كانت أول رحلة (للراوي) عن طريق البر إلى الديار المقدسة
وكن فرحا بهذه التجربة للذهاب للعمرة في رمضان ... أوصلته الى محطة الباصات بعد الإفطار وبدأ الباص في التحرك في العاشرة مساءا تقريبا يوم الأربعاء 7 رمضان 1431هـ الموافق 18/8/2010م
في صباح اليوم التالي وردني إتصال من (الراوي) وقمت بالرد عليه لم أسمع كثيرا من تلك المكالمة التي تخللها أصوات أناس كثيرة ممزوجة بصفارات سيارات الشرطة والإسعاف ولكنني فهمت بأن باص الحملة (الفلانية) وقع عليه حادث كبير وفيه وفيات وإصابات تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة والطفيفة.
الليلة التي تسبق الحادث وقف الجميع لتناول وجبه السحور والإبتسامات تعلو وجوه الجميع وسؤال واحد موجه من الجميع الى سائق الحافلة وهو هل سنصلي صلاة الجمعه في الحرم المكي وكانت الإجابة نعم سوف نصل بإذن الله قبل وقت الصلاة يوم الجمعه وبإذنه تعالى سنصلي في الجمعه هناك وكان الجميع فرحا بتلك الإجابة.
صلى الجميع الفجر وبدأت الحافلة في التحرك وفي الساعة السابعة صباحا يوم الخميس 8 رمضان وبالتحديد في منطقة تبعد عن إمارة أبوظبي بحوالي 300 كلم كان جميع من في الحافلة نياما إلا القلة منهم. إنحرفت الحافلة جهة اليمين لتصطدم بشاحنه تحمل اطنانا من الحديد المسلح بقوة.
(الراوي): كنت نائما وقتها ولم أصحو الا على قوة صوت الحادث وآهات وصراخ جميع من حولي من المعتمرين وأرى الدخان في كل صوب وأسمع صوتا قويا في الامام ومن كل صوب وكان منظرا مخيفا للغاية.
صور الحادث:
ما بعد الحادث
خلال نصف ساعة أستطعنا بأن نخرج بعض المصابين من الحادث إلى خارج الحافلة ما عدا الكثير منهم واللذين علقوا بين حطام المقاعد ومنهم من لم يقدر على التحرك نظرا لأن يده او أقدامه عالقتين بين الانقاض وكان لزاما علينا إنتظار رجال الدفاع المدني بأبوظبي حتى يقوموا بقطع الحديد وإخراج العالقين وإسعافهم.
وفي وقت قصير كان المكان يعج بسيارات الشرطة والاسعاف بالإضافة الى حافة المستشفى المتنقل والدفاع المدني وطائرة مروحيه لنقل الحالات الخطرة الى اقرب مستشفى.... وطبعا لا يوجد أحد في تلك الحافلة لم يصب.
((شكرا))
شكرا لرجال شرطة دولة الإمارات العربية المتحدة والدفاع المدني على التعاون وسرعه التجاوب وشكرا لجميع من مر على الحادث وقام بالمساعدة شكرا لمن تبرع بوجبات الإفطار والعشاء وغيرها لسعيهم لكسب الاجر والوقوف مع المصابين... والشكر موصول إلى حكومة أبوظبي على حسن التعاون وكرم الضيافه. وأسال الله أن يقينا شر الحوادث وأن يشفي من تركناه خلفنا في العناية المركزة والمصابين وان يعودوا الى أهلهم معافين بإذنه تعالى وأن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ويغفر لهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.