المشاريع السياحية غائبة عن دربات
كهوف محافظة ظفار تنتظر الاستثمار
السياح: متاحف جيولوجية من أجمل ما شاهدناه

صلالة - عامر بن غانم الرواس
تشكل الكهوف في محافظة ظفار إحدى مقومات السياحة البيئية التي تتمتع بها المحافظة والتي تعد مصدر جذب سياحي ولها زوارها الذين يفدون إلى السلطنة لمشاهدتها من مختلف أنحاء العالم وسوف نتناول في هذا الموضوع أهم هذه الكهوف ولماذا لم يتم استغلالها سياحيا من خلال الكثير من المشروعات السياحية التي تساعد بشكل كبير في جذب السياح من الخارج وحتى من قبل السياحة الداخلية مثل كهف المرنيف في المغسيل فهذه الكهوف من خلال الجهات الحكومية المعنية بها خارج أجندة تطويرها واستغلالها سياحيا فهناك على سبيل المثال الكثير منها تصلح أن تكون استراحات ومطاعم من خلال إضافات بسيطة واستغلال الطبيعة الموجودة واشراك القطاع الخاص في هذا الموضوع خاصة إن لديهم إقبالا كبيرا حول هذا النوع من المشاريع.
والكهوف إحدى المكونات الطبيعية التي تجتذب كل من يعشق اكتشاف المجهول وحب المغامرة نظرا للغموض الذي يكتنف عوالمها والجمال الأخاذ الذي وضعه فيها الخالق جلت قدرته، ليمعن الإنسان النظر في آية صنع الله ويتفكر في مغزى الحياة منذ كانت هذه الكهوف في عصور سحيقة من عمر البشر وحياتهم على الأرض الملجأ والمأوى الذي يعيشون فيه ويحتمون به من خطر أعدائهم من الوحوش والضواري.
كهوف عمان أو متاحفها الجيولوجية المخبأة في باطن الأرض، تنفرد بخصائص وتكوينات نادرة استغرق تكوينها وتزيينها آلاف السنين وهي كنوز طبيعية وتراث وطني يتطلب ضرورة صونها ورعايتها كجزء مهم من تراث عمان الطبيعي والبيئي. وتوجد معظم الكهوف في السلطنة في جبال المنطقة الشرقية والمنطقة الداخلية ومنطقة الظاهرة وجبال ظفار ومن أشهر كهوف محافظة ظفار كهف طيق وصحور وحفرة الإذابة يطوي اعتير وكهف عين حمران ( كهف الخفافيش ) وكهوف وادي دربات وكهف المرنيف بالمغسيل وكهف عين أرزات.
كهف طيق
كهف طيق في محافظة ظفار يعد من اكبر الكهوف المكتشفة على مستوى العالم تبلغ مساحته حوالي 300 مليون متر مكعب وهو بهذا الحجم يعد أكبر بحوالي 75 مرة من كهف مجلس الجن في شمال عمان وأكبر بحوالي 57 مرة من كهف سيرواك في ماليزيا الذي يعتبر اكبر كهف في العالم قبل اكتشاف كهف طيق. وقد أتاح هذا الكشف التعرف بالكهف مما يساعد في زيادة الدراسات الجيولوجية، ويرجع الجهد الذي كان الفضل فيه للسكان المحليين الذين أرشدوا فريق المغامرين السلوفانيين في عام 1997 إلى موقع النزول إلى الكهف
كهف صحور
تكون هذا الكهف في صخور الحجر الجيري الفني بمستحثات المرجان والحيوانات الصدفية والرخويات ومتحجرات المستحثات المجهرية. مدخل الكهف يمتد على مساحة (40 مترا طولا و45 مترا عرضا) به نفق لا يعلو ارتفاعه عن ( 2 / 1 متر) يؤدي إلى غرفة جوفية مقاس (30 مترا طولا و30 مترا عرضا) يرتفع سقفها إلى (5 أمتار).
كهف عين حمران
يقع هذا الكهف على ارتفاع (4) أمتار من مستوى الطريق. له مدخل منبسط وبه قناة عرضها متر واحد تمتد حوالي (30) مترا وتنتهي في غرفة جوفية مقاس (10 متر طولا في 10 أمتار عرض) تسكن هذا الكهف مئات من الخفافيش وهذه الخفافيش أساسية للتوازن البيئي في المنطقة. لزيارة هذا الكهف تنصح باصطحاب مرافق من سكان المنطقة وعدم البقاء فيه لأكثر من (30) دقيقة لأن الهواء لا يصله بالكميات الكافية من جهة كما أن نسبة الرطوبة به عالية وروائح الخفافيش قد تكون مضرة لصحة الزائرين.
