت أن تمسك العصا من المنتصف بالنسبة لإشكالية الحكم الشرعي للموسيقى فاعتمدت على آلات الإيقاع فقط و تنوع الإيقاع بين إيقاعات شرقية أو أسيوية أو غربية .إلا إن في أغانيه اهتماما بالموسيقى عبر الألحان التي جاء في صالحها المضمون البسيط للأغنيات و اقترابها من روح الإنشاد الصوفي و التواشيح و الابتهالات في بعض الأحيان.
مضمون معظم اغاني سامي يوسف مختلف فقد جاء تمجيدا للذات الالهية او مدحا للرسول صلى الله عليه و سلم او اشادة بالقيم الاخلاقية الاساسية و العامة للاسلام و للانسانية عامة كالحب و التسامح و الاخاء و لم يحتو على أي مضامين سياسية او نضالية .
فلا شك اذن ان العديد من الشباب كان ينتظر سامي يوسف ليرى فيه صورة نجمه المفضل:الشاب العصري الذي يجمع بين جاذبية نجوم السينما و الموسيقى في الغرب و بين دماثة شاب مسلم متدين .
و يشدد سامي يوسف انه ليس داعية اسلامي بل يرى انه مسلم عادي ربما يكون لديه الكثير من الاخطاء مثله مثل أي شخص آخر و يجتهد ان يكون نموذجا للمسلم الجيد الصالح الملتزم بتعاليم دينه و ربه.

التعديل الأخير تم بواسطة دمعه بريئة ; 08-12-2008 الساعة 05:03 PM.
|