وصلت الفتاة الأفغانية مجدوعة الأنف التي ظهرت صورتها على غلاف مجلة تايم الأمريكية أخيراً إلى كاليفورنيا بعد أن تبرعت مؤسسة خيرية بتكاليف إجراء جراحة تجميلية لها لتعديل وجهها المشوه.
وأثارت صورة عائشة (18 عاماً) بعد نشرها جدلاً واسعاً بسبب توقيتها عقب تسريب موقع "ويكيليكس" الشهر الماضي نحو 93 ألف وثيقة سرية تكشف بعضاً من الأسرار في حرب أفغانستان منها تفاصيل عن مقتل مدنيين من قبل القوات الأمريكية، وتلقى حركة طالبان دعماً من قبل بعض ضباط الاستخبارات الباكستانية.
ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، قالت مؤسسة جروسمان بيرن، ومقرها لوس أنجليس، إن عائشة وصلت إلى كاليفورنيا حيث ستكون بضيافة أسرة أمريكية طوال فترة وجودها في الولايات المتحدة.
وتقول عائشة إن أنفها جدع عقوبة لها على هربها من زوجها الذي كان يضربها، ويهينها، ويعاملها معاملة قاسية.
وقال جراح التجميل الدكتور بيتر جروسمان إنه سيجتمع مع عائشة لاحقاً للبحث معها في كيفية إجراء الجراحة التجميلية.
وأضاف الطبيب أنه يتوقع أن يقوم بزرع قطع من أجزاء أخرى من جسمها مكان القطعة المجدوعة من الأنف.
ووفقاً لبي.بي.سي، أعرب ناشطون في قضايا حقوق المرأة عن سعادتهم بوصول عائشة إلى كاليفورنيا لتلقي العلاج.
ويقول هؤلاء إن هناك الآلاف من الأفغانيات يتعرض للعنف المنزلي وسوء المعاملة من قبل أزواجهن أو أقاربهن.
وذكرت المجلة الأمريكية في تبرير نشر الصورة الصادمة على غلاف أول عدد أسبوعي منها لشهر أغسطس/آب الجاري، إن عائشة تود نشر صورتها ليعرف العالم من هي طالبان، وماذا تعني عودتها لحكم أفغانستان.
ولكن الانتقادات التي وجهت للمجلة تضمنت اتهامات باستخدام الغلاف كوسيلة بروباغندا (دعاية سياسية) لتأييد الحرب في أفغانستان رغم انفضاح تعثرها والفساد الذي ولده الاحتلال في تلك البلاد البائسة. ويرى كثيرون أن الغلاف يستجدي تأييد الحرب ودعم التواجد الأمريكي دون تحديد مدته لعلاج انتهاكات حقوق الإنسان فيها. وحملت بعض التحليلات عناوين مثل، "صورة بتسعون ألف ملف سري" الذي يلمح إلى أن الصورة هي حملة إعلامية للرد على تسريب تسعين ألف ملف سري لمجريات الحرب في أفغانستان، والتي جرى تسريبها مؤخراً.