كهوف وادي دربات
تعتبر هذه الكهوف فريدة من نوعها وهي تتميز بتنوع الترسبات المعلقة في أسقفها وهي تختلف عن غيرها من الكهوف حيث أن الوادي شطرها ولم يبق منها سوى أنصافها أو تجاويفها وأقواسها. ويرجح أن وادي دربات كانت به سلسلة من الكهوف تكون اقدمها أعلى الوادي وتكون أحدثها أسفله. زيارة كهوف وادي دربات توفر فرصة للاطلاع على فن النقش على الصخور التي تركها لنا الإنسان البدائي الذي سكن هذه الكهوف.. كما يستمتع زوار الوادي بالمناظر الجميلة الخلابة لشلالات وادي دربات الذي تنساب مياهه الكثيفة من ارتفاع (100 متر) بعد هطول الأمطار الغزيرة وكذلك بمناظر بحيرات الوادي والحياة البرية فيه وإلى الآن على رغم أهمية هذه المنطقة سياحيا في مختلف فصول السنة وخاصة في فصل الخريف لم نر هناك أي استغلال لهذه الشلالات ولا للبحيرات ولا للكهوف وهذه المنطقة غنية جدا في إقامة المشاريع السياحية وفي الواقع نسمع أن هناك مشاريع تتعلق بهذه المنطقة وإن هناك دراسات حول هذا الموضوع لكننا لا نسمع إلا أقوال من سنين عديدة ولم نرَ شيئا على ارض الواقع ولا اعتقد أن هناك أي مشاريع خلال السنوات القادمة لكن يظل الأمل موجودا.
حفرة الإذابة
فهذه الحفرة من أكبر الحفر الطبيعية في العالم (975000 متر مربع) فقطرها يتراوح بين (130 و250 مترا ) في حين يصل عمقها إلى (211 مترا) أي ما يقارب عمارة مكونة من 70 طابقا وهي كذلك أكبر من أهرامات الجيزة بمصر بحوالي 70 مترا وهي موقع رائع للاستمتاع بالطيور وأصواتها لهذا أطلق عليه سكان ظفار بئر الطيور. وإن كان الاعتقاد السائد عند بعض الناس بأن هذه الحفرة نجمت عن سقوط جرم من السماء إلا أن التكوين الجيولوجي يؤكد أن الحفرة نتجت عن الحركة الجيولوجية القاعية والتأكل الطبيعي وعامل التعرية الناجم عن المياه التي لا تزال حفرها متناثرة في المنطقة المحيطة.
كهف المغسيل
يعتبر كهف المرنيف من أجمل الكهوف في السلطنة والذي حظي باهتمام كبير من قبل وزارة السياحة من خلال الاستراحات والمطعم وتطويره وتجميله وتسهيل الطريق للسياح فمن هذا الكهف يستطيع السائح مشاهدة جمال سواحل ظفار وجبالها في نفس الوقت والتمتع بالنوافير الطبيعية التي تميز منطقة المغسيل في كهف المرنيف.
أراء السياح
تقول اذيرل بريطانية الجنسية إن هذا المكان وخاصة كهف المرنيف من أجمل المواقع التي شاهدتها خلال زيارتها العديد من الدول الأوروبية وهذه المرة الأولى التي تزور فيها السلطنة وأضافت أنها زارت العديد من مناطق السلطنة الأخرى خلال جولتها قبل محافظة ظفار حيث أعجبت بالعاصمة مسقط ومدى تطورها وإنها معجبة أكثر بالجبل الأخضر ورمال الشرقية والعديد من المناطق السياحية الأخرى التي لا تحفظ أسماءها ولكنها مسجلة لديها بالإضافة إلى الصور الساحرة لهذه المناطق التي التقطتها وإنها في العام القادم سوف تزور السلطنة مرة أخرى وتكون لديها إجازة أكبر لأنها لم تكن تتوقع إن هناك هذا العدد الكبير من المناطق السياحية.
ويقول الدكتور دك سويسري الجنسية إن هذه الزيارة ليس الأولى له للسلطنة وانه قد زارها عدة مرات وانه زار معظم مناطق السلطنة وهذه المرة ركز بشكل أكثر على محافظة ظفار حيث زار رخيوت وضلكوت وكذلك مرباط وسدح وحاسك كما زار منطقة دربات وميناء سمهرم ومنطقة البليد وأبدى إعجابه بها جدا كحديقة طبيعية تحكي عن تاريخ السلطنة سواء على ارض الواقع أو من خلال المتحف الممتاز الموجود داخل البليد وأضاف: كل هذه المناطق لا استطيع وصفها بما تتمتع به من جمال رباني لم يتدخل فيها الإنسان وأكد انه سوف يعود العام القادم لان السلطنة من أجمل الدول التي زارها خاصة إن هوايته الأولى السياحة.