قصة بشار(من تاليفي)
صباح رائع وجميل يصبح على تلك القريه التي يقطن فيها بشار التي ستدور قصتي حول هذا الشاب الذي تعب من روتينه الدائم وهو القيام صباحا والذهاب الى المزرعه والرجوع ضهرا بعد ان يصلي الضهر في ذلك المسجد الذي يقع في وسط القريه ويأخذ قسطا من الراحه بعدها يرجع الى مزرعته مرة اخرى ليكمل عمله.
كان والد بشار يذهب الى المدينه ليبيع محصول تلك المزرعه وما ينتجه اليوم بشار يذهب به والده في اليوم المقبل.
مرت الايام يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر... وفي يوم من الأيام عندما قام بشار من نومه في هذا الصباح الرائع لم يذهب الى المزرعه بل احس بأنه يود الذهاب الى مكان اخر وذلك ليبتعد قليلا من ذلك الروتين الذي تعب ومل منه .
ذهب بشار الى مكان بعيد وكان الناس في قريته يرتوون ويسقون حيواناتهم من ذلك المكان واستلقي على صخرة في اعلى التل وكان الناس يذهبون ويأتون وخاصة النساء التي تأتي لأخذ الماء...فأعجب بشار بالمنضر وارتاح قليلا وفي صباح يوم غد حدث الشيء نفسه ولكن هذه المره نظر بشار الى المكان الذي يأتي اليه الناس ورأى فتاه اعجب بها وبتعاملها مع الاخريات . اعجب بمساعدتها لكبيرات السن. هي ايضا نضرت اليه نضره غريبه لم يعرف ما معناها.هذه الفتاه يطلق عليها زهور.
ذهبت زهور الى المنزل وجلست تفكر فيما حصل وحصل الشي نفسه مرات عديده وفي يوم من الايام ادرك بشار ان هذا الاعجاب قد تحول الى حب وعشق في قلبه.
ذهب يسألها عن ماء يروي به ضمأه وفي اليوم الثاني كلمها وبادلها الحديث وسألها عن نفسها وتبادلا الحديث.
صار ذلك اللقاء كموعد بينهم اذا تأخر احد منهما خاف عليه الاخر وجلس يفكر اذا حدث لأحدهم مكروه.
انتبه بشار لنفسه وقال ان ما يحدث ينافي عاداتنا وتقاليدنا بل ينافي ديننا الحنيف في البدايه وقرر بفعل امر ما... وهو الذهاب الى خطبة عشيقته.
ذهب الى والده أولا وصارحه بما في قلبه من امر بل امور كثيره.
سكت الاب.. وعلامة الحيره في وجهه...بين فرح.. وحزن.. فرح لأن ابنه بدأ يفكر في الزواج ولكنه كان حزينا لانه لا يقدر ان ينفذ ما طلبه ابنه وذلك لانه يطلب فتاه من مجتمع لا يساوي مجتمعه وكانت هذه الاعتقادات سائده على تلك المجتمعات... فالغني لا يزوج الا مثله والفقير يزوج الفقير.
كانت الفتاه ابنة شخص رزقه الله المال الكثير وكان يملك ما يملك من الاموال والاراضي والمواشي بل كان في مقام سيد القريه بينما بشار وابيه كانا عاملان فقط يأخذان من مزرعتهما ما يكفي لقوت يومهما.
بالطبع كان رد والد بشار بالرفض وانه لا داعي للذهاب لخطبة الفتاه لانهم سيرجعون من دون فائده بل وقد يطردهم سيد القريه.
حزن بشار من رد والده له ورفضه بالذهاب... ولكن حبه جعله اقوى وذهب الى عمه وصارحه ووافق عمه بعد عناء وذهبا الي والد بشار واقنعانه بالذهاب واخيرا وافق والد بشار وقررالذهاب لخطبة تلك الفتاه لبشار.
ذهب الثلاثه لخطبة الفتاه ودخلوا بيت والد زهور وبدا والد بشار بالحديث وقبل انهاء حديثه كانت ردة فعل والد زهور بالطرد من بيته وانه لا يزوج هذه الطبقه من المجتمع وذلك لانهم لا يقدرون بان يوفروا أساليب الراحه لزهور هذا ما زعمه والد زهور.
رجعوا مخذولين وحزينين لما حدث.
جلس بشار يفكر ويفكر ويسأل نفسه عما عليه فعله , اخيرا خرج بشار بخطه وهو انه عليه السفر للعمل وجلب المال وذلك ليتمكن من خطبة زهور وان لا يكون هناك اي مانع من زواجه من الفتاه التي اختارها قلبه.
فعلا سافر بشار وعمل بجهد كبير وكان تفكيره بزهور كثيرا .كان يراها في منامه الذي يجعله اليوم التالي يعمل بجهد اكبر.جني بشار المال الكثير ورجع البلد بذلك المال الذي حصل عليه والذي يساوي ثروة والد زهور بل قد يزيد.ولكن بعد رجوعه من السفر وجد ان حبيبته زهور قد زوجت لابن عمها الذي كان يضربها ويشتمها.
ماذا سيفعل بشار الأن بعد ان ذهبت عنه حبيبته زهور الذي ترك اهله وبلاده من اجلها؟ ترك بشار كل ماله واستغنى عنه وسافر بعيدا عن تلك القريه التي لم يعد اليها ولا يعلم احد عن مكانه.
علمت زهور برجوع بشار وقد تركت امل بامكانها الذهاب الى بشار الذي قد يحميها من ابن عمها وزوجها الحالي . ذهبت زهور الى مزرعة بشار ولكن عندما وصلت هناك اخبرها والد بشار بانه سافر ولم يعد ولا يعلمون عنه وقد رأت اسمها منقوش على اشجار تلك المزرعه بل قد نقشه على كل حجر وسقطت زهور مغشيا عليها لما قد سمعت من خبر واخذها والدها الى أفضل المستشفيات في المدينه ولكن دون جدوى فزهور الى الأن مغشيا عليها ولا يعلم الاطباء بما عليهم فعله لمعالجتها.
|
العرض الشجري